No Result
View All Result
المشاهدات 0
الشدادي/ حسام الدخيل –
تراجعت زراعة القطن في مناطق جنوب الحسكة بنسبة كبيرة، بسبب فقدان مصادر المياه، بعد قطع دولة الاحتلال التركي لمياه نهر الخابور المُغذي لسد الحسكة الجنوبي، والذي يعدُّ أبرز مصادر المياه التي تروي الأراضي الزراعية من ناحية العريشة جنوب الحسكة وصولاً إلى بلدة الصور بريف دير الزور الشمالي.
تعتبر زراعة القطن من الأنشطة الزراعية الحيوية في جنوب الحسكة، حيث توفر فرص عمل ودخل مُستدام للمزارعين في المنطقة. ومع زيادة الطلب على القطن في الأسواق المحلية والعالمية، كانت هذه الصناعة تساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي وتحسين معيشة السكان.
ومع ذلك، فإن قطع الدولة التركية لمياه نهر الخابور قد أدى إلى تدهور الوضع، حيث يعتمد المزارعون بشكلٍ كبير على مياه النهر لري محاصيلهم، بما في ذلك زراعة القطن، ونتيجة لذلك شهدت المساحات المزروعة بالقطن تراجعاً حاداً في الفترة الأخيرة.
قلّة مصادر الري
وفي هذا الصدد صرّح المهندس “عبد الحميد المحمد” العامل في مديرية الزراعة والري في الشدادي لصحيفتنا: “تراجعت زراعة القطن على سرير نهر الخابور بسبب جفاف سد الحسكة الجنوبي المغذي لنهر الخابور ووصوله للمستوى الميت، بعد قطع مياه النهر من المنبع”.
وأضاف: “يعتمد المزارعون في المناطق الممتدة من ناحية العريشة في جنوب الحسكة وصولاً إلى الصور شمال دير الزور، في ري محاصيلهم على نهر الخابور، إلا أن هذا الموسم لم تُمنح أي تراخيص للمحصول الصيفي على طول سرير نهر الخابور بسبب فقدان المياه، وقلة مصادر الري”.

نقص في المساحات المزروعة بالذهب الأبيض
ولفت إلى إن بعض المزارعين هذا الموسم في مناطق أبو فاس وتل الشاير يعتمدون في ري محاصيلهم على الآبار الجوفية، وبلغت نسبة المساحات المزروعة الإجمالية 19500 دونم فقط، موزعة على الشكل التالي: الشدادي 8800 دونم، تل الشاير 10700 دونم.
وأكد إن هذه المساحة لا تمثل نسبة قليلة من المساحة الإجمالية للأراضي الزراعية في المنطقة، إلا أن نقص موارد المياه اللازمة للري ساهم بشكلٍ كبير بتراجع محصول القطن في المنطقة التي تعتمد بشكلٍ أساسي على الزراعة.
وأشار المحمد إلى أن محصول القطن هذا الموسم لم يتعرّض للإصابة بأي آفة نتيجة درجات الحرارة المرتفعة، ولكن على الرغم من ذلك هناك تدني في الإنتاجية بسبب التعرّض للعطش وقلّة مادة المازوت الموزعة للمزارعين وارتفاع أسعارها في السوق السوداء.
الدعم المُقدّم
ونوه على أن تم توزيع أربع دفعات من مادة المازوت فقط على المزارعين، وبلغت الكمية المخصصة لهم على حسب المحرك المستعمل لاستخراج المياه، حيث يعطى لمحرك البتر واللستر كمية عشر لترات للدونم الواحد، ويعطى لمحرك الأندريا 12 لتر، والمحركات الكبيرة 18 لتر للدونم الواحد.
وكانت الإدارة الذاتية قد سعّرت طن القطن الواحد بمبلغ 800 دولار أمريكي، كما سمحت بتصديره خارج مناطق الإدارة الذاتية مع تقديم كافة التسهيلات للمزارعين، وفي ظل الظروف الصعبة التي يعانيها المزارعون، تأمل الجهات المسؤولة في الحسكة في تعاون دولي لدعم القطاع الزراعي وتوفير الموارد المائية اللازمة للمزارعين عبر الضغط على دولة الاحتلال التركي من أجل إعطاء سوريا حقها من المياه، حتى يتمكن المزارعون من استئناف أنشطتهم بشكلٍ طبيعي وتعزيز الاقتصاد المحلي في جنوب الحسكة.

No Result
View All Result