قامشلو/ دلير حسن ـ
تلعب الرياضة دوراً هاماً في حياة الإنسان، حيث أبعدت الكثيرين عن التدخين، وهذا لا يمنع بأنه هناك رياضيين يدخنون السجائر والنرجيلة، ولكن الطامة الكبرى هي قضية المخدرات التي تحاول الكثير من الجهات ترويجها بين الفئات العمرية المختلفة في المناطق السوريّة كافة. وبهدف التصدي لهذه الآفة الخطيرة مؤخراً؛ أُقيمت نشاطات رياضية عديدة في شمال وشرق سوريا.
اللجان والهيئات الشبابية والرياضية في شمال وشرق سوريا بدأت بحملة “لا للمخدرات”، والتي تهدف لتوعية الفئات العمرية لمخاطر تعاطي المخدرات والتجارة بها، حيث هناك شبكات كثيرة منتشرة على طول البلاد تحاول الفتك بالمجتمع عبر الترويج للمخدرات وتعاطيها.
وتحت شعار الحملة؛ تقام بطولات لمختلف الألعاب وهي لكرة القدم والطائرة وألعاب رياضية أخرى، وشملت الحملة الرقة ودير الزور وإقليم الفرات وكذلك إقليم الجزيرة.
وكل هذه الخطوات جيدة، ولكنها لن تكون كافيةً ما لم يتعاون الجميع، من خلال إقامة ندوات وتخصيص فقرات في الفضائيات والإذاعات وعبر بروشورات وملصقات على الجدران كلها تُحذّر من تعاطي المخدرات والترويج لها والتجارة بها، لأن هذه المخدرات باتت تنتشر بشكلٍ كبير في كامل التراب السوري.
محاولة النيل من الشباب
وتلعب الرياضة دوراً هاماً في إبعاد الكثيرين عن التدخين والكحول، ولكن مع دخول سوريا مرحلة جديدة بعد عام 2011، فقد أصبح انتشار المخدرات بمختلف أنواعه في مناطق البلاد كافة أمراً ليس بالصعب، وخاصةً أنه باتت حكومة دمشق متهمة بشكلٍ علني بتبني عملية الشراء والبيع والزرع للمواد المخدرة، وأولها هي متهمة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وقد أبصر مشروع قانون مكافحة المخدرات التي تديرها حكومة دمشق النور بعد مخاض عسير بين الغرف والمجالس التشريعية في الولايات المتحدة الأمريكية، ففي عام 2021، صدّق مجلس النواب الأمريكي (الكونغرس) على المشروع، ثم أُعيد حذفه خلال مفاوضات لجنة المؤتمر لاحقًا.
وأقرّه مجلس النواب مرةً ثانية في أيلول 2022، ثم صدّق عليه المجلس، في 8 من كانون الأول 2022، بتصويت نال أغلبية ساحقة، وانتقل مشروع القانون بعدها إلى مجلس الشيوخ الأمريكي ثم إلى الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الذي وقّع على ميزانية الدفاع الأمريكية عن السنة المالية لعام 2023، متضمنة القانون، في 23 من كانون الأول 2022.
ويهدف القانون بحسب بنوده إلى تعطيل وتفكيك شبكات إنتاج المخدرات المرتبطة برئيس حكومة دمشق بشار الأسد، الذي حوّل سوريا إلى مكان مجهز بالكامل لصناعة المخدرات، وتجهيزها للتصدير، ثم إيصالها إلى شبكات التهريب وبيعها خارج البلاد، وذلك بحسب القائمين على هذا المشروع.
وتأكد ذلك بعد أن استهدفت غارة جوية “مجهولة” في الثامن من شهر أيار الجاري مهرّب مخدرات بارز في جنوب سوريا، في حين أفادت مصادر مطلعة بأن الغارة الجوية نفذها الطيران الأردني، وأدت إلى “مقتل مرعي الرمثان” في قرية الشعاب بريف السويداء الشرقي عند الحدود مع الأردن، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
ويعد الرمثان، وفق المرصد، من “أبرز تجّار المخدرات، بينها الكبتاغون في المنطقة والمسؤول الأول عن تهريبها إلى الأردن”، ويلقب بـ “اسكوبار سوريا”، نسبة إلى الكولومبي “بابلو إسكوبار” أكبر وأشهر تاجر مخدرات في العالم.
