No Result
View All Result
المشاهدات 1
محمد عزو_
العربة عند سكان ميزولوتاميا “بلاد الرافدين”، كانت تُصنع لأغراض، ولدواعي اجتماعية، واقتصادية، ودينية، وكان لعربات النقل في حياة سكان “بلاد الرافدين” قديماً أهمية كبيرة في حياة النقل والتجارة، فكانت العربة تُربط بالحيوان لجر الحمولات (المطنطرة) فيها، وكان لها أشكال وأحجام متنوعة.
تشير الدراسات الأركيولوجية أن العربة صنعت في ميزوبوتاميا منذ الألف الرابع قبل الميلاد، فأقدم دليل على وجودها قديماً علامة كتابية صورية نفذت على رقيم طيني، تم العثور عليه في مدينة (الوركاء)، وأن علامة رقيم (الوركاء) هذا مشتقة من العلامة الصورية، التي ترمز إلى الزحافة، والمشهد يمثل زحافة يجرها ثوران، وكانت الزحافات، التي تسحبها الثيران في مدينة (أور) خاصة بنقل جثث الموتى إلى “الجبانة” وعند اختراع الدولاب حدث انقلاب في وسائل النقل، وكان ذلك في زمن عصر (الوركاء) ومنها تحولت الزحافة إلى عربة، وذلك من خلال ما أبانته صورة فيها عجلتان مركبة أسفل الزحافة؛ ما يعني أن الرمز الصوري يدل على عربة ذات أربع دواليب أو عجلات؛ وكان (السومريون) قد صنعوا نوعين من العربات “النوع الأول يقوم على عجلتين، والنوع الثاني يقوم على أربع عجلات”، والعجلة صماء، وتبدو عبارة عن قرص صلد، هذه العجلة مكونة من ثلاث أو خمس قطع، وعادة تكون من الخشب القوي، والمتين، وذي نوعية جيدة. هذه القطع تتداخل بعضها ببعض، وعليها شريط نحاسي، وتربط بمسامير نحاسية. ويعود تاريخ صنع العجلات إلى عام/2800/ قبل الميلاد. وهو العام الذي لم يعد فيه الدليل على الرمز الصوري أو الرموز الكتابية، بل على النماذج الواقعية، وهذه النماذج الواقعية تم العثور عليها مدفونة مع موتى (السومريين) وكذلك تم في مقابرهم العثور على نماذج عربات معدنية وفخارية مصغرة. ولما كان للعربة من أهمية عند أهل ميزوبوتاميا، فقد وردت في النصوص الاقتصادية، والأدبية، مثل ملحمة جلجامش ونصها: “تعال يا جلجامش، وكن حبيباً لي، تعال وكن زوجاً لي، وأكون زوجتك، وإني سأعد لك عربة من اللازورد والذهب، عجلاتها من الذهب، وقرناها من البرونز، وستكون لك عفاريت العاصفة، لتشد عليها بدلاً من البغال الضخمة”.
وتشير المصادر الآثارية أن بعض العربات، التي تجرها الثيران كانت مخصصة لدرس بيادر الحبوب عند نهاية الحصيد. وبعض المعلومات الآثارية تشير إلى أن العربات كانت تنقل المواد من الموانئ النهرية إلى المستودعات المتواجدة في المدينة. وكان أيضاً للعربة، وظيفة، حيث تم استخدامها في بعض الاحتفالات والطقوس الدينية، أو لاستخدامات القادة والملوك، والجند أثناء المعارك الحربية. وقد عثر على أقدم المشاهد الفنية صورة على جرة فخارية من موقع خفاجي في العراق، تعود إلى عصر فجر السلالات الثاني، والمشهد يصور عربة ذات عجلتين تجرها أربع حيوانات. ومجمل عربات الألف الثالث تشير إلى أن السومريين لم يستخدموا الحصان لجر عرباتهم بل استخدموا الثيران، والحمير، والبغال.
No Result
View All Result