No Result
View All Result
المشاهدات 2
الخبز السياحي أم خبز المغلوبين على أمرهم، تبقى مشكلة الخبز تُطاردنا ونحن نطارد ربطة الخبز، من الفرن إلى الكومين إلى الأكشاك، وجلالة ربطة الخبز المتمرّدة لا تتقيّد بوقت معين، تزور الحارات منتصف الليل تارةً، ووقت الفجر أحياناً وعصر اليوم التالي إن شاءت، وكأنها تتعمّد أن نشتاق إليها، ولا تتقيّد بسعر وكأنها من سلالة نادرة؛ يرتفع مهرها مع هلال كل شهر وغيابه.
تأتي المصونة بأرغفة كأنها خارجة من حرب المغول، وقد تأتي بملامح مُحترقة كأنما تم إنقاذها من محرقة أو أنها قد اُنتشِلت من تحت الأنقاض للتو.
لا تسمح جلالة الربطة لأحد بالسؤال عن سبب غيابها ولا عن أسباب رفع مهرها، فتغيب عن عالم المواد المدعومة، وتختفي عن موائد الأُسر المحرومة، بينما بطاقة شرف اللقاء بها “تبقى للذكرى”.
تنبري جلالة الملكة السياحية، وكأنها تحتوي على إكسير الحياة، وتتبع دورات للرجيم فيخف وزنها، وتتدلل فيعلو كل أسبوع سعرها، لتكون ملاذ من لم يحصل على الخبز العادي، بعد معركة تشترك بها الرؤوس والأيادي، ويبتاع المغلوب على أمره “ربطة” لتفرغ من الراتب “الشنطة” قبل أن ينتاب التعيس نوبة جلطة.
ربطة تسمى “بالسياحية” لكنها ربطات “ربحيّة” لا يلجأ لاقتنائها إلا تعيس مغلوب على أمره وبأسه، وكلما ارتفع سعرها تسببت في وقوف شعر رأسه.
والحق يا صديقي الجائع ويا صاحب الطلب، أني أرى في أمرنا العجب، لعل الزمن بنا يدور، لأيام الصاج والتنور… يجمعنا الحب والوئام… وأحاديث الشتاء حول صوبة الحطب… ويا “حوينة العتب”..!
No Result
View All Result