قبيل الانتخابات.. حقائق وتناقضات تكشف زيف أردوغان وحزبه

بيريفان خليل_

تتعارض الحقائق مع ما يدعيه أردوغان وحزبه؛ حزب العدالة والتنمية، ووعودهما للشعب قبيل الانتخابات الرئاسية، التي من المُزمع إجراؤها في 14 أيار المقبل، ورغم محاولاتهم إخفاء الحقائق إلا أن الانهيار الاقتصادي والجرائم والانتهاكات، التي يقومان بها في الداخل التركي، وباكور كردستان، وفي الدول المجاورة تكشف زيفهما، وتثبت نظرية أنهما في المكان الخطأ.

ولم يستطع أدوغان وحزبه إخفاء الانهيار الاقتصادي في تركيا، وإن قمع الإعلام، فأزيل الغبار عن الزيف وكشف الواقع المعاش هناك، حيث باتت القصص وكذلك استطلاعات الرأي، وغيرها من الوسائل، ظاهرة على حقيقتها، على أن أردوغان وحزبه غير كفؤين بالحكم، وبقاؤهم في السلطة أكبر جريمة بحق الشعب هناك، ليس هذا فحسب فصورة الجرائم والانتهاكات، التي يقوم بها سواء في تركيا وباكور كردستان، أو في باشور وشمال وشرق سوريا، كفيلة لإظهاره بصورة مجرم ينتهك الحقوق الإنسانية على جبهات عدة.

تزايد عدد العاطلين عن العمل في تركيا

ووفق معهد الإحصاء التركي، ارتفع عدد العاطلين عن العمل بمقدار 65 ألف في شباط 2023 مقارنة بالشهر السابق، فأصبح العاطلون عن العمل ثلاثة ملايين و514 ألف شخص.

ووفقًا لحسابات المعهد نفسه؛ ارتفع معدل البطالة بمقدار 0.2 نقطة ليصل إلى 10.0 بالمائة، بينما بلغ معدل البطالة 8.7 في المائة للرجال، وقُدِّر بـ 12.6 في المائة للنساء.

وانخفض عدد المشتغلين بنحو 361 ألف عامل في شباط 2023 مقارنة بالشهر السابق، ليصبح 31 مليونا و460 ألف عامل، فيما انخفض معدل التشغيل 0.6 نقطة إلى 48.2 في المائة. بينما كان هذا المعدل 65.0 في المائة للرجال، وكان 31.8 في المائة للنساء.

كما وانخفضت القوة العاملة بنحو 295 ألف شخص في شباط مقارنة بالشهر السابق، وأصبحت 34 مليون و975 ألف فرد، فيما انخفضت نسبة المشاركة في القوى العاملة 0.5 نقطة مئوية إلى 53.6 في المائة. بينما كانت نسبة المشاركة في القوى العاملة 71.2٪ للرجال، وكانت 36.4٪ للنساء.

وتقييمًا لإحصاءات القوى العاملة لشهر شباط، التي أعلن عنها معهد الإحصاء التركي، قال أوزتراك على تويتر: “يقاس نجاح الحكومة بعدد الوظائف، التي يمكن أن توفرها لمواطنيها…. 569 ألف التحقوا بجيش العاطلين عن العمل الشهر الماضي”.

وأفاد: “تعد سورينام، وتنزانيا، وبليز من بين منافسينا في العالم من حيث معدل البطالة، فبلغ عدد العاطلين عن العمل في بلادنا ثمانية ملايين و941 ألف”

 الهجرة صورة أخرى للانهيار

ولعل ظاهرة الهجرة المنتشرة في تركيا، صورة أخرى لمدى انهيار تركيا اقتصاديا، فبات الجميع يهرب من السياسة القمعية المتبعة؛ فكل يوم هناك حالات اعتقال، وخاصة من يعارض أردوغان وحزبه على الحكم، فقبيل الانتخابات، يسعى أردوغان إلى اعتقال كل من سيصوت ضده في الانتخابات الرئاسية، ناهيك عن الواقع الاقتصادي المتدني، فبات العامل المادي دافعاً أساسياً للهجرة؛ للتخلص من الأزمة الاقتصادية، التي تشهدها تركيا وخاصة في السنوات الأخيرة.

