No Result
View All Result
المشاهدات 3
بإنسانية عالية، كرّس حياته للاهتمام بشقيق معاق عقلياً وشقيقة عاجزة عن الحركة، والدفاع عن أرضه والحفاظ على أمنها، حتى ارتقى شهيداً في أكاديمية مكافحة المخدرات.
ارتقى 29 عضواً في قوات مكافحة المخدرات إلى مرتبة الشهادة جراء قصف دولة الاحتلال التركي على أكاديميتهم الواقعة في منطقة الكوجرات بريف ديرك في مقاطعة قامشلو، في الثامن من تشرين الأول الجاري، وبينهم الشهيد “ريزان مصطفى”.
التعريف بالشهيد ريزان
ينحدر الشهيد “ريزان مصطفى”، من قرية جنجلي التابعة لناحية راجو في مدينة عفرين المحتلة، وهو من مواليد حلب عام 1993.
قضى طفولة غير عادية مقارنة بأقرانه، إذ حمل مسؤولية إخوته في سن مبكرة، درس المرحلة الابتدائية فقط، ولم يكمل تعليمه بسبب ظروف أسرته الصعبة، فقد تولى بروح إنسانية عالية مهمة الاهتمام بشقيق معاق عقلياً وشقيقة عاجزة عن الحركة، توفيت عام 2020، وذلك بعد وفاة والدته، وهو في عمر الثاني عشر، على الرغم من أنه الأصغر بين سبعة أخوة وأخوات.
ومع بدء الأزمة السورية بلغ من العمر عشرين عاماً وانضم إلى قوى الأمن الداخلي في حلب عام 2013، وقد شارك في الدفاع عن حيي الشيخ مقصود والأشرفية بين عامي 2014 -2016 في مدينة حلب، وكان في الجبهات الأمامية.

حُسْن السيرة والأخلاق الحميدة للشهيد
عاش سنوات من المشقة والنضال، ووقف إلى جانب رفاقه في السراء والضراء، وصمد في الحيين ولم يخرج منهما، وسطّر خلال ذلك مقاومة يتحدث ويفتخر بها أهالي الحيين حتى الآن، صنع صيتاً حسناً بأخلاقه الحسنة.
الحنون والمسؤول والشجاع، ذو الوجه البشوش، بهذا يصفه أهالي الحيين وأصدقاؤه المقربون (حسن، ومصطفى، وعبدو، وجميل، وسوزدار، ورنكين، ورياض) حيث كانوا مشاركين معه في مقاومة حيي الشيخ مقصود والأشرفية. “أيتان عبدو“، ابنة عمة الشهيد ريزان، تحدثت عن واقع عائلته: “شقيقه مظلوم (المعاق عقلياً)، لم يكن ينام ما لم يسمع صوت ريزان في المنزل، أو على الهاتف، لأنه كان حنوناً مهتماً لشؤون عائلته، كان يطمئن عليهم حتى أثناء الحرب على الرغم من صعوبة الوصول إليهم”.
وجه بشوش
وأكملت: “لم يتذمر يوماً، ولم تكن الابتسامة تفارق ثغره على الرغم من المصاعب، التي عاشها في فترة شبابه على خلاف كل الذين في عمره، كان يحمل السلاح ويرافق أصدقاءه ليدافع عن منطقته ويحميها من الاحتلال”.
ومن خلال واقعة حدثت معه، أشارت أيتان، إلى مدى حبه لعمله: “لقد نجا من الموت، أثناء محاولة قناص تابع لمرتزقة الاحتلال التركي، وفي محاولة لإنقاذ نفسه منه وقع على الأرض وكسرت يده، وهذا لم يمنعه من مواصلة عمله”.
أما رفيقته في مقاومة الشيخ مقصود، “سوزدار وقاص“، العاملة في مجال الإعلام في حلب، روت كيفية تعرفها بالشهيد ريزان: “تعرفت إليه من خلال مهنتي. في عام 2013 قابلته لأول مرة عندما كان عضواً في قوى الأمن الداخلي، ويعمل سائقاً لسيارات القوى”.
وأكملت: “كان أعضاء قوى الأمن الداخلي قلة حينها، لذا عندما كنا نتعرف على بعضنا، كنا نصبح عائلة واحدة ونهتم لشأن بعضنا البعض لنهوّن على أنفسنا ويلات الحرب الدائرة في حيينا”.
في كل زقاق قصة
ذكرت سوزدار الخصال التي تمتع بها الشهيد ريزان: “من يعرف الشهيد ريزان حق المعرفة سيعلم أنه كان جديراً بالثقة ومسؤولاً وشجاعاً وحكيماً ومتفائلاً ولين الطباع على الرغم من مشقة الحياة، حنانه بحجم البحر، لم يكن يتخلى عن أصدقائه، ومسؤول ومعيل لأسرته، مع رفاقه كان يحمل الجرحى وينقلهم إلى المشفى، لم يعرف لسانه كلمة (لا) مطلقاً، كان يفعل كل ما يقع على عاتقه وأكثر”.
وأضافت: “له مقام خاص لدي، لأنني تشاركت معه لحظات وتفاصيل الحرب، لم يكن التواصل ينقطع بيننا، إلى جانب أصدقائنا الآخرين كل من حسن وجميل ورنكين، كنا نروي تفاصيل نهارنا لبعضنا بعد يوم كامل من التعب والعمل، كان هو في جبهات القتال وأنا أبقى في مشفى الشهيد خالد فجر، حسب طبيعة عملي”.
وتابعت: “وأثناء تغطيتنا لما كان يجري في الحيين من هجمات وما يرافقها من خسائر بشرية ومادية، كان الشهيد ريزان يرافقنا ويقودنا إلى مكان الحادثة التي نود تغطيتها، لم يكن يتركنا وحدنا، كان بوجوده يزيل الخوف من قلوبنا، وفي كل زقاق في الحيين للشهيد ريزان قصة”.
لا يُنسى
ونوّهت سوزدار إلى ما تركه الشهيد ريزان خلفه: “أصدقاء الحرب لا يمكن نسيانهم، يلتصقون بذاكراتنا ونحملهم في قلوبنا إلى الأبد، حتى بعد أيام الحرب كنا على تواصل دائم”.
واختتمت “سوزدار وقاص”: “كل أهالي حيي الشيخ مقصود والأشرفية منذ لحظة سماع خبر استشهاده الثقيل، وهم حزنى ويتداولون اسمه وسيرته على ألسنتهم وفي حكاياهم، بأنه الخلوق والشجاع والمقاوم والمضحي من أجل أخوته ووطنه”.
وكالة أنباء هاوار
No Result
View All Result