سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

التعليم في مقاطعة الشهباء… عام حافل بالإنجازات والتحديات في ظل التهجير والحصار

الشهباء/ فريدة عمر ـ

حققت هيئة التربية والتعليم لمقاطعة عفرين والشهباء إنجازات حقيقية، في الإصرار على متابعة التعليم، على الرغم من العديد من الصعوبات والعراقيل، التي واجهت وما زالت تواجه الطلبة والقطاع التعليمي، أبرزها هجمات الاحتلال التركي من جهة، وظروف التهجير والحصار الحكومي من جهة أخرى، لتكملها تداعيات الزلزال الذي حدث خلال هذا العام.
يختلف الواقع التعليمي في عموم مناطق إقليم شمال وشرق سوريا، وفي مقاطعة الشهباء على وجه الخصوص، وذلك نظرا للتداعيات والتأثيرات العديدة، التي تواجه الطلبة والقطاع التعليمي بشكل عام، إلى جانب التحديات والإصرار على استكمال التعليم باللغة الأم.
العام الدراسي 2023 ـ 2024
يعتمد نظام التدريس، في مقاطعة الشهباء، على لغتين أساسيتين، وهما اللغة الكردية واللغة العربية، حيث يتلقى الطلبة من كل شعب دروسهم بلغتهم الأم.
حسب إحصائية هيئة التربية والتعليم، يبلغ عدد الطلبة في مقاطعة عفرين والشهباء 14135 طالباً وطالبة في المراحل التعليمية كافة، فيما يبلغ عدد المدارس الكلية في المقاطعة 68 مدرسة، فيما يبلغ عدد المعلمين والمعلمات 10150 من مختلف الاختصاصات.
كما وصرحت هيئة التربية والتعليم، لمقاطعة عفرين والشهباء، بأن خمس مدارس خرجت عن الخدمة خلال هذا العام، نتيجة تضررها من الزلزال الذي حدث في شباط هذا العام، إضافة إلى تضرر المدارس الأخرى بشكل جزئي، حيث اضطرت الهيئة آنذاك إلى تعطيل الدوام المدرسي لأكثر من أسبوع.
معهد الشهيدة فيان أمارا
يوجد في مقاطعة الشهباء، معهد الشهيدة فيان أمارا، والذي يعدُّ الوحيد في المقاطعة، حيث افتتح في عام 2019، أي بعد عام من احتلال مقاطعة عفرين، وتهجير سكانها صوب مقاطعة الشهباء، حيث ارتأت هيئة التربية والتعليم لمقاطعة عفرين والشهباء، إلى افتتاح المعهد، نظرا لظروف العديد من الطلبة، بعدم إمكانية ذهابهم إلى الجامعة في المناطق الأخرى من إقليم شمال وشرق سو ريا، بالإضافة لإعداد كوادر تعليمية لسد حاجة المقاطعة وملء الشواغر في القطاع التعليمي والإداري.
يتضمن معهد الشهيدة فيان أمارا، الأقسام التالية: معلم صف، والفيزياء والكيمياء، والعلوم، والكمبيوتر، واللغة الكردية، واللغة العربية، واللغة الانكليزية، بالإضافة إلى قسم المعهد الصحي، ويبلغ عدد الطلبة خلال العام 2023-2024، ب/186/، طالباً وطالبة، و /53/ للمعهد الطبي.
وتم تخريج /63/ طالباً وطالبة، خلال هذا العام، من الأقسام والفروع، لتكون بذلك الدفعة الثالثة منذ تاريخ افتتاح المعهد.
نظام التقييم
لعل أبرز ما شهده العام الدراسي 2021-2022، استحداث نظام التقييم بدلاً عن نظام التلقين، في مدارس الإدارة الذاتية في إقليم شمال وشرق سوريا، إلا أن هذا النظام في عامه الأول، لم يشمل المراحل التعليمية كافة، وفي عام 2022-2023، تم تطبيق نظام التقييم من المرحلة الابتدائية وصولاً إلى الثانوية، ولا زال هذا النظام مستمرا خلال العام الجاري، مع إلغاء الامتحانات الموحدة للشهادتين الإعدادية والثانوية، حيث يركز الهدف وراء اعتماء هذا النظام، على إعداد شخصية الطالب، وتمكينه من الجوانب كافة، حيث يتم تقييم الطالب من الناحية التعليمية والثقافية والأخلاقية، وكيفية تعامله مع المحيط وسلوكه.