ومن ضمن الفئات، التي اختارت طريق الهجرة حلاً لها هي فئة الأطباء، فأفادت الجمعية الطبية التركية (TBB) أن عدد الأطباء، الذين اتخذوا إجراءات للسفر إلى الخارج في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023 هو 700 طبيب.

الجمعية الطبية التركية كشفت عدد الأطباء، الذين تقدموا للحصول على “شهادة حسن السير والسلوك”، المطلوبة من الذين يرغبون في الذهاب للعمل في الخارج.

وتضمن المنشور أيضاً إن عدد طلبات “شهادة حسن السير والسلوك ” 235 في آذار و700 في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2023.

كما جاء في المنشور “يجب إنهاء ظروف العمل الشاقة وغير الآمنة، وغير المستقرة، التي تستهلك جميع زملائنا، وخاصة أولئك الذين يعملون في منطقة الزلزال”.

ويفضل العديد من الأطباء الأتراك العمل في دول أوروبا وخاصة ألمانيا، بسبب تدني الرواتب في تركيا، وضغط العمل.

وبذلك اختارت الفئة التي تكون في حالة أفضل من العاطل عن العمل، أو التي تتقاضى مرتباً أقل، العيش في موطن آخر بدل العيش في الوطن الأم.

سرقة حصة المنكوبين لسد الثغرات الاقتصادية

وبمزيد من الثبوتيات حول عدم كفاءة أردوغان وحزبه للحكم في تركيا، وعدم تمكنهم من كبح زمام الأمور، فقد كشفت منظمة الأمم المتحدة للطفولة، (يونيسف) أن نحو مليونين ونصف طفل تركي على الأقل بحاجة للمساعدات الإنسانية عقب مرور شهرين على زلزال قهرمان مرعش المدمر، وهو ما سيجعل الأطفال عرضة لمخاطر الفقر، وعمالة الأطفال.

ويذكر، أن أردوغان وحزبه قد تقاعسا عن تقديم المساعدات لمنكوبي الزلزال، وخاصة في المناطق التي يقطنها الكرد، وأيضاً منطقة قهرمان مرش الذي شهدت هزات أرضية عدة دمرت الكثير من المباني هناك، وراح ضحيتها الكثير من أنباء المنطقة، وفشل أردوغان بمسؤوليته تجاههم قد زاد عدد الضحايا.

ولم يكتفِ الطرفان بفعل هذا فقط، بل تعدى ذلك باستلام المساعدات المادية، التي قدمتها الدول العربية والأوروبية ووضعها في خزينة الدولة بدلاً من دفعها لمستحقيها، محاولة إخفاء انهياره الاقتصادي.

وعلى الرغم من تقديم اليونيسف الدعم للأطفال إلا أن الحصص المخصصة للمتضررين لم تصل إليهم بالشكل المطلوب.

وأضافت اليونيسف أن الشهرين الماضيين شهدا تقديم الدعم المحتمل والرعاية لنحو 149 ألف طفل، مشددة على ضرورة مواصلة هذه الإجراءات دون انقطاع لأي سبب من الأسباب.

وأكدت اليونيسف، أن الشهرين الأخيرين شهدا تطعيم نحو 360 ألف طفل ضد شلل الأطفال، و283 ألف طفل ضد الدفتيريا، والتيتانوس مشيرة إلى تأكيد إرسال المعدات، والمستلزمات الطبية إلى وزارة الصحة التركية.

وقال ممثل اليونيسف لدى تركيا، ريجينا دي دومينيكيس، إن الزلزال قلب حياة الأطفال رأسا على عقب، وأن الغموض يحيط بوضع ملايين الأطفال بالمستقبل، رغم تقديم المساعدات الإنسانية بشكل سريع ومثمر: “الكارثة أثرت بشكل كبير على قدرة وإمكانات الأسر، لإعادة حياتهم إلى ما كانت عليه، وحماية الأطفال وتلبية احتياجاتهم يشكلان أهمية مصيرية خلال مرحلة التعافي”.

لكن جيوب أردوغان لم تمتلئ من المساعدات المالية المقدمة، لذا تطالب مؤسساته بالأكثر حتى يتمكن من سرقة أكبر حصة ممكنة.

