عقب الكشف عن كميات القمح… خطوات حثيثة للإدارة الذاتية لتطبيق استراتيجية “الاكتفاء الذاتي”

عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ كشفت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مؤخراً عن كمية القمح المستلمة من قبلها بعد موسم زراعي، وُصف بالناجح عقب الهطولات المطرية التي ساعدت بشكل كبير في وصول الموسم إلى مراحله النهائية، كما ساهم الدعم المقدم من الهيئة المعنية بالإدارة على زيادة الكميات وتحقيق الاكتفاء الذاتي، فيما يرى مزارعون بأنها بحاجة إلى خطوات متقدمة لتطبيق “الاستراتيجية الزراعية”.

وافتتحت الجهات المعنية بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا مع بداية تسويق موسم الأقماح لهذا العام 28 مركزاً للاستقبال في عموم مناطقها، وافتتحت عراءات (مجول) لاستقبال الكميات الكبيرة الواردة، واتخذت الإجراءات كافة لضمان تسويق المحصول بالشكل المطلوب، وبالرغم من الصعوبات والعثرات التي واجهت آلية التسويق منها قطع المناشئ والأوضاع العسكرية والميدانية في بعض المناطق المتاخمة لنقاط المحتل التركي إلا أن العملية تواصلت، ونجحت الإدارة الذاتية باستقبال كامل الموسم من مزارعيها بحسب ما وعدت به.

ومع بداية موسم الحصاد أعلنت الإدارة الذاتية عن سعر جيد لمحصولي القمح والشعير (43 سنتاً للكيلو غرام من القمح ـ 35 سنتاً للكيلو غرام من الشعير).

كميات تتجاوز المليون طن

وأعلنت الإدارة الذاتية وصول كميات القمح التي استلمتها مراكز الشراء التابعة للإدارة الذاتية من المزارعين، لموسم الحصاد الحالي إلى مليون ومائة وخمسون ألف طن؛ ما يمكنها تحقيق الاكتفاء الذاتي لمناطقها التي تحتاج إلى كمية 650 ألف طن سنوياً لتحقيق ذلك بحسب نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الزراعة والري “أحمد اليونس“.

وفي لقاء سابق أجرته صحيفتنا أكد فيه نائب الرئاسة المشتركة لهيئة الزراعة والري بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا “أحمد اليونس” عن خططها الهادفة لدعم مزارعيها، واستراتيجيتها لتحقيق الاكتفاء الذاتي، والأمن الغذائي لشعوب شمال وشرق سوريا مبيناً بأن “الهيئة” تضع خططاً لمواجهة موجة الجفاف وقلة الأمطار في عدد من مناطق الإدارة الذاتية من خلال دعم المزارعين المرخصين، وتزويدهم بالإرشادات الزراعية لتحقيق تقدم في إطار استراتيجيتها.

خطوات تحقق الأهداف

وتسعى الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا تخفيف التكاليف الباهظة التي تترتب على المزارعين من خلال قيام اللجان المعنية في مناطق شمال وشرق سوريا كافة، بتشكيل لجان مختصة وفنية لدراستها حين قيامهم بزراعة مواسمهم المتنوعة، وعلى هذا الأساس يتم وضع خطة بالتعاون مع اللجان الزراعية، واتحادات الفلاحين من أجل تحديد أسعار شراء المحاصيل الزراعية.

وتحرص “الإدارة الذاتية” على تحقيق الهدف الرئيسي بتحقيق “الاكتفاء الذاتي” عبر تغيير سلوك المزارعين ليتمكنوا من تنظيم أنفسهم ضمن اللجان الزراعية في مناطقهم، ولمنع استغلالهم من تجار السوق السوداء، والاستفادة بشكل مباشر ومفيد من الدعم الزراعي حسب الخطة الزراعية الموضوعة من اللجان الزراعية، ومعالجة مشاكل المساحات الزراعية غير المرخصة والعشوائية، وإدراجها مع مساحتهم ضمن الخطط الزراعية بما يضمن حصولها على الدعم الزراعي.

تطبيق الاستراتيجية بتلافي عوائقها

وحول واقع الزراعة أجرت صحيفتنا لقاء مع المزارع والخبير الزراعي “علي العامج” الذي أكد على أن هنالك مشاكل جدية تواجه الزراعة وتواجههم كمزارعين خلال المواسم الزراعية الرئيسية بشقيها (الصيفي ـ الشتوي) من ضمنها انخفاض الموارد المائية؛ ما يؤثر على المواسم بل توجه الكثير من المزارعين إلى زراعات بديلة تستهلك كميات قليلة من المياه (جبس البذر ـ السمسم …الخ )، إلى جانب قلة الدعم الزراعي المقدم، وعدم وجود آلية معينة لاستلام كميات مازوت الدعم المخصص لتشغيل المحركات، وكذلك ألية توزيع السماد بحيث يتم تسليمها في غير أوقاتها مما يفقدها فائدتها، ويضطر أغلب المزارعين إلى شراء المادة من السوق السوداء بأسعار مرتفعة.

وأضاف، “بأن آلية المراقبة والإرشاد الزراعي خجولة وقليلة الفائدة بالرغم من أهميتها للإشراف على عمل الصيدليات الزراعية التي باتت تبيع أصناف من المواد الزراعية كالبذور والمخصبات والمبيدات سببت كوارث بالنسبة للتربة وللنباتات الزراعية”، لافتاً إلى تواجد مواد مهرمنة ومحظورة تباع إلى المزارعين في الصيدليات الزراعية دون رقيب أو حسيب.

وأشار إلى أن هنالك تقصيراً من ناحية الإرشاد الزراعي مع قلة الارشاديات الزراعية، التي تلعب دوراً هاماً في إطار توعية المزارعين، والإشراف بشكل مباشر وعن كثب على الدورة الزراعية بمراحلها لتحقيق أعلى نسبة إنتاج، والحصول على المحصول الزراعي الصحي والسليم.

وأنهى المزارع “علي العامج” حديثه، بوجوب تحقيق الاكتفاء الذاتي من خلال الخطط الزراعية السنوية والاستراتيجية الزراعية، لزيادة المساحات المروية المستثمرة على مدار الخطة الزراعية السنوية، على حساب تقليص المساحات البعلية الموسمية بما يفي باحتياجات المنطقة، والحرص على توجيه الإرشادات والتوجيهات عبر المختصين الزراعيين.