روناهي.. اثنا عشر عاماً من العمل الدؤوب وإظهار الحقيقة

روناهي / قامشلو –

في صيف عام 2011 بعد الأحداث التي بدأت في سوريا في ربيع عام 2011م، تبلورت فكرة إنشاء مؤسسة إعلامية متكاملة، وكانت من بينها صحيفة روناهي، وذلك بهدف توعية المجتمع وتوفير أجواء حرية الرأي والتعبير، وتوفير المعلومات الكافية للمجتمع عما يدور في البلد من أحداث سياسية وعامة تخصهم.

ولأجل إيجاد وسيلة يمكن من خلالها رفع المستوى السياسي والثقافي للمجتمع من خلال نقد ما هو سلبي وتزويد المواطنين بالمعلومات الموثوقة واللازمة لهم، لاتخاذ مواقفهم تجاه الواقع المعاش وإمكانية شرح وتفسير ما يدور في واقعنا من أحداث وتطورات والارتقاء بثقافة الشعب، من خلال تقديم تقارير تضم معلومات متنوعة وحول مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية والثقافية وغيرها.

خاصةً أن إنشاء مجتمع ديمقراطي تعددي يؤمن بالعيش المشترك بين مختلف الشعوب بأديانهم ومعتقداتهم يتطلب وجود وسائل إعلامية متنوعة تنقل الخبر بمصداقية ومهنية إلى الجمهور والمجتمع وهو ما كان يفتقر إليه المجتمع السوري والكردي، وبهدف تجاوز الغُبن المفروض على الشعب الكردي والسياسات المتّبعة لتركه من دون وسيلة إعلامية تتطرق لواقعه السياسي والثقافي والاجتماعي من قِبل الأنظمة المتعاقبة، فجاءت فكرة إنشاء مؤسسة إعلامية باسم روناهي على أن تضم “قناة تلفزيونية وصحيفة ورقية ودور نشر وتوزيع المطبوعات وغيرها “.

التأسيس وإصدار العدد صفر

وبناءً على ذلك تم العمل على إكمال متطلبات ذلك، حيث تم تشكيل هيئة تحرير للصحيفة تتألف من تسعة أشخاص من الجزيرة وحلب وعفرين، وانطلقت صحيفة روناهي في 16-10-2011 من مدينة حلب وبالتحديد من حي الشيخ مقصود، وكانت أول وسيلة إعلامية رصدت واقع الشعب الكردي ومهدت لطرح الأفكار الديمقراطية في عموم سوريا وروج آفا.

واعتمدت الصحيفة اللغتين العربية والكردية كأساس لانطلاقتها، وبعد عام من صدورها أصدرت “مجلة مزكين” للأطفال باللغتين العربية والكردية، وتعليم اللغة السريانية.

بدأت الصحيفة إصدار عددها (0) من مدينة حلب باعتبارها مدينة ذات ثِقل في الشأن السوري العام، واعتمدت على لغة الحياد ومناقشة ومعالجة معاناة شعوب المنطقة والقضية الكردية في سوريا وروج آفا، ونتيجة تدهور الوضع الأمني في حلب انتقل مركز الصحيفة نهاية آذار 2013 إلى عفرين وقامشلو.

وساهم فرع عفرين بإغناء الصحيفة بالمواد النوعية واستمر العمل فيها حتى لحظة احتلالها في 18 آذار 2018 من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته.

طرأت تغييرات جوهرية في شكل الصحيفة ونوعية صفحاتها خلال الأعوام الأخيرة وترابط ذلك مع إنشاء المطابع، وصدرت أولى الطبعات بالحجم الكبير في 20-10-2014 بعدما كانت تصدر بالحجم الصغير بسبب قلة الإمكانيات، وبمعدل عددين في الأسبوع.

بهدف نشر ثقافة القراءة باللغة الأم، تم اعتماد صحيفة روناهي القسم الكردي كصحيفة مستقلة وباتت تنشر بمعزل عن القسم العربي منذ عام 2014 وإلى الآن.

انتقلت الصحيفة للنشر الإلكتروني اليومي بتاريخ 28-5-2018 على موقعها الإلكتروني ronahi.net اليوم بات للصحيفة فروع في غالبية مدن ومناطق شمال وشرق سوريا.

أخلاقيات العمل في الجريدة

– الالتزام بقضايا المجتمع.

– المساهمة في بناء فكر ديمقراطي تعددي حر.

– رصد دور الأفراد والمؤسسات في بناء المجتمع وتقدمه.

– الوصول لثقافة مجتمعية مشتركة واعية وهادفة لكافة شرائح وأطياف المجتمع.

– تسليط الضوء على الحراك المجتمعي الثقافي والسياسي والاقتصادي والعسكري.

– تلامس هموم الشعب بكافة شرائحه.

– الاعتماد على النقد البنّاء في طرح قضايا المجتمع ومشكلاته.

أعضاء وكُتَّاب الجريدة الراحلون

الشهيد حسين شاويش “هركول”، الشهيد كادار، الشهيد ريناس هبون، الكاتب الراحل طارق علوان، الكاتب خليل كالو والكاتب عبد الكريم حاجي، والمراسل الشهيد عصام عبد الله.

وتسعى الصحيفة اليوم وبكل إمكاناتها للوصول إلى إعلام مجتمعي هادف، يعمل انطلاقاً من معايير الصحافة العالمية واحترام مبادئ حقوق الإنسان، ونشر الفكر الحر على أسس ومبادئ الأمة الديمقراطية وأخوّة الشعوب واحترام التعددية الثقافية والدينية والقومية، واحترام وتقبّل الآخر، وعدم إقصاء أحد واحترام المثل العليا والمقدسات والمبادئ الإنسانية لكافة الشعوب