تمرُّ اليوم الذكرى السادسة لاستشهاد مراسلي وكالة أنباء هاوار، “دليشان إيبش وهوكر محمد”، أثناء تغطيتهما حملة عاصفة الجزيرة لتحرير دير الزور من مرتزقة داعش.
بتاريخ الثاني عشر من تشرين الأول عام ألفين وسبعة عشر، ارتقى مراسلا وكالة أنباء هاوار، “دليشان إيبش وهوكر محمد”، إلى مرتبة الشهادة، أثناء تغطيتهما عملية فرار مواطنين من المناطق المحتلة من قبل مرتزقة داعش في دير الزور، إذ ارتكب المرتزقة مجزرة مروعة بحق المواطنين عبر تفجير عربتين مفخختين بقوافل الهاربين، حيث استشهد إثرها 14مواطناً آخرين، فيما أُصيب المراسل “رزكار دنيز” بجروح، ليستشهد في العشرين من كانون الأول من العام نفسه متأثراً بإصابته.
السير على خُطا الشهداء
وفي الصدد ذاته، التقت صحيفتنا “روناهي”، بمراسلة “JIN TN”، “لورستان درويش” والتي أكدت بدورها كإعلامية: “في ذكرى استشهاد الرفيقان “دليشان إيبش وهوكر محمد”، وكإعلاميي اتحاد الإعلام الحر، نعزي كافة الإعلاميين والصحفيين في مناطق شمال وشرق سوريا والعالم أجمع، ونؤكد، بأن هجمات دولة المحتل التركي ومرتزقته، لا يمكنها كسر إرادتنا أو طمس الحقيقة”.
وتابعت: “ونؤكد أيضاً، أن شهادة كل زميل لنا تزيدنا قوة لنظهر الحقيقة ونصبح صوت الكرد بشكلٍ خاص، وكافة الشعوب المضطهدة بشكلٍ عام، لذلك، بذكرى شهادة الزميلين “دليشان إيبش وهوكر محمد”، نجدد عهدنا بالسير على خطاهم، وكإعلاميي اتحاد الإعلام الحر سنسعى دوماً لإظهار الحقيقة ورفع صوت الحق، ولا نسمح لهجمات المحتل التركي أن تُعيق طريقنا”.
وكزميلة للشهيدان “دليشان وهوكر”، قالت الناطقة باسم اتحاد إعلام المرأة “آرين سويد“: “لقد تعلمنا من الرفيقين الشهيدين “دليشان وهوكر” الكثير الكثير، كالمقاومة والروح الفدائية والتضحية في سبيل إظهار الحقيقة”، مضيفةً: “فقد أثبتا وجودهما في المواقف الصعبة والأماكن الخطرة، لذلك، نستطيع اليوم أن نقاوم بهذه الشجاعة والقوة”.
وتابعت: “فمقاومتنا اليوم، استمرار لطريقهم، وحلمهم بإظهار حقيقة أهداف وغايات المحتل من الانتهاكات وهجماته المستمرة حتى يومنا هذا، والتي كان آخرها هجوم ديرك”.
وأكدت آرين: “سنسعى لإظهار حقيقة أهداف هذه الأنظمة والدول الفاشية للعالم أجمع، وسنسير على خطا شهدائنا، وسنقاوم أكثر ونزيد من أعدادنا كإعلام الحقيقة، لنستطيع إظهار ما يجري في مناطقنا بشكلٍ أوسع”.
ومن جانبه قال محرر وكالة أنباء هاوار “أحمد محمد“: “بالنسبة لزملائنا في “وكالة أنباء هاوار”، الشهيدان “دليشان إيبش وهوكر محمد”، كانا من المراسلين الميدانيين الخاصين بوكالتنا، فكل ما هو ميداني بمناطق شمال وشرق سوريا كان يتم تغطيته عبر شبكة من الإعلاميين، والشهيدان “دليشان وهوكر”، كانا من ضمن هذه الشبكة “شبكة المراسلين الميدانيين لوكالة أنباء هاوار”، سواء لتغطية الفعاليات والنشاطات، أو تغطية المعارك وعمليات التحرير في المنطقة، أو الهجمات والانتهاكات التي تطال المنطقة، بالإضافة لتسليط الضوء على قصص ومعاناة أهالي شمال وشرق سوريا وثقافاتهم بشكلٍ عام”.
وعن انضمام “دليشان إيبش وهوكرمحمد” لوكالة أنباء هاوار، أكد محمد: “انضم الرفيقان “دليشان وهوكر لوكالتنا، بناءً على مبادئ أساسية وإنسانية، آمنوا بها، ألا وهي ثورة 19 تموز “ثورة شعوب شمال وشرق سوريا”، سواء من الناحية الثقافية، أو السياسية أو العسكرية من جهة، وأيضاً من مبدأ، أنه لن تستطع أية وسيلة إعلامية أخرى تسليط الضوء على ما تشهده مناطق شمال وشرق سوريا إلا أبناء المنطقة ذاتها، لأنهم المعنيون بنقل تطورات منطقتهم”.
وكانت غاية الشهيدين، عكس صورة شمال وشرق سوريا وثورتها، بمبدأ إنساني، بعيداً عن المادة، والشهرة وغيرها، كما تمارس بعض الوسائل الإعلامية الأخرأأخرى، وفقاً لمحمد.
وتابع محمد: “وكما ذكرت آنفاً، إن الزميلان الشهيدان “دليشان وهوكر”، جمعتهم مبادئ أساسية وإنسانية”، مؤكداً: “ونحن جميعاً في “وكالة أنباء هاوار”، لازلنا مجتمعين على تلك المبادئ”.
مضيفاً: “فمن واجبنا تسليط الضوء على ما تشهده مناطقنا، من تطورات على الصعيد السياسي والاجتماعي والعسكري وغيره، لنظهر للجميع ما يجري في مناطق شمال وشرق سوريا”.
وكزميل للشهيدين، اختتم محرر وكالة أنباء هاوار “أحمد محمد”: “نعاهد رفاقنا الشهيدان “دليشان إيبش وهوكر محمد”، بأن أقلامهم التي كانوا يكتبون بها لن تجف، والكاميرات التي كانوا يرصدون من خلالها أوضاع المنطقة ستستمر برصد أحداث مناطقنا”.
والجدير بالذكر، أن “دليشان إيبش وهوكر محمد”، استشهدا نتيجة تفجير إرهابي لعربتين مفخختين استهدفتا تجمّع للمدنيين على طريق “خرافة”، الواصل بين دير الزور والحسكة، وذلك أثناء متابعتهم لأوضاع المدنيين وتغطية تقدّم مقاتلي حملة عاصفة الجزيرة، في الثاني عشر من شهر تشرين الأول عام 2017.