إبراهيم الخليل: ازدواجية المعايير كشفت الوجه الحقيقي للسياسة التوسعية التركية

الشدادي/ حسام الدخيل ـ قال الأمين العام لحزب التطوير والتغيير الوطني الديمقراطي، إبراهيم الخليل، إن ازدواجية المعايير، التي يتبناها أردوغان، مفارقة سياسية وأخلاقية وإنسانية غريبة، وأكد، أنه من جهة يدعي الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ويندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وفي الوقت ذاته يهاجم مناطق شمال وشرق سوريا وشعوبها بشتى صنوف الأسلحة البرية والجوية.

في ظل الحرب الدائرة بين إسرائيل من جهة، وحماس من جهة أخرى، والتي أسفرت عن مقتل وجرح الآلاف من الفلسطينيين والإسرائيليين، لا تزال آفاق الحل بعيدة المنال، وخاصة إن إسرائيل تحاول توجيه ضربة قوية وحاسمة لحركة حماس والجهاد الإسلامي، فيما يظهر للعلن وقوف الولايات المتحدة والغرب إلى جانب إسرائيل، وعدم وجود أية مبادرة للحل ينهي الصراع، والحرب الدائرة بين الطرفين.

تركيا دعم للتطرف وتوسيع للنفوذ

 وفي السياق، تحدث لصحيفتنا الأمين العام لحزب التطوير والتغيير الوطني الديمقراطي، إبراهيم الخليل: “الرئيس التركي أردوغان، يدعي أنه يدافع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ويندد بالعدوان الإسرائيلي على غزة، وفي الوقت نفسه يقوم بقصف مناطق شمال وشرق سوريا، التي تضم ملايين السوريين من مختلف الأعراق، والمذاهب، والطوائف واللغات، والتي تتخذ مشروع الإدارة الذاتية الديمقراطية أساساً للاعتماد عليه، فهي تحترم حقوق الإنسان، والمساواة بين الجنسين، والتعددية الثقافية، والعيش المشترك، وهذا التناقض يكشف نفاق ومكر وخداع الرئيس التركي لشعوب المنطقة والعالم، حيث يستخدم القضية الفلسطينية ورقة سياسية للتغطية على جرائمه وانتهاكاته في سوريا، والعراق، وليبيا، واليونان، وقبرص وغيرها من الدول”.

وأضاف الخليل: “هناك أسباب سياسية واستراتيجية وراء هذه الازدواجية في المواقف التركية، فالرئيس التركي أردوغان، يسعى إلى تحقيق أهدافه في المنطقة، والتي تتمثل في إحياء حلم الإمبراطورية العثمانية، وتوسيع نفوذه على حساب الشعوب والدول المجاورة، ولهذا السبب، يحاول أردوغان أن يظهر نفسه زعيماً إسلامياً ومدافعاً عن القضايا العربية والإسلامية، وخاصة قضية فلسطين، لكسب التأييد والتعاطف، والتضامن من الشارع العربي والإسلامي، ولإخفاء دوره السلبي، والمدمر في دعم وتمويل وتسليح وتدريب وإيواء وحماية المجموعات المرتزقة”.

وتابع الخليل: “تركيا تدعم التطرف والمجموعات الإرهابية، مثل داعش، والنصرة وغيرها، التي تستهدف الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة، وفي الوقت نفسه، يحاول أردوغان أن يقمع الشعوب، والقوى الديمقراطية والتقدمية والثورية في المنطقة، وخاصة الشعب الكردي، الذي يمثل عائقاً أمام مشروعه الاستعماري التوسعي، ولهذا السبب، يقوم بقصف مناطق شمال وشرق سوريا، التي تعدُّ نموذجاً للديمقراطية والتعايش والتنوع في المنطقة، والتي ساهمت بشكل كبير في محاربة الإرهاب وتحرير المناطق منه، ومن حقها المطالبة بالاعتراف والحماية الدولية”.

التلاعب بمشاعر الشعوب العربية والإسلامية 

وأردف الخليل: “طلب أردوغان من إسرائيل إيقاف قصفها على غزة، في محاولة يائسة وفاشلة للتلاعب بالمشاعر والعواطف، والمواقف الشعبية والرسمية في العالم العربي والإسلامي، وللتغطية على سياسته العدوانية والمتطرفة في المنطقة، وهو يعلم جيداً أنه لا يملك أي مصداقية أو شرعية أو حق أو سلطة أو قدرة على إيقاف الحرب بين إسرائيل وحماس، وأنه لا يمثل إلا نفسه وحزبه ومصالحه”.

وبين الخليل: “إن هذه الازدواجية في المعايير تؤثر سلباً على مصداقية تركيا كدولة، فهي تكشف وجهها الحقيقي، الذي يتنافى مع المبادئ والقيم والمعايير الدولية، والذي يتعارض مع المصالح والتطلعات والمطالبات الشعبية، والذي يتصادم مع القوانين والاتفاقيات والقرارات الدولية، فتركيا لا تحترم سيادة ووحدة الدول المجاورة، ولا تحترم حقوق وحريات وكرامة الشعوب، ولا تحترم القواعد والمواثيق والمعاهدات الدولية، ولا تحترم الأمن والسلام والتعاون الدولي، بل تتصرف بطريقة استبدادية وعدوانية ومتطرفة ومتغطرسة ومتناقضة ومتنافرة مع هذه الأمور كلها، وتهدد الاستقرار والتنمية والديمقراطية في المنطقة”.

واختتم إبراهيم الخليل: “فنحن نقف مع حقوق الشعب الفلسطيني ومع حل الدولتين، وندعم نضاله المشروع ومقاومته الباسلة في الحصول على حقوقه، ونقدر تضحياته وصموده وإرادته وهمته، ونحيي شهداءه ونواسي جرحاه ونعزي أهاليه، ونشجع أبطاله ونحفز مقاتليه ونمنيهم بالنصر والتحرير والاستقلال، فالشعب الفلسطيني هو شعب عزيز وكريم وشجاع وصابر ومناضل، وهو شعب يستحق الحياة والحرية والكرامة والسيادة والاعتراف من قبل جميع الشعوب والدول الحرة والديمقراطية والتقدمية والثورية في العالم”.