No Result
View All Result
المشاهدات 4
تردي الوضع المعيشي وغلاء أسعار مواد التدفئة، يدفع الأهالي لبدائل التدفئة غير الآمنة واستخدامها في ظل البرد القارس وانتشار الأمراض.
يواجه الأطفال في إدلب مخاطر كبيرة خلال فصل الشتاء، أبرزها اعتماد الأهالي على مواد تدفئة رديئة وخطيرة بآن واحد، بسبب تردي الوضع المعيشي وغلاء أسعار مواد التدفئة، ما يدفعهم لبدائل غير آمنة واستخدامها في صراعهم مع البرد والسيول والعواصف وانتشار الأمراض.
النزوح وتردي الأوضاع المعيشية
بعد اشتداد القصف ازدادت حملات التهجير وأجبر أكثر من مليوني مدنيٍّ على النزوح إلى المخيمات، والعيش حياة الفقر في ظل قلة مصادر الدخل، وأتجه المدنيون في إدلب لاستخدام مواد غير صحية وغير آمنة للتدفئة، والتي راحت تخلف أضراراً ومخاطر جسيمة على صحة قاطني المخيمات، وخاصة الأطفال، والتي تعدُّ الفئة الأكثر ضعفاً.
إذ تكررت حوادث الاختناق، التي وصلت حد الوفاة بين الأطفال بفعل مواد التدفئة الرديئة، ومنها الحادثة المؤلمة الأخيرة حين فقدت عائلة ثلاثة من أطفالها في آن واحد ضمن مخيمات “أطمة” شمالي إدلب، صباح يوم الاثنين 15 كانون الثاني، لاختناقهم بانبعاثات مدفأة الفحم.
وفي الصدد قالت إحدى قريبات الأطفال “لينا السويد“: “إن الأطفال ناموا داخل خيمتهم، التي تحوي مدفأة تعمل على الفحم دون أن يستيقظوا في صباح اليوم التالي، فتبين أنهم اختنقوا جراء سحب الفحم للأكسجين داخل الخيمة، دون أن تشعر عائلتهم النائمة في الخيمة المجاورة باختناقهم”.
وأضافت: “يلجأ والد الأطفال عادة لشراء هذا النوع من الفحم الرديء لرخصه بسبب الظروف المعيشية والمادية الصعبة، التي يعيشها، وعدم قدرته على شراء مواد أغلى ثمناً وأكثر أماناً وفاعلية، لكنه لم يكن ليتوقع أبداً أن يؤدي هذا النوع من الفحم لفقدان أطفاله الثلاثة حياتهم دفعة واحدة”.
وشهدت مناطق الشمال السوري حالات مشابهة بحالات الإصابة بالاختناق جراء انبعاثات أدخنة المدافئ الضارة، حيث استخدم الأهالي البلاستيك والفحم والنفايات والإطارات المهترئة والأحذية المستعملة لتوفير بعض الدفء لأبنائهم، وهو ما سبب خطراً كبيراً على جهازهم التنفسي.
وفي حادثة مشابهة للأطفال الثلاثة تعرّض أربعة أطفال من عائلة واحدة بتاريخ 22 كانون الأول 2023، لنوبات اختناق كادت تودي بحياتهم في مخيم “التح”، غرب مدينة معرة مصرين شمال إدلب، جراء مواد التدفئة غير الصحية المستخدمة. ويعد أعمار الأطفال الأربعة متقاربة، فأصغرهم ثلاثة أشهر، وأكبرهم أربع سنوات، وتعرضوا جميعاً لأزمة ربو حادة، فتم إنقاذهم بإسعافهم لأقرب مشفى في المنطقة.
مخاطر غاز أحادي أوكسيد الكربون CO
وحول هذا الموضوع، أكدت العضوة في مجال الصحة المجتمعية مرام الشيخ: “يعد غاز أحادي أوكسيد الكربون CO من أخطر أنواع الانبعاثات، ويطلق عليه اسم “القاتل الخفي” لعدم القدرة على تمييزه بسهولة، فهو غاز عديم اللون والرائحة ويؤدي استنشاقه إلى التسمم وقد يصل للموت”.
وأوضحت، أنه من الأسباب التي تؤدي لانطلاق هذا الغاز القاتل في الهواء هو إشعال المدافئ، أو أي مصدر حراري بالأماكن المغلقة، والتي يصعب دخول الهواء والأوكسجين إليها.
أعراض الاختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون
وعن أبرز الأعراض التي تظهر على المصاب بحالة اختناق بغاز أحادي أكسيد الكربون، أشارت مرام: “إن أبرز الأعراض التي تظهر على المصاب بحالة الاختناق هو (الصداع والدوار وضيق التنفس وضعف وتشوش ذهني، وخلل في وظائف الجهاز العصبي والإغماء، وخلل في القلب)، ثم الوفاة التي قد تحدث للنائم قبل ظهور الأعراض المذكورة عليه”.
وبينت إنه، يمكن تدارك خطورة انتشار هذا الغاز القاتل بإجراءات فورية وسريعة عند ملاحظة انتشاره، كتهوية المكان فوراً، وإطفاء المصدر الحراري المسبب، وأية مصادر أخرى قد يتفاعل معها غاز “أحادي أكسيد الكربون”، وإخراج من في المكان وخاصةً الأطفال، ومرضى الجهاز التنفسي وكبار السن، والنساء الحوامل، وذوي الاحتياجات الخاصة، والاتصال بالإسعاف فوراً.
وشددت على ضرورة اتخاذ إجراءات احترازية تتمثل في التأكد من التصريف الجيد لنواتج الاحتراق ووجود فتحة تهوية مناسبة، والتأكد من صلاحيتها للتصريف، وعدم ترك المدافئ مشتعلة أثناء النوم والتأكد من عدم ارتجاع النار إلى صندوق المدفئة المليء بالمواد المستخدمة للتدفئة، وعدم إدخال المجامر لداخل الخيام أو الغرف، وصيانة المداخن وتنظيفها.
وفي الختام، حذرت العضوة في مجال الصحة المجتمعية “مرام الشيخ” من عواقب أخرى قد يسببها استخدام مواد غير صحية وغير آمنة في التدفئة، والتي لا تصل لحد الإصابة بالاختناق وإلحاق الضرر بالجهاز التنفسي، بل تؤدي أيضاً إلى اندلاع حرائق في المنازل والخيام، وتؤدي في بعض الأحيان لوقوع وفيات وإصابات خطرة، ويبقى لغياب إجراءات السلامة والوعي دور كبير في معظم تلك الحوادث والأخطار.
وكالة أنباء المرأة
No Result
View All Result