وذكرت هيئة التربية والتعليم لمقاطعة عفرين والشهباء لصحيفتنا “روناهي”، أنهم افتتحوا دورات تدريبية عدة، منها دورتان خاصتان للإدارة، حول النظام الداخلي لهيئة التربية والتعليم، إضافة إلى إخضاع المعلمين والمعلمات، إلى دورات تدريبية، حول كيفية اعتماد نظام التقييم وتطبيقه في المدارس.
الصعوبات والعوائق
هذا ويشهد القطاع التعليمي في مقاطعة الشهباء صعوبات عديدة، فظروف التهجير القسري معاناة حقيقية؛ لأن القسم الأكبر من الطلبة يقطنون مع عوائلهم، في مخيمات التهجير القسري، حيث أن الظروف التي يعيشونها غير مهيأة تماما للدراسة، إضافة إلى هجمات الاحتلال التركي ومرتزقته المستمرة على المقاطعة، حيث اضطرت هيئة التربية والتعليم لمقاطعة عفرين والشهباء، إلى تعطيل المدارس في أكثر الأوقات، وخاصة في قرى شيراوا ومنطقة تل رفعت، بسبب القصف المتكرر على تلك المناطق، وخوفا على سلامة الطلبة.
إلى جانب ذلك استمرار الحصار الجائر، من قبل حكومة دمشق، على مقاطعة الشهباء لها تداعيات سلبية تعرقل السلك التعليمي، حيث أن الحواجز التابعة لحكومة دمشق، تمنع دخول الكتب والقرطاسية اللازمة للتعليم، ومنع دخول مادة المحروقات أثر أيضاً على القطاع التعليمي، وتسبب بتعطيل المدارس أكثر من أسبوع، بسبب عدم قدرة إيصال الطلبة إلى مدارسهم؛ لأن أغلب المدارس المتواجدة في المنطقة، تكون في القرى البعيدة من الطلبة، واضطرت الهيئة إلى شراء كمية من مادة المحروقات بأسعار باهظة، ما شكل عبئا إضافيا عليها، كما أن الطلبة وبرغم ظروف الشتاء محرومون من مخصصات التدفئة ضمن المدارس.
خطط مستقبلية وإصرار لمجابهة العوائق
على الرغم من وجود العديد من الصعوبات، التي تواجه القطاع التعليمي، سواء الإدارة، والكادر، أو الطلبة إلا أن إصرار متابعة التعلم باللغة الأم، يزداد عاما بعد عام، حيث قيم الرئيس المشترك لهيئة التربية والتعليم، لمقاطعة عفرين والشهباء، فاضل جاويش، العام الدراسي 2023-2024، في لقاء خاص لصحيفتنا، بأنه عام حافل ومليء بالإنجازات، والتحديات، التي حققها الإدارة والطلبة معا، على الرغم من العوائق والصعوبات، التي تواجههم، حيث أشاد جاويش وأثنى على إصرار الطلبة وذويهم على التشجيع على متابعة تعلمهم باللغة الأم، مؤكدا أنهم مستمرين في تحقيق مجتمع واعي وأخلاقي، عن طريق تكوين وبناء جيل واع ومثقف، قادر على حماية مكتسبات مجتمعه والدفاع عنها.
كما أفصح عن جملة من المخططات المستقبلية للعام المقبل، حيث أن الهيئة تعمل على افتتاح أكاديمية خاصة لها، لتكثيف العمل على الدورات التدريبية، كما يتم العمل على فتح معهد للمعلمين، ممن لم يتمكنوا من إتمام دراستهم، واعتماد يوم السبت يوما للتدريب لدى المعلمين، بعد قرار إلغائه خلال العام الجديد، كما أنه من بين مخططاتهم، فتح روضة للأطفال.
إلى جانب ذلك، على حسب الإمكانات سيتم العمل لترميم المدارس، التي تضررت في الزلزال، حيث أنه هناك 40 مدرسة بحاجة إلى ترميم إسعافي.