تحليل الممثل للشخصية المسرحية

وليد عمر_

كيف يمكن للممثل تحليل الشخصية المسرحية، التي عليه أن يجسدها على خشبة المسرح، ببساطة إنه يعتمد على أمرين الأول، وهو فهم طبيعة الشخصية، والثاني كيف يمكن أن يؤديها.

والخطوة الأولى للممثل هي قراءة النص المسرحي بطريقة معمقة، أي يجب معرفة ما بين السطور ليستطيع تحليل الشخصية المسرحية، وعلى الممثل دراسة الشخصية في إطارها العام، أولاً بمعنى مكانة الشخصية ومدى أهميتها، وأثرها في الخط الدرامي للمسرحية، وتطوره حتى نهاية المسرحية، ومدى علاقة الشخصية المسرحية بالأحداث وأيضاً علاقتها بالشخصيات الأخرى، وعلى الممثل جمع المعلومات عن الشخصية المسرحية، التي سيمثلها وذلك من خلال حديث الشخصية عن نفسها وحديث الشخصيات الأخرى عنها، وجمع المعلومات عن هذه الشخصية من كل النواحي النفسية والشكلية ويجب أن تكون هناك جملة كلامية، أو حركية تؤدي بشكل عفوي وتتكرر بين الوقت والآخر، وتلازم الشخصية طوال مدة عرض المسرحية، وعندما يبدأ الممثل تحضيره للشخصية المسرحية، أولاً عليه فهم طبيعة الشخصية وكيفية أدائها ودراسة أبعاد الشخصية فهناك البعد الجسدي، والبعد الاجتماعي والبعد النفسي، وهذه الأبعاد تساهم وبشكل فعال في رسم الشخصية المسرحية، أما البعد الاجتماعي فيشمل التاريخ العائلي للشخصية، الوظيفة – المستوى التعليمي المستوى الثقافي، الديانة، التوجهات السياسية الحالة الاجتماعية، أعزب أم متزوج… الخ.

والبعد النفسي وهو نتاج البعد الجسدي والاجتماعي ويتضمن – مشاعر الخوف – التردد – الغيرة – الحقد – الخجل ..إلخ وعلى الممثل دراسة العلاقة بين الشخصية المسرحية والشخصيات الأخرى، على المستوى الاجتماعي وعلى سبيل المثال الزوجة – العم – الأخت – الأخ – زميل الدراسة – الجار الجد – الجدة – الزوج – زميل العمل، وبالنسبة للمستوى النفسي فهو العلاقة بين الشخصية المسرحية والشخصيتين الأخريين، من خلال المشاعر المتبادلة كالحب – الكراهية – الاحترام – الصداقة – تعاطف – مودة، والمبررات، التي تفسر لنا تفاصيل الشخصية نقطة انقلاب الشخصية ونقطة تحول الشخصية من السعادة مثلاً إلى الشقاء، و بالعكس وهذا الأمر تبناه الفيلسوف أرسطو.

وعلينا التوضيح بأن لكل عمل مسرحي بداية ونهاية، حيث تكون البداية توضيح لصفات الشخصية المسرحية وعلاقتها بالآخرين، وبالأحداث وبعدها تبدأ الأحداث بالتصاعد الدرامي حتى الوصول إلى حدث انقلابي، تتحول من خلاله الشخصية إلى أخرى، فتتحول من السعادة إلى الشقاء أو العكس، ومن أشهر الأمثلة التحول الذي حصل لأوديب ملكا لسوفوكليس، وذلك عندما عرف اللعنة التي نزلت على (طيبة) المدينة الهادئة، وعندها تحولت شخصية أوديب من السعادة إلى الشقاء، لأنه قتل أباه وتزوج أمه، وكذلك شخصية نورا في مسرحية ((بيت الدمية)) للكاتب آبسن، وذلك عندما أحست أن زوجها كشف لعبة التزوير، وهنا تم انقلاب الشخصية من امرأة تحمل في قلبها مشاعر الحب والتضحية، إلى امرأة تتخذ موقفاً وتغلق الباب،  بشدة وتخرج تاركة أطفالها وزوجها، وكل العلاقات المتبادلة مع مجتمعها والانطلاق إلى الرحلة.