وطالبت اليونيسف تركيا بتمويل إضافي بقيمة 138 مليون دولار لمواصلة تقديم الدعم للأطفال المتضررين من الزلزال، مفيدة أن هذا التمويل سيمكن اليونيسف وشركاءها من التدخل بشكل سريع، ومنظم فيما يخص الاحتياجات المتغيرة.

في رمضان تتناقص الوجبات

في شهر رمضان الفضيل، وما هو معروف عنه هو أن الأسعار تنخفض، إلا أن ما حصل في تركيا كان العكس، فقد زاد الطين بلة، وتضاعف الأسعار كثيراً، ولم يعد بالمستطاع شراء حتى خبز رمضان كما يسمونه. وكشفت نتائج استطلاع رأي أن ثمانية من كل عشرة أشخاص في تركيا يجدون خبز رمضان باهظ الثمن.

الاستطلاع أُجري من شركة “NG ” للأبحاث في الفترة من 22 إلى 27 مارس 2023 بمشاركة 1577 شخصًا تتراوح أعمارهم 15 عامًا وما فوق.

وخلال سؤالهم “كيف تتأثر مصاريف المطبخ في رمضان؟” أفاد ستة من كل عشرة أشخاص أن نفقاتهم على المطبخ زادت خلال شهر رمضان، بينما أفاد ثلاثة منهم بعدم وجود تغيير في نفقاتهم.

ورداً على سؤال” هل أنتم راضون عن أسعار خبز رمضان؟” يعتقد ثمانية من كل عشرة، أن سعر خبز رمضان باهظ الثمن، بينما يرى اثنان أنه ليس مكلفًا، ولا رخيصًا، أولئك الذين يعتقدون أنه رخيص هم قلة قليلة.

وردا على سؤال، هل تخطط لدعوة ضيوف على الإفطار؟ قال 40٪ من الأشخاص، لن يصنعوا للضيوف طعاما للإفطار، إنهم لا يتمتعون بالوضع الاقتصادي المناسب لاستضافة الضيوف.

ومن جانب آخر اعترضت الممثلة التركية أفريم ألاسيا على ارتفاع سعر السميت، في مطار إسطنبول إلى 145 ليرة تركية للقطعة الواحدة.

ونشرت أفريم تدوينة على تويتر، تساءلت فيها، إن كان هناك أحد يمكنه شراء السميت بهذا السعر الغالي. وقالت في تدوينتها: “خبز البيجل بالجبن في المطار يكلف 145 ليرة تركية، أتساءل لمن تنتمي هذه الشركات في المطار الجديد؟ هل يشتري أحد هذا؟”.

ومن جانب آخر بات الكيلو من فاكهة البرقوق في تركيا ينافس الغرام من الذهب، حيث وصل سعر كيلوغرام البرقوق في الأكشاك ألف ليرة.

وبدأ الراغبون في تذوق البرقوق، في شرائه بالحبة، نظرا لسعره المرتفع للغاية.  وبينما يُباع البرقوق بسعر 999.50 ليرة، بينما يُباع جرام الذهب بـ 1212 ليرة.

وبالنظر إلى سعر مادة غذائية أخرى، يتبين بأن الأسعار ترتفع في ظل الانهيار الاقتصادي، وارتفاع البطالة، ومن خلال ما صرح به مرشح تحالف الأمة المعارض، كمال كيليتشدار أوغلو، فإنه إذا بقي أردوغان على السلطة، فإن سعر البصل سيصل إلى 100 ليرة.

كمال كيليتشدار أوغلو، المرشح الرئاسي لتحالف الأمة، نشر مقطع فيديو من مطبخ منزله، خاطب فيه المتابعين، وهو ممسكا بصلة في يده.

وأوضح كيليتشدار أوغلو أن الافتراء والأكاذيب والاحتيال بات الأجندة الرئيسية لتحالف الشعب، الذي يقوده أردوغان.

