No Result
View All Result
المشاهدات 3
صلاح الدين مسلم_
ما تزال المجتمعات الغربيّة والشرقيّة على السواء، تعيش عن طريق المستشرقين تحت نير المعلوماتيّة الليبراليّة، وينظرون إليها على أنّها الفردوس المفقود، حيث يرون السعادة في ناطحات السحاب التي تجنّد المجتمع في خدمة طبقة قليلة جدّاً، تريد أن تعيش عالة على كدح المجتمع، وتريد أن تسيطر على فائض الإنتاج، على حساب الكادح الذي لولاه لما شيدتْ أسوار هذه المدن الطفيليّة التي تقتات على القرى الإيكولوجيّة.
إنّ لبرلة الذهنيّة الشرقيّة وفق منهجيّة واضحة؛ تكمن في تذئيب أيّة عملية نهضويّة إصلاحية كانت أم ثوريّة وتحويلها إلى سلطة، وتحويل المجتمع من جديد إلى خرفان يساقون إلى حتفهم، فهدف الليبراليّة يكمن في جعل 1% من المجتمع إلى ذئاب، وتحويل المجتمع إلى قطيع يساق نحو هاوية الانقياد، فالليبراليّة دين من لا دين له، وعقيدة من لا عقيدة له، ومنهج من لا منهج له.
لم تتوقّف أذرع الليبراليّة عن التسلّل إلى الذهنيّة المجتمعيّة، من خلال الإعلام، والثقافة والفنّ والرياضة وكلّ ما لا يخطر ببال الفرد، فلا بديل إلّا السلطة والدولة في مخيّلتهم. “فالنسق العالمي الحديث القائم، في جزء من هذا الكوكب على الأقلّ منذ القرن السادس عشر الطويل، هو اقتصاد عالميّ رأسماليّ. ويعني ذلك عدّة أمور. فالنظام يكون رأسماليّاً إذا كانت الدينامية الأساسيّة للنشاط الاجتماعيّ قائمة على التراكم اللامتناهي لرأس المال”
لقد كانت سياسة اللا حلّ تجدي نفعاً في هذا النظام الماليّ فائق الليبراليّة، ويبدو أنّها تستفيد من هذه السياسة، فعندما تكون الحروب يكون الاحتكار، والنظام الرأسماليّ يرى الاحتكار مبرّراً لوجوده، وبالتالي باتت لغة “اهرُبْ يا أرنب، أمسِكْ به يا كلب الصيد” هي اللغة الوحيدة في التعامل مع دول الشرق الأوسط، لذلك اضطرّ قادة النظام الرأسماليّ إلى إعادة إنتاج نظام الفوضى واللا حلّ.
إنّه تطبيق سياسة أسلوب الهيمنة، وبدأ القرن الواحد والعشرين بتطبيق فجّ لهذا الأسلوب، سواء بين الشيعة والسنّة، أو بين الكرد والأتراك، أو المسلمين والمسيحيين… فسيخرّ الأرنبُ وكلبُ الصيدِ مُنهَكَين في هذه المطاردة السيزيفيّة عديمة الجدوى، “فمنذ الثورة الفرنسية أصبح لكلّ دولة (مواطنون) وليس (رعايا)، وللمواطنين حقوق، فهم مشاركون على قدم المساواة في اتّخاذ القرارات السياسية في دولهم. إلّا أنّه، منذ إطلاق المفهوم، حاولت الدول دون استثناء، أن تحدّ وبشدّة من تنفيذ المفهوم في الواقع؛ ومن الطرق التي تمّ بها ذلك إطلاق النظام العالمي سلسلة كاملة من المقابلات الثنائيّة وإعطائها أهمّيّة سياسيّة وصلت إلى درجة غير مسبوقة؛ (الطبقة الوسطى البرجوازيّة مقابل طبقة البروليتارية، الرجل مقابل المرأة، الأبيض مقابل الأسود (أو الشخص الملوّن بشكل عام)، الشخص المعيل مقابل ربّة المنزل، العامل المنتج مقابل الشخص غير المنتج، المستقيم جنسيّاً مقابل الشاذ جنسيّاً، المتعلّمون مقابل الرعاع، المواطن الصالح مقابل المجرم، الإنسان الطبيعيّ مقابل غير الطبيعيّ ذهنيّاً، البالغ قانوناً مقابل القاصر، المتحضّر مقابل غير المتحضّر) والقائمة تطول.”
No Result
View All Result