No Result
View All Result
المشاهدات 1
صلاح الدين مسلم_
تقع مسؤولية كبيرة على عاتق الناقد الأدبي، لكن المسؤولية الكبرى تقع على عاتق مأسسة الحركة الأدبية والنقديّة، فلا يمكن أن يتطوّر النقد الأدبي من خلال الجهود الفرديّة، أي أن هذا العمل يجب أن يكون أكاديميّاً ومنظّماً عبر استراتيجيّة مُنظّمة، من خلال تفاعل جميع المؤسسات الفكريّة والتعليميّة والثقافيّة ووضع خطط وخطوط عريضة لنبش الأدب الكرديّ، والترجمة، ونقد النتاجات الأدبيّة وتوصيف الحالة الأدبية ووضع الحلول.
فعلى الرغم من هذا الكم الكبير للمجموعات الشعرية والقصص والروايات، لكنّ الكيف قليل بالنسبة لهذا الكم الهائل، فبرأيي: آن الأوان لتأسيس هذه الأكاديميّات.
لكن ما هي مسؤولية الناقد الأدبي؛ لنجد أنّ النقد يعطي العمل الأدبي قيمته الحقيقيّة؟
-
على الناقد أن يواكب العمليّة الإبداعيّة المنشورة، فعندما يطبع شاعر ما مجموعة شعريّة على سبيل المثال، فالكرة تخرج من ملعبه، وهي في ملعب الناقد.
-
على الناقد أن يرصد التطوّر الأدبي على سبيل المثال في عشر سنوات، أو ما بعد ثورة روج آفا أو يقارن ما بين هذا التطور وبين التطوّر في مئة عام، وما هي المدارس الشعريّة التي سادت، ولماذا؟
-
على الناقد أن يغذي نفسه دائماً بالتطوّرات النقديّة العالميّة والمحلّية، ويرصد موقع أدبه من الأدب المحلّي والعالميّ، وخصوصيّة أدبه ومميّزاته.
-
ليس بالضرورة أن يكون الناقد أديباً مبدعاً، وبالمقابل ليس بالضرورة أن يكون الأديب ناقداً مبدعاً، لكن على الأديب أن يكون مُلمّاً على الأقل بمبادئ النقد، فعلى الأقل عليه أن يعرف المذاهب الأدبيّة، وغيرها من أدوات النوع الأدبيّ الذي يكتبه.
-
إنّ العلاقة تبادلية ما بين الناقد والأديب، فالناقد المبدع هو أديب بطريقة أخرى، والأدب العظيم يعني أنّ هناك نقداً عظيماً.
-
لا يعدّ الناقد حامل عصا يضرب بها من يخرج عن مملكته الفكريّة، وليس موزّع جوائز لمن يدنو من ساحته الفكريّة والجماليّة، فلكلّ ناقد نظرة إلى الفن والجمال والسياسة والأيديولوجيا.
-
لا بدّ للناقد أن يمتلك ثقافة وتذوّقاً وحياديّة، فبالتالي مسؤوليته كبيرة لتزويد نفسه بالمعرفة أوّلاً، ويجد في نفسه فنّ التذوّق، فالأدب ليس مادّة علميّة تقبل التشريح العلميّ، والحياديّة مهمّة فهو يشابه القاضي.
-
على الناقد أن يكون حليماً، ويستوعب هذا الزخم الكبير من النصوص الرديئة، فهدفه الرقيّ بالأدب، وتشجيع الأقلام الشابّة.
-
ليس النقد الموضوعيّ عقوبة أو انتقاماً من الناقد على الأديب، وليست العمليّة مهاجم ومدافع، ولا عِداء، بل هي عمليّة تكامليّة، فلا معنى للأدب دون نقد، وليس هناك نقد إذا لم يكن هناك أدباء.
10- ليس الأدباء والنقّاد موظّفَين يتقاضون رواتب على عملهم، فالأديب والناقد على حدٍّ سواء طليعتا المجتمع، فإذا تدخّل المال في هذه العمليّة سيؤول الأمر إلى سيطرة الرأسماليّة على الفنّ بشكلٍ عام، ويوجّهه حسب فائض الإنتاج كما يحصل الآن من سيطرة الفنّ الفاشل على الساحة الفنّيّة في العالم.
No Result
View All Result