أضاف: “يعلمون أنه عندما آتي، ستأتي الديمقراطية، وستتدفق الأموال، وستتدفق الاستثمارات، وستنخفض العملات، وستزداد قوتكم الشرائية، وستأتي الوفرة. كل هذا سيحدث بالتأكيد. إذا بقي أردوغان في الحكم، فستكون البصلة التي في يدي بـ 100 ليرة. حتى الآن سعر الكيلو من البصل 30 ليرة. إنهم لا يخجلون. كانوا بحاجة إلى البصل الشجاع”.

خسارة البنك المركزي التركي

ويأتي فقدان البنك المركزي التركي 328.5 مليار ليرة مليار ليرة، بسبب الزيادة في أسعار الصرف، دليلاً آخر بأن الليرة التركية تنهار أمام العملة الأجنبية، وبالتالي زيادة في الانهيار الاقتصادي.

وأنهى البنك المركزي عام 2022 بأرباح 72 مليار و22 مليون ليرة، ومع ذلك، فإن البنك الذي يعاني من عجز في العملات الأجنبية، سجل خسارة في النقد الأجنبي بقيمة 328.5 مليار ليرة بسبب الزيادة في أسعار الصرف.

وحسب الميزانية العمومية المنشورة في الجريدة الرسمية، فإن البنك المركزي سيدفع نحو 21.9 مليار ليرة ضرائب لوزارة الخزانة، والمالية هذا العام، بالإضافة إلى ذلك، سيتم دفع سبعة مليارات و799 مليون ليرة إلى الخزينة مبالغ احتياطية، والصندوق الاحتياطي على حساب الربح سيكون حوالي 9.4 مليار ليرة.

وسيحول البنك المركزي 62.6 مليار المتبقية إلى الخزينة كأرباح بعد تخصيص الصندوق الاحتياطي من أرباحه البالغة 72 مليار ليرة.

خطط جديدة لتوسيع رقعة الاحتلال

تدخلت تركيا عسكريا في شؤون الكثير من الدول، ومنها العراق، ليبيا، أذربيجان وغيرها، وفي سوريا احتلت أجزاء منها كما في عفرين، وسري كانيه، وكري سبي، ولازالت هجمات عبر طائراتها المسيرة، وقصفها المستمر على مناطق الدافع المشروع، فيما يبدو استهداف الأحرار، النهج الذي يتبعه أردوغان وحزبه، واستهداف مطار السليمانية الدولي مؤخراً أحد الشواهد على أن نهجه إجرامي وليس إنسانياً، وهذه كلها تسجل في قائمة الانتهاكات، والجرائم التي يقوم بها ضد الإنسانية.

وصرح أردوغان مؤخراً بأنه يخطط رفع ميزانية صناعة “الدفاع” إلى 75 مليار دولار، وجاء ذلك خلال تسليم سفينة “TCG Anadolu” (تي سي جي الأناضول)، وحفل قطع الصفائح المعدنية لفرقاطات ميلغيم الجديدة.

وكشف أيضاً: “لقد عقدنا الحفل الأول لسفينة TCG Anadolu الخاصة بنا، والتي بدأ بناؤها في 30 أبريل 2016. أتمنى أن تكون “TCG Anadolu” أكبر سفينة عسكرية في بلادنا مفيدة لجيشنا، الآن المرحلة الثانية هي بناء حاملة طائرات كاملة. سنحقق ذلك أيضًا”.

وفي فضح واضح لجرائمه، ومساعيه إلى التدخل في شؤون العالم أجمع، أوضح أردوغان أن “TCG Anadolu” هي أول سفينة حربية من نوعها يمكنها الهبوط، والإقلاع بأكبر طائرات الهليكوبتر والطائرات بدون طيار، مضيفا: “بالدبابات، والعربات البرمائية التي تحملها، ستمكننا هذه السفينة من القيام بعمليات عسكرية في كل ركن من أركان العالم. شارك 131 مقاولًا في هذه السفينة”.

ويذكر أن أردوغان وحزبه قد قاموا بثلاث عمليات احتلالية في سوريا، احتلوا من خلالها عفرين، وسري كانيه، وكري سبي، واستخدامه الطائرات المسيرة في استهداف المدنيين، والقيادين في المنطقة، وكذلك في مناطق الدفاع المشروع؛ ما يكشف نوايا أردوغان بتوسيع رقعة احتلاله.