No Result
View All Result
المشاهدات 2
صلاح الدين مسلم_
أشار القائد والمفكّر عبد الله أوجلان إلى أنّ الرأسمالية ليست نظاماً اقتصاديّاً، ويتوضح في يومنا الراهن أن الرأسمالية نظام استهلاكي وليس إنتاجيّاً أكثر من أي وقت مضى، ويدلّ تطفّل الرأسماليين على تطفّل النظام الرأسمالي أيضاً، فأكثر من أن تكون الرأسمالية نظاماً لتقديم إمكانات وفرص العمل والإنتاج للمجتمع، فإنّ الرأسماليين والذين يدعمون الدولة مُتطفلون إلى درجة التعرّض لمبادئ الشعب واستعماريته كوحش متطفل، ولنترك كون الرأسمال التمويلي الحاكم في النظام الرأسمالي نظاماً اقتصاديّاً، فهو نظام يبعثر ويناهض الاقتصاد، والأزمة الاقتصادية الأخيرة عام 2008 تؤكد الخصوصية الطفيلية للنظام الرأسمالي، وتشتيتها الفعاليات الاقتصادية، بالرغم من أن تلك الفعاليات هي ظاهرة من ظواهر المجتمع الطبيعي.
إنّ دول الشرق الأوسط دول اقتصادية احتكارية ذات رأسماليّة شرقيّة، وكسبت المشروعية وحافظت على احتكاراتها الاقتصادية، وأبرزت القضايا الأمنية والمصلحة العامة للمقدمة، ومشروعية الدولة هي مشروعية الدولة الاحتكارية الاقتصادية، وفي النتيجة لا تعطي المجال للشعب للعمل في المجال الاقتصادي سوى في بضعة أعمال إنتاجية صغيرة ومجالات محدودة النطاق، واحتكرت الاقتصاد بشكلٍ لا مثيل له في التاريخ، وتمارس كل من الدول الاحتكارية والرأسمالية – بشكلٍ متداخل بين بعضها – الاستلاب الاقتصادي والسياسي ضد الشعب، ولم تكن أداة لخدمة مصالح الشعوب في يوم من الأيّام، بل مستهلكة ومتطفلة، فالدولة الاحتكارية هي الدولة المتطفلة، ووحش استهلاكي عملاق، وتمارس الدول الاحتكارية في الشرق الأوسط في عمالة سيئة مع الدول الاحتكارية الرأسمالية.
إنّ السلطة تمهيد للوصول إلى المزيد من السلطة، والدولة تُفسِح المجال أمام مزيد من الدولة، وكلّ قوّة تحتاج إلى المزيد من القوّة، وبالتالي إلى تقوية الدولة، فالإدارة في المجتمع الزراعي تحوّلت إلى سلطة وتسلّط، وتحوّلت السلطة إلى قوّة، والقوّة تحتاج إلى دولة، والدولة تحتاج إلى قانون ودين واحتكار وملكية وسلطة وقوّة وطبقات، وهي لا تمتلك الدين فتسرق دين المجتمع وتحوّله إلى دين سلطويّ متناسب مع الملكية والطبقات، وتسرق الاقتصاد وتحوّله إلى احتكار، وكلّ احتكار يعني قوّة، وسرقة كلّ مقدّرات المجتمع ومصطلحاته وتحويلها إلى فائض إنتاج، ووسائل لزيادة الإنتاج، حتّى غدت الدولة إلهاً، وتحوّل رأس الهرم حامي الإله، وقد اندمج رأس الهرم بالدولة، وصار هو الإله.
وأضحت كلّ التعريفات تدور حول أزليّة الدولة، وعلى أنّها قوّة الحلّ التي لا حلّ سواها، ويربطون الصلاح أو الفساد بمسألة صلاح الملك، فدائماً يبحثون عن الملك الصالح أو الرئيس الصالح، قال ميخائيل باكونين: “إنّ أكثر الناس ديمقراطيّة يصبح دكتاتوراً بعد أربع وعشرين ساعة من استلامه السلطة”.
لقد شبّه (العهد القديم) التوراة: ظهور الدولة بظهور اللوياثان من أعماق البحر، ويتابع التوراة إذا لم نتحكم به ونكبح جماحه، فسيفترس الجميع، وهو أعمق تحليل لظاهرة الدولة التي تعدّ الخطر الذي لا يُكبح جماحه وتهوّره، وما هذا التنين (الوحش الأسطوريّ الذي يقدّسه الصينيون) إلّا استذكار بالسلطة التي تنفث النار من فمها.
No Result
View All Result