تأتي هذه الغارة النادرة من نوعها داخل سوريا، بعد بيان صدر مطلع الشهر الحالي في عمان إثر اجتماع ضم وزراء خارجية الأردن وسوريا والعراق ومصر والسعودية، نصّ على “تعزيز التعاون بين دمشق ودول الجوار والدول المتأثرة بعمليات الاتجار بالمخدرات وتهريبها عبر الحدود السورية”.
بينما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن عمّان ستعلن عن أي خطوة تتخذها لضمان أمنها في الوقت المناسب، في تعليقه على تقارير تحدثت عن استهداف سلاح الجو الأردني مصنعا للمخدرات في سوريا.
وإضافة إلى حكومة دمشق تعد أنقرة، من الدول التي تحاول نشر المخدرات وخاصةً في مناطق شمال وشرق سوريا من باب الحرب الخاصة التي تمارسها على المنطقة وشعوبها، وضبطت قوى الأمن الداخلي الكثير من الخلايا التي اعترفت بجلب هذه المواد المحظور من المناطق المحتلة من قبل تركيا ومرتزقتها.
وفي عام 2021، كشفت قوى الأمن الداخلي “الأسايش” في مؤتمر صحفي عقدته في مدينة قامشلو، عن إحباط دخول أكبر شحنة مخدرات إلى المنطقة.
ووفقاً لبيان قوى الأمن الداخلي، “الشحنة كانت قادمة من المناطق التي تحتلها تركيا، وتم توقيف المتورطين في العملية، إضافة إلى مصادرة الشحنة”.
ووفقاً للمتحدث الرسمي باسم قوى الأمن الداخلي وقتها، علي الحسن، “تضمنت الشحنة، التي تم ضبطها، 196 ألف حبة كبتيكول، و474 كفن حشيش، و11 ألف دولار أمريكي مزوّر، إضافة إلى أسلحة ومسدسات وأجهزة هاتف وكمبيوترات”.
وفي عام 2022، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية “قسد”، من ضبط شحنة مخدرات مخبأة داخل قافلة محروقات قادمة من مناطق سيطرة حكومة دمشق، وذلك أثناء تفتيشها على أحد المعابر الفاصلة بين مناطق الإدارة الذاتية وحكومة دمشق بالقرب من مدينة الطبقة، غربي الرقة، بشمال وشرق سوريا.
وفي 21 من شهر أيار الجاري في الرقة؛ تمكنت قوات مكافحة المخدرات من إلقاء القبض على أحد تجار المخدرات وتم ضبط كمية كبيرة من المواد المخدرة أثناء تفتيش مكان تواجده، ما يدل بأن التجارة وتعاطي هذه المواد المخدرة رغم كل الحملات التي تقومها قوى الأمن الداخلي والجهات المختصة تستمر المحاولات لإدخالها لمناطق الإدارة الذاتية، ولذلك يُتطلب تضافر جهود الجميع وخاصةً الأهالي بالتعاون مع الجهات المعنية لردع هؤلاء، لأنه يريدون توجيه الفئات العمرية والأعمار كافة حتى نحو المجهول، ويحاولون الإيقاع بهم وجعلهم يدمنون على هذه المواد المخدرة، وتعتبر الرياضة من أهم الطرق القادرة للتصدي لهذه المحاولات. وتوصلت دراسة طبية إلى أن التمرينات الرياضية يمكنها مساعدة الأشخاص على الإقلاع عن إدمان المواد المخدرة، بصورة كبيرة، وخاصة المدمنين على الكوكايين.
وبحسب صحيفة ديلي ميل البريطانية، أفادت دراسة أمريكية منذ سنوات، بأن التمارين الرياضية يمكن أن تساعد في منع الانتكاسات لدى من أقلعوا عن إدمان مخدر الكوكايين.
بالإضافة إلى ذلك، تبين أن التمارين الرياضية تقلل من هرمونات التوتر، وتحسن من المزاج، ما قد يساعد في التخفيف من القلق والعواطف السلبية المرتبطة بالانسحاب من إدمان الكوكايين.
واليوم يتطلب من الجميع التكاتف والعمل على التصدي لكل من يحاول الترويج وبيع هذه المواد المخدرة، وذلك عبر النشاطات الرياضية وحملات التوعية التي تتطلب ألا تتوقف وأن تستمر لأن هناك أجيال مهددة حياتها ومستقبلها بسبب هذه المواد المخدرة التي يروج لها ضعاف النفوس في أنحاء البلاد كافة.
