خالدة عبدو: المقاومة خيارنا المُلِحُّ لكسر الحصار وإفشال المخططات

الرقة/ حسين علي ـ

أوضحت عضوة المجلس العام لحزب سوريا المستقبل في الشهباء، خالدة عبدو، أن الظروف الاقتصادية الصعبة، التي تمر على مهجري عفرين وأهالي الشهباء لحصار حكومة دمشق وهجمات المحتل التركي، وأشارت إلى أنه إذا ما استمر حصار حكومة دمشق ستكون عواقبه كارثية، وأكدت، بأن مقاومة الشهباء والشيخ مقصود والأشرفية، مستمرة في مواجهة الحصار بعزيمة وثبات وإصرار على البقاء.

 يواجه مهجرو عفرين وأهالي الشهباء حصاراً من حكومة دمشق، وهذا الحصار يخلق الكثير من التحديات وصعوبات كبيرة في تأمين سبل العيش، وما يزيد الطين بلةً هجمات ومحاولات الاحتلال التركي للتلاعب بثقافتهم وهويتهم، وتعمل هذه السياسة على التغيير الديموغرافي في المناطق المحتلة.

 ويُعدُّ التهجير القسري انتهاكًا صارخًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي، ويهدف إلى محو الهوية الثقافية والتاريخية للشعوب، ناهيك عن عدم الاكتراث لما يمر به الأهالي في المناطق المحتلة من نقص في المحروقات، والطحين، والمواد الأساسية، واستخدام سياسة القبضة الأمنية لسلطات المحتل التركي ومرتزقته.

وعلى ما يبدو، أن حكومة دمشق والمحتل التركي متفقان على حصار مهجري عفرين وأهالي الشهباء، ولكن الأهالي مصممون على البقاء في أرضهم، والدفاع عن هويتهم وحقوقهم، وصمودهم بات يشكل رمزًا للصمود الإنساني والعزيمة القوية، حيث يتعاملون مع الحصار بروح المقاومة والتضحية، ويعبّرون عن إرادتهم في الحفاظ على تراثهم وثقافتهم والمضي قدمًا نحو مستقبل يستند إلى المساواة والعدالة الاجتماعية، من خلال مشروع الإدارة الذاتية، كما يواجه الأهالي هناك تحديات عديدة في مواجهة سياسة الاحتلال التركي، فضلاً عن الحصار الاقتصادي والاجتماعي.

فقدان مقومات الحياة

 وحول الموضوع ذاته، تحدثت لصحيفتنا نائبة الرئاسة المشتركة للمجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، خالدة عبدو: “سياسة الحصار المطبقة في الشهباء تكشف حجم التآمر على وحدة الشعب السوري، بهدف محاولة إضعاف النهج التحرري والمقاوم المتمثل بالإدارة الذاتية الديمقراطية، وثبات وصمود مهجري عفرين المحتلة وأهالي الشهباء، أمام الظروف القاهرة والحصار الجائر”.

ويعدّ الحصار الشديد، الذي تفرضه الحكومة السورية على الشهباء والأشرفية، والشيخ مقصود في حلب، خلقاً للأزمات الكبيرة بحق المدنيين، وخاصة الأطفال والنساء، وذلك بمنع إدخال المواد الطبية والأدوية، والمحروقات، وانقطاع الكهرباء، وفقدان مقومات الحياة وهذا كله منافٍ لحقوق الإنسان والمواثيق الدولية”.

وبخصوص ذلك، بينت خالدة: “ما تقوم به حكومة دمشق بفرض حصار على تلك المناطق، يزيد معاناة الشعب، وتسبب في انتشار الكثير من الأمراض، وخاصة بين الأطفال، ففي الشهباء يعيش مهجرو عفرين وأهالي الشهباء أسوأ الظروف، وخاصة في فصل الشتاء، بالإضافة إلى ذلك هناك هجمات دولة الاحتلال التركي ومرتزقتها، والتي سببت في استشهاد العديد من الأشخاص، وإصابة الكثير أيضاً”.

الشعب في الشهباء يعانون الأمرين الحصار المفروض عليهم من جهة، ومن ناحية أخرى هجمات الاحتلال التركي المستمرة على هذه المنطقة، والتي تهدف لإفراغ المنطقة من أهلها، لاحتلال المزيد من الأراضي والمدن السورية، ومع ذلك فالشعب يقاوم تحت هذه الظروف القاسية، بالاعتماد على مبدأ المقاومة، آملين بالعودة إلى ديارهم، فالحصار والهجمات اليومية محاولة لكسر إرادة ومعنويات الشعوب والقضاء عليها، وعلى الرغم من كل ما يجري؛ فإن الشعوب متمسكة بأرضها، ومعتمدة على مبدأ حرب الشعب الثورية لمواجهة حصار دمشق، وهجمات المحتل التركي”.

انتهاك لحقوق الانسان

 وأوضحت خالدة: “لا خيار لنا غير المقاومة، أمام هذه المعاناة وهذه السياسيات التي تنتهك حقوق الإنسان، ولا تعترف بحقوقه، رغم المناشدات الكثيرة من الأهالي في تلك المنطقة، لكن دون جدوى ودون فائدة، لأن هذه الأنظمة هي أنظمة مستبدة، تسلب حقوق الإنسان، ولا تعترف بحقة في الحرية والحياة”.

واختتمت خالدة عبدو حديثها: “إننا في حزب سوريا المستقبل نرفض بشكل قاطع اللجوء لمثل هذه السياسيات كالحصار، والهجمات، ونطالب حكومة دمشق بالكف عن سياساتها الإقصائية، ورفع الحصار عن هذه المنطقة، وفتح الطرق وإدخال المواد الأساسية، حتى لا تزيد معاناة المدنيين وحدوث كارثة إنسانية”.

ومن الجدير ذكره، أن سياسات الدول القومية متشابهة، ونضال الشعوب واحد في رفض الظلم والعدوان، والحصار، وما تفعله شعوب الشهباء، هو التمسك بالمشروع الديمقراطي، أمام أشكال الضغط والابتزاز السياسي والعسكري، والاقتصادي، والتاريخ لن يرحم التخاذل الدولي في مواجهة سياسات التجويع والعدوان.