No Result
View All Result
المشاهدات 0
الرقة/ حسين علي ـ
انخفاض تاريخي بمنسوب مياه نهر الفرات، حيث يُنذِر بكارثة إنسانية وبيئيّة خطيرة، وكل ذلك بأفعال دولة الاحتلال التركي اللاإنسانية، نتيجة حبسها لمياه النهر ضمن السدود الضخمة المُشيّدة على طول الحدود (السوريّة – التركيّة).
استغلال الاحتلال التركي للثروة المائية المتعلقة بنهر الفرات، عبر سلسلة من السدود في الداخل التركي، ما يدفعه للضغط على مناطق الإدارة الذاتية، عبر فرض حرب مائية وانتهاك حقوق الإنسان وعدم الالتزام بالاتفاقية الموقّعة عام 1987، التي تقضي بالسماح بتدفق 500 متر مكعب في الثانية مما يعكس عن تلك السياسة تداعيات خطيرة منها اقتصادية واجتماعية وصحيّة في بعض المناطق في شمال وشرق سوريا، وعلى وجه الخصوص في مناطق تمر بها مياه نهر الفرات، والكثير من التحديات الجديدة تتعلق بشح المياه وانحسار مستوياتها.
تعتبر مياه نهر الفرات مصدراً حيوياً للمياه العذبة وتلبية احتياجات السكان والزراعة والصناعة في مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا.
في السنوات الأخيرة، شهد نهر الفرات انحساراً في مستويات المياه وتنامياً في مشكلة الشح المائي في المناطق التي يمر بها. هذا الانحسار يُعزّى إلى عوامل متعددة، بما في ذلك تغيّر المناخ وتجاوز الاستخدامات المائية المستدامة والتلوث الناجم عن النشاط الصناعي، ناهيك عن سياسة الاحتلال التركي المتعلقة بحبس مياه نهر الفرات، بهدف تهجير أبناء مناطق شمال وشرق سوريا وإضعافهم اقتصادياً، وهذا الشح المائي يتسبب في آثار سلبية على البيئة والاقتصاد وحياة السكان في المنطقة، وغالباً ما يتسبب في تداعيات بيئية واجتماعية واقتصادية خطيرة، حيث يعتمد العديد من السكان في المناطق المتأثرة على مياه الفرات للاستخدام الزراعي والشرب وتوليد الكهرباء، تقلص مستويات المياه يؤدي إلى تدهور الأراضي الزراعية ونقص المحاصيل وتدهور جودة المياه المتاحة للشرب، بالإضافة إلى ذلك، قد تتفاقم النزاعات المُحتملة بين الدول والمجتمعات المعتمدة على مياه الفرات في ظل النقص المتزايد للموارد المائية.
وبهذا الخصوص بحسب ما أفاد بعض المزارعين منهم “عبد الحميد العلي” لصحيفتنا: “إن انخفاض المنسوب في نهر الفرات، دفعنا إلى تقليص مساحة الأراضي المرويّة، وتسبب في تعطيل الكثير من محركات استمرار المياه في ظل ارتفاع أسعار القطع الصناعية، ناهيك عن العطش الذي تسبب بتلف وموت الكثير من النباتات والمحاصيل”.

مواجهة سياسة التعطيش وحرب المياه
ومواجهة تحدي شح المياه في نهر الفرات، يتطلب تعاوناً دوليّاً وجهوداً مشتركة لتطوير استراتيجيات وحلول مستدامة، ويجب على الدول المعنيّة، تعزيز الإدارة المستدامة لموارد المياه وتعزيز الوعي بأهمية التوجه نحو استخدام المياه بطرق فعالة ومستدامة، وكما يجب أن تتضمن الحلول المحتملة تقنيات الري الحديثة والتحسينات في إدارة المياه وزيادة الاستثمار في مشاريع تحلية المياه وتخزينها، بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تعزيز التوعية بأهمية المحافظة على المياه وتشجيع التوجه نحو استخدام المياه المتجددة والمستدامة في المناطق المتأثرة، واستنكار لسياسة حرب المياه المستخدمة من قبل الاحتلال التركي وتأثيرها على شعوب المنطقة صحيّاً واجتماعياً واقتصادياً.
الدور الدولي والمجتمع المحلي في مواجهة شح مياه نهر الفرات
تتطلب مكافحة أزمة شح المياه في نهر الفرات، التعاون بين الدول المعنيّة والمجتمع المحلي والمؤسسات الدوليّة، ويجب أن تتخذ الدول إجراءات لتعزيز الحوار والتعاون وتبادل المعلومات والخبرات في مجال إدارة المياه، وكما ينبغي دعم المجتمع المحلي في تنفيذ مشاريع صغيرة ومتوسطة الحجم لتحسين استخدام المياه وتوفير تقنيات فعّالة، وفق خطة زراعية مدروسة.
وفي هذا الصدد أشار رئيس غرفة تنسيق عمليات سد الفرات في إدارة السدود “عماد عبيد” لصحيفتنا إلى: “لايزال الاحتلال التركي مستمراً بسياسة حبس مياه نهر الفرات، مما انعكس سلباً على الحياة الاجتماعية والصحية والزراعية والبيئية، وتوليد الطاقة الكهربائية، وانتشار الأمراض والأوبئة، نتيجة تلوث المياه بسبب قلة التدفق ما يُنذر بكارثة حقيقية”.
يجب أن ندرك أن شح المياه في نهر الفرات يُشكّل تحدياً كبيراً، يتطلب اتخاذ إجراءات عاجلة وتعاوناً دوليّاً ومحليّاً، ويجب أن نسعى جميعاً لتعزيز الاستدامة في استخدام المياه والحفاظ على هذا المورد الحيوي، لتلبية احتياجاتنا الحالية والمستقبلية، وكثير من الأضرار الناجمة تم رصدها نتيجة شح المياه وفي ذلك أضاف عبيد لصحيفتنا: “تضرر ما يقارب 400 ألف هكتار من الأراضي الزراعية، ما يُشكّل ضربة قاصمة للأمن الغذائي والاستقرار في المنطقة، كما تضررت الطاقة الكهربائية، وما دفعنا لتخفيض توليد الطاقة الكهربائية لسدود الفرات من 450 ميغا واط ساعي إلى 120 ميغا واط ساعي، وانخفضت بذلك ساعات التغذية الكهربائية، وفقدنا أكثر من أربعة مليار متر مكعب بسبب قلة الوارد والاستنزاف”.
والجدير ذكره أن مياه نهر الفرات عصب الحياة الاجتماعية والاقتصادية والصحية في سوريا والعراق، وعلينا كشعوب مقاومة حرب المياه المنتهجة ضد أمن واستقرار المنطقة الاقتصادي والاجتماعي.

No Result
View All Result