إلى متى ستغيب النشاطات الرياضية في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة؟

قامشلو/ جوان محمد ـ رغم كل الإنجازات التي تحققت على صعيد الرياضة الأنثوية في إقليم الجزيرة، ولكن تتغيّب النشاطات الرياضية في أغلب الأعوام تزامناً مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، فإلى متى هذا التهميش لهذا اليوم من قِبل المجلس الرياضي بإقليم الجزيرة؟

وحققت الرياضة الأنثوية رغم قلّة الإمكانيات المُقدمة وقلة البطولات الرسمية حتى الآن في الكثير من الألعاب إنجازات كبيرة، وهذه الإنجازات تعتبر جزءاً من التصدي للعنف الممارس ضد المرأة، سواء إن كان على الصعيد اللفظي أو الجسدي.

إنجازات كبيرة

فعلى صعيد التايكواندو استطاعت لاعبات من مدرسة نمور التايكواندو الدولية بتحقيق ميداليات ملونة في البطولات الدولية، واللاعبات نفسهن أصبحن منهن مدربات ومنهم يشرفن حالياً على التحكيم في بطولات السيدات والرجال بإقليم الجزيرة.

كما وصلت لعبة الدراجات الهوائية إلى العالمية أيضاً عبر فريق “بدي بسكليت” بقيادة مدربة الفريق ميديا غانم، والتي بدأت عبر دراجتها الهوائية في مدينة قامشلو في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة ببدء حملتها “بدي بسكليت” في عام 2020، ولتنهال الصحافة العالمية لمواكبة خطوة المدربة ميديا غانم وحملتها وتشكيل فريقها فيما بعد وإلى يومنا هذا مازالت الصحافة العالمية من البرازيل وبلجيكا وقنوات ألمانيا منها القناة الأولى، وقناة bbc، وقناة الحرة الأمريكية وقنوات ووسائل محلية وعربية وعالمية بتغطية نشاطات الفريق، والذي نفذ عن طريقه مشروع Cycleher وبرعاية منظمة دار السلام والازدهار، ودام لثلاثة أشهر بتدريب 40 متدربة على سواقة الدراجة الهوائية واختتم بماراثون يعدُّ الأكبر في المنطقة بمدينة قامشلو قبل أيام.

أما في لعبة كرة القدم والتي بدأت أولى بطولاتها الرسمية في عام 2017، في الملاعب المغطاة الصغيرة “سداسيات” ولتنتقل الخطوة إلى الملاعب الكبيرة المكشوفة في الموسم 2020 ـ 2021، فقد استطاعت لاعبات من إقليم الجزيرة تحقيق ألقاب على مستوى سوريا بأسماء أندية عامودا للموسم 2019 ـ 2020 ـ الخابور 2020 ـ 2021، كما حقق منتخب سيدات إقليم الجزيرة لقب أول بطولة في شمال وشرق سوريا لكرة القدم للسيدات في عام 2022، كما وصلت لاعبات من أندية إقليم الجزيرة إلى فرض أنفسهن على المنتخبات السوريّة للإناث، وذلك بالرغم من سياسة التهميش للأندية السوريّة التي تقع مقراتها في إقليم الجزيرة، وسيطرة الواسطات والمحسوبيات على عملية انتقاء المنتخب السوري لمختلف الألعاب والرياضات وخاصةً في لعبة كرة القدم.

وفي لعبة كرة السلة حققت لاعبات منتخب إقليم الجزيرة لقب أول بطولة لكرة السلة للسيدات في شمال وشرق وسوريا هذا العام، ونلن اللقب في البطولة التي أُقيمت في مدينة الرقة، كما تنال لاعبات من إقليم الجزيرة في ألعاب الكاراتيه والكيك بوكسينغ وكرة الطاولة وألعاب أخرى الميداليات الملونة في البطولات على مستوى سوريا.

وهنا نذكّر الجهات المعنية بضرورة العمل مع الأندية على تنظيم نشاطات رياضية تخص اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، والعمل والتحضير من الآن، لأن هذه الإنجازات كلها لم تأتي بسهولة، بل كانت نتاج وثمرة جهود وتعب اللاعبات وأهاليهن وإدارات الأندية معهم ومقاومتهم للمصاعب كافة في ظل قلة الدعم المُقدم للكثير من الألعاب الأنثوية في إقليم الجزيرة، وكل هذه الإنجازات لم تعطِ المجلس الرياضي التفكير حتى الآن بتنظيم نشاطات رياضية مختلفة في كل سنة في اليوم العالمي للقضاء على العنف ضد المرأة والذي يصادف الـ 25 من تشرين الثاني من كل عام.

ولكن إلى متى هذا التغاضي عن هذا اليوم الهام؟ ومنحه الاهتمام المطلوب، وخاصةً مازلنا نشهد التنمر والمضايقات للاعبات في مختلف الألعاب في إقليم الجزيرة، وطبعاً تلك الإنجازات التي ذكرناها، فقد لعبت دوراً كبيراً في تراجع مستوى العنف اللفظي للاعبات اللواتي مازلنَ يقاومن بإنجازاتهن كل العقول الرجعية في مجتمعاتنا، والتي كانت تؤمن بأن الرياضة خلقت للرجال، وأن مكان المرأة هو المطبخ فقط.