No Result
View All Result
المشاهدات 4
صلاح الدين مسلم_
ظهر مصطلح اليمين المتطرّف حديثاً، وكان أول مَن صاغه واستخدمه هو الأمريكي ريتشارد سبنسر المولود عام 1978 والذي يعدُّ من أبرز رموز هذا الفكر المتطرف والمتعصب، لتفوّق الجنس الأبيض الذي ينتمي إليه، ويستخدم سبنسر مصطلح اليمين المتطرف للإشارة إلى «هوية الجنس الأبيض وتفوّقه». ومن عوامل انتشار اليمين المتطرف:
-
الالتفات إلى الأصول العرقية خاصةً بعد انهيار الاتحاد السوفيتي.
-
اندماج الدول الأوروبية في الاتحاد الأوروبي، وهذا ما جعل كلّ دولة أوربية تلتفت إلى أصولها القومية.
-
أدّى انتشار البطالة في أوروبا والركود الاقتصادي كلّ فترة إلى النظر إلى الأجانب نظرة ازدراء حيث يرونهم مزاحمين على الوظائف وخاصةً المسلمين منهم.
فمن ناحية يعتدي الغرب على الشرق ويتدخّل في شؤونه، ثمّ يفتح أبواب الهجرة، وبعدها يستاء السكان الأصليون، ثمّ يظهر المرشّحون الذين يعِدون ناخبيهم بأنّهم سوف يرحّلون المهاجرين أو سيغلقون المساجد، والمظاهر الإسلاميّة، وهناك مرشّحون بالمقابل يقولون: إنّهم سوف يدعمون المهاجرين ليكسبوا أصوات المهاجرين، ثمّ يبدأ التطرّف ويزداد، ويستقبل الشرق أولئك المتطرّفين من جديد، على صورة القاعدة أو النصرة أو داعش أو سواها في المستقبل.
وفي إسرائيل نرى أنّ اليمين المتطرف قوي الشعبية ويدعو صراحة إلى عدم التسامح مع العرب والمسلمين وقتلهم، كما يدعو إلى قتل الأطفال وتشبيه المسلمين بالأفاعي، ومن أبزر المتنفذين في اليمين المتطرف الإسرائيلي الحاخام يعقوب يوسف.
غالباً ما يتم وصف اليمين المتطرف على أنه حركة أو أيديولوجية، لكن التفسير الأقرب هو «كتلة سياسية» تسعى لتوحيد أنشطة حركات أو أيديولوجيات متطرّفة ومختلفة، ومصطلح اليمين المتطرف يشير في غالبيته العظمى إلى القوميين من الجنس الأبيض الذين يؤمنون بتفوقه على غيره من الأجناس.
إنّ أهمّ ما يدعو إليه اليمين المتطرّف هو معاداة تعدّد الثقافات، والحضّ على الكراهيّة، ومعاداة المرأة، والعودة إلى الوراء، حيث ثقافة الرجل الأبيض القويّ المسيطر على الواقع، مع العلم أنّ هذا الرجل الأمريكيّ الأبيض هو دخيل على ثقافة أمريكا، فكما قضى على ثقافة الهنود الحمر في أمريكا، فإنّه يريد أن يقضي على كلّ الثقافات في العالم، وبالتالي تتقاطع مصالح اليمين المتطرّف مع كلّ الحركات الإرهابيّة في الشرق ذات اللون الواحد، والفكر الواحد وتدمير الثقافات، والآثار، كداعش الإرهابيّ ومثيلاتها في الجيش الوطنيّ؛ مرتزقة أردوغان، وكذلك تتقاطع مصالح اليمين المتطرّف مع التيارات الأحاديّة الإقصائيّة، كحزب العدالة والتنميّة بقيادة أردوغان.
إنّ ما يميّز أعضاء اليمين المتطرّف في العالم أنّهم لا يصنّفون كإرهابيين، مع أنّهم داعمو الإرهاب، فالأقطاب العالميّة التي دمّرت سوريا والعراق، ومازالت تدمّرُها، إنّهم أنيقون يأتون إلى المحافل في أزياء رسميّة جميلة، لا يميّزون أنفسهم مقارنة بالنازيين الفاشيين، فلا شكّ أن العالم قد تدمّر من خلال هذه النازيّة، فاليمين المتطرّف يقود العالم مرّة أخرى إلى الهاوية، فلن يكتفوا بملايين الناس التي شرّدت في سوريا والعراق واليمن، فمازالوا يشعلون الشارع في لبنان والعراق، ويزيدون في تأجيج الوضع، وكلّ هذا يصبّ في مصلحة هذه الفكرة المدمّرة للكون (الفوضى الخلّاقة).
No Result
View All Result