No Result
View All Result
المشاهدات 2
روناهي/ الدرباسية ـ
بيّن المتحدث باسم جمعية الجدائل الخضراء البيئية “زيور شيخو” بأن العمل جارٍ على جمع البذار وافتتاح المشاتل وتسميد التربة، لزرع ثقافة الاهتمام بالبيئة في المنطقة أكثر، ولفت إلى أنه جاء بعد التلوث والإهمال الكبير الذي أصاب بيئة المنطقة.
وفي خريف عام 2020، أطلق مجموعة من الناشطين والناشطات في مجال البيئة مبادرة بيئية تطوعية في مدينة قامشلو في شمال وشرق سوريا، وحملت المبادرة اسم الجدائل الخضراء إيماناً من القائمين عليها على دور المرأة الريادي في حماية البيئة من التلوث.
وتهدف المبادرة إلى زراعة أربعة ملايين شجرة خلال مدة لا تزيد عن خمسة أعوام، وقد انطلقت المبادرة في حارات ومدارس مدينة قامشلو، وذلك من خلال جمع البذار وزراعة الأشجار في كل حديقة ومدرسة في المدينة. كما يتم العمل على نقل هذه المبادرة إلى باقي مناطق شمال وشرق سوريا.

أهمية المبادرات
وللحديث بتفصيل أكثر عن مبادرة الجدائل الخضراء، وأهميتها، التقت صحيفتنا مع المتحدث باسم جمعية الجدائل الخضراء “زيور شيخو” حيث أشار في بداية حديثه إلى: “تأتي أهمية المبادرات الشعبية البيئية من الارتباط الوثيق للمسائل البيئية مع حياتنا اليومية، سواءً كان على المستوى الشخصي، أو على المستوى المجتمعي العام، لذلك، لا يمكن حصر العمل على هذه المسألة في إطار هيئة أو مؤسسة، وإنما يجب أن تكون الجهود جهوداً جماعية تتشارك فيها المجتمعات مع المؤسسات والجهات المعنية بهذه المسألة”.
وأضاف في حديثه: “تمر مناطق شمال وشرق سوريا بحالة حرب، وتمر المسألة البيئية بأزمة كبيرة في هذه المنطقة، كتلوث الهواء، وفقدان وتلوث مصادر المياه، وتلوث التربة، وغيرها من المشاكل البيئية، وكل ذلك نتيجة للتداعيات التي تُخلّفها الحرب، حيث أن كل هذه المشاكل البيئية تتطلب عملاً حثيثاً للبحث عن حلول حقيقية، وانطلاقاً من أهمية هذه المسألة، جاءت مبادرة الجدائل الخضراء بالتعاون والتنسيق مع العديد من مؤسسات المجتمع المدني، لمحاولة إيجاد حلول للأزمة البيئية التي تُعاني منها المنطقة”.
أهداف المبادرة
تهدف مبادرة الجدائل الخضراء إلى توعية المجتمعية حول أهمية الاهتمام بالمسائل البيئية، وكذلك نشر ثقافة بيئية جيدة قادرة على حل المشاكل البيئية في المنطقة، وذلك بحسب ما صرح به زيور شيخو. فيما لفت شيخو إلى “أنه بالرغم من كل المعوقات التي نمر بها أثناء عملنا في إطار هذه المبادرة، إلا أننا مستمرين بمبادرتنا هذه وقد خطونا خطوات عديدة في هذا الاتجاه، حيث أن الهدف النهائي الذي نسعى من أجله هو بناء مجتمع بيئي صحي، وذلك يتطلب عملاً حثيثاً من قبل كافة فئات المجتمع، حيث أن الوصول إلى مجتمع بيئي، يعني الوصول إلى مجتمع صحي خالي من التلوث البيئي بقدر الإمكان، كذلك تصحيح سلوكيات الأشخاص البيئية، باتجاه سلوكيات أكثر حرصاً على البيئة”.
بدء انتشار الثقافة البيئية
واستكمل حديثه: “إن مبادرة الجدائل الخضراء هي المبادرة البيئية الأولى في المنطقة، حيث لم تسبقها مبادرات في هذا الإطار، وبالرغم من ذلك، انتشرت هذه المبادرة في العديد من الأحياء والقرى، فعلى سبيل المثال، في قرى عامودا أخذت مجموعة من الشباب على عاتقها واجب الاهتمام بالمسائل البيئية، ونحن ندعم هكذا مبادرات، ندعو الجميع إلى الانخراط في هذه الأعمال، وليس من الضروري أن تنخرط كافة الأعمال في إطار مبادرة الجدائل الخضراء، وإنما يجب إطلاق العديد من المبادرات المشابهة في كل منطقة وقرية على مستوى شمال وشرق سوريا، وذلك للوصول إلى الهدف المنشود ألا وهو مجتمع بيئي صحي”.

خطوات مبادرة الجدائل الخضراء
شيخو تحدّث عن مراحل عمل هذه المبادرة، وأشار إلى أن العمل يجري على جمع البذار وافتتاح المشاتل وتسميد التربة، ومن ثم زراعة الأشجار، أي أن العمل يبدأ من الصفر عملياً، وكل تلك الجهود التي تُبذل هي جهود ومبادرات شعبية تطوعية، ليس هناك أي هدف ربحي منها.
وفي كل مرحلة، يتم العمل على بناء مقتضيات المرحلة، ففي بعض الأحيان يتم شراء البذار، وفي أحيانٍ أخرى يتم التبرع بها، وفي هذه الأثناء يتم جمع البذار تمهيداً لزراعتها، وذلك بالتعاون مع العديد من المؤسسات والتنظيمات المحلية والدولية، أهمها كانت بلدية ليو الفرنسية، وشركة الجزيرة للبترول، وذلك بحسب ما أفاد به المتحدث باسم مبادرة الجدائل الخضراء.
التحديات والصعوبات
نوه شيخو: “أثناء عملنا نمر بالعديد من الصعوبات والمعوقات، أهمها هو أننا قمنا بجلب البذار من داخل مناطق سيطرة حكومة دمشق، إلا أن هذه البذار لم تكن صالحة للزراعة، وهناك بعض الشكوك بأن حكومة دمشق قد قامت بتجارب بيولوجية على هذه البذار بهدف قتل فعاليتها، وذلك قبل إرسالها إلى مناطق شمال وشرق سوريا، في حين قمنا بجلب ذات البذار من مدينة منبج، وقمنا بزراعتها وكانت ذات جودة عالية، وهنا تبرز المعايير التي تتخذها حكومة دمشق حتى في القضايا البيئية، حيث تخضعها للتجاذبات السياسية”.
واختتم المتحدث باسم مبادرة الجدائل الخضراء “زيور شيخو” حديثه: “إن مثل هذه المبادرات هي مبادرات ضخمة، والجهود فيها يجب أن تكون متكاتفة، حيث لا يستطع شخص بمفرده أو مؤسسة بعينها من القيام بمثل هذه المبادرات، لذلك، ندعو لتضافر الجهود في هذا الاتجاه، وذلك من خلال الانضمام إلى هكذا مبادرات، والعمل على خلق شبيهات لها، ويجب أن يكون واضحاً بأن هذه المبادرة ستأخذ وقتاً طويلاً حتى نجني ثمارها، ولكن في النهاية فأننا سنصل إلى هدفنا المنشود ببناء مجتمع بيئي صحي”.

No Result
View All Result