الطبقة/ عبد المجيد بدر ـ انطلقت فعاليات “ملتقى الفن التشكيلي الخامس” في مدينة الطبقة، يوم السبت 3 أيار 2025، بتنظيم من هيئة الثقافة في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، وذلك تحت شعار “على إيقاع ألوان سورية”. الملتقى يُعقد في مسرح المركز الثقافي في الطبقة، ويستمر لستة أيام. شهد حفل الافتتاح حضور العديد من الشخصيات الهامة، حيث كانت الرئاسة المشتركة للإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا ومقاطعة الطبقة حاضرة، إلى جانب الرئاسة المشتركة لهيئة الثقافة والفن لإقليم شمال وشرق سوريا ومدينة الطبقة، بالإضافة إلى الهيئات والمجالس في الإدارة الذاتية الديمقراطية لمقاطعة الطبقة..
كما تضمن الحفل كلمة ترحيبية للحضور، تلتها دقيقة صمت إجلالاً لأرواح الشهداء. ثم أُلقيت كلمة باسم هيئة الثقافة لإقليم شمال وشرق سوريا من قبل الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة والفن لإقليم شمال وشرق سوريا” سرفراز شريف” التي أكدت في كلمتها على أهمية الفن في بناء مجتمع تعددي يحتفي بجمال التنوع الثقافي والهوية السورية الجامعة.
عقب الكلمة، انطلقت عروض الفنون الشعبية التي شملت رقصات وأغانٍ من التراث الكردي والعربي ، بمشاركة فرقة “أجاويد” للمسرح الراقص والتي تضم فنانين من مختلف المحافظات السورية ومختلف الطوائف جسّدت غنى الموروث الثقافي في سوريا عامة. كما تخلل الحفل فقرة غنائية للفنان سيبان خلات أضفت طابعًا وجدانيًا مميزًا على الأجواء، إضافة لعرض سنفزيون عن أعمال هيئة الثقافة والفن لإقليم شمال وشرق سوريا في العام والمنصرم والعام الحالي.
وفي لفتة داعمة للفنانين المشاركين، تم توزيع صناديق الأدوات الفنية عليهم، كخطوة رمزية لدعم عملية الإبداع طيلة أيام الملتقى. واختُتم الحفل بدعوة جميع الفنانين لصعود خشبة المسرح لالتقاط الصور التذكارية الجماعية.
تنوع جغرافي وفني واسع
سجلت مقاطعة الرقة أعلى نسبة مشاركة بثمانية فنانين، تلتها حلب بأربعة مشاركين، ثم الطبقة، دمشق، وقامشلو بثلاثة فنانين لكل منها. كما شارك فنانون من منبج، الحسكة، القنيطرة، كوباني، واللطيفة. وضم الملتقى كذلك الفنان دلباك تيمو المقيم في الكويت كضيف على الدورة الحالية.
الملتقى يعبّر عن وحدة التنوع السوري
وعلى هامش الملتقى؛ التقت صحيفتنا “روناهي” الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة والفن لإقليم شمال وشرق سوريا “سرفراز شريف” ونوهت في بداية إلى: “أن الملتقى هذا العام يتميز بتنوع المشاركين من مختلف المناطق السورية، حيث تلتقي الفنانون من خلفيات ثقافية وجغرافية متنوعة. كما أن شعار الملتقى “على إيقاع ألوان سورية” يعكس روح الوحدة والتنوع في آن واحد، فكل لوحة وفن يعبر عن جزء من هوية هذا الشعب الغني بالتاريخ والحضارة”.
وأضافت :”أهم ما يميزنا هو التزامنا بدعم الفن والفنانين المحليين. التحدي الأكبر كان في جمع فنانين من مناطق متفرقة، وتنظيم جدول أعمال متنوع يجسد الفنون الشعبية والفنية بكل تنوعها”.
وأشارت “سرفراز” إلى “رسالتنا هي أن الفن هو لغة حوار تجمع بين الشعوب وتحتفي بالاختلاف. نريد من خلال هذا الملتقى أن نظهر للعالم أن سوريا، على الرغم من التحديات التي تمر بها، لا تزال مليئة بالإبداع والطاقات الفنية التي تحتاج فقط إلى الدعم والتشجيع”.
واختتمت حديثها الرئيسة المشتركة لهيئة الثقافة والفن لإقليم شمال وشرق سوريا “سرفراز شريف” عن أهمية الملتقى تحدثت: “الملتقى ليس مجرد عرض فني، بل هو فرصة للتفاعل بين الفنانين والمجتمع المحلي. من خلال ورش العمل والعروض الفنية، يمكن للجميع تعلم تقنيات جديدة وتبادل الخبرات. نحن نؤمن بأن الفن يمكن أن يكون أداة لبناء جسور التواصل وتعزيز الوعي الثقافي”
من كوباني إلى الطبقة.. رحلة تطور وتنوع
ويُعد الملتقى فعالية ثقافية تقام كل عامين، وسبق أن نظمت دوراته السابقة في كوباني (2017 و2023)، الشهباء (2019)، والطبقة وقامشلو (2021). وقد شهد تطورًا تدريجيًا من حيث عدد المشاركين وتنوع المناطق وأساليب العرض.