قامشلو/ علي خضير –
يشهد عيد النَّوروز هذا العام مرور خمسين عاماً على النِّضال التحرري الكردستاني، والذي سيبقى رمزاً للرّبيع، والفرح، والنِّضال، والتّضامن، والتآخي بين شعوب المنطقة، وتصميماً على المقاومة، واستمراراً للشعوب في المطالبة بالحرية الجسدية لقائد النضال والمقاومة عبد الله أوجلان.
يحتفل ما يزيد عن 300 مليون شخص بعيد النوروز حول العالم، حسب منظمة اليونسكو، التي أدرجت العيد في قائمة التراث الثقافي للبشرية عام 2009، لكن لم يكن النوروز دائماً محط ترحيب لدى السُّلطات، والحكومات الاستبدادية المتعاقبة على مرِّ الزَّمن، فقد كان محظوراً في العديد من البلدان، وخاصَّةً في سوريا، وفي تركيا. لكن، رغم ذلك كان الأهالي يقيمون الاحتفالات في ليلة النوروز بالمسيرات، وإشعال النيران عند الغروب، وسط إجراءات أمنية مشددة في المناطق ذات الغالبية الكردية، في كل من تركيا، وسوريا، أمَّا في ظل تأسيس الإدارة الذاتية الدِّيمقراطية في شمال شرق سوريا، أصبحت احتفالات النوروز تحظى بمشاركة كم هائل من الشعوب بمختلف أطيافها.
النوروز بين الماضي والحاضر
وضمن السياق ذاته، التقت صحيفتنا النَّاطق باسم المبادرة السُّورية لحرِّية القائد عبد الله أوجلان، فرزندا منذر، الذي أوضح الفرق بين النوروز في ظل سلطة النظام السوري على المنطقة سابقاً، وفي الوقت الحالي في ظل الإدارة الذاتية الديمقراطية: “هناك فرق بين أعياد النوروز سابقاً، وفي الوقت الحاضر، وخاصة بعد ثورة روج آفا، حيث كان النظام السوري هو الحاكم في الوقت السابق، وكانت هناك قيود، وبالرغم من ذلك كانت هناك مشاركة واسعة بعيد النوروز من الشعوب المختلفة في سوريا، ولكن بنسبة قليلة بسبب منع النظام السوري الاحتفالات به، فبعد الأزمة السورية وثورة روج آفا وتشكيل الإدارة الذاتية الديمقراطية، أصبح الاحتفال بالنوروز أكثر حرِّيَّة، ليس فقط للشعب الكردي، إنَّما للشعوب المنطقة كافة، لأن المعنى الأساسي لاسم النوروز، هو عيد الشعوب وتحريرها”.
وتابع منذر: “لقد تحقَّق عيد النوروز لأوَّل مرة في عام 612 قبل الميلاد، ولم يكن الاحتفال به تحرير الشَّعب الكردي فقط، إنما تحرير الشعوب من الظلم والاستبداد، وذلك بالاحتفال بنوروز لأول مرة منذ 50 سنة في أنقرة، من خلال مقولة: “انعدام الحرية يتطلب الحرية” حيث كانت حرية الشعب الكردي في ذلك الوقت مهدورة، حينها توسّع فكر القائد أوجلان، وأصبح بشكل عام يطالب بفيدرالية وديمقراطية الشرق الأوسط، وأيضاً كان يطالب بحرية وديمقراطية عالمية، لكل الدُّول وأسماها “الكونفدرالية العالمية””.
نوروز تجلى في روح مقاومة مظلوم دوغان
وأشار منذر: “على هذا الأساس قد تُبُنِّي النوروز على روح المقاومة والانتفاضة عن طريق الشهيد (مظلوم دوغان) في السجون التركية، حيث قام آنذاك بإشعال نار النوروز بثلاثة أعواد من الكبريت، وهو في السجن، حيث أصبح آمد أحد قلاع المقاومة، ومن ثم قلعة آمد، فقامت الشهيدة (زكية آلكان) بإضرام النار، وبعدها (راهشان) ومن ثم في أوروبا الشهيدتان (روناهي، وبيريفان)، فهذه الأعمال والملاحم، التي أقيمت في النوروز هي صرخة تجاه الظلم، فالشهيد مظلوم دوغان، والذي سمِّي بـ “كاوى العصر” رفض سياسة الإنكار والتهميش بحق الشعوب المظلومة، من كرد وعرب، وشركس، واللاز، وأرمن، وسريان، تلك الوقفة أدت لانبعاث ثانٍ بين الثقافات، والشعوب”.
واستكمل منذر: “اليوم أيضاً نرى أنَّ النوروز في هذه الأيام يأخذ معناه الحقيقي؛ لأنَّه عيد الأخوَّة والمحبَّة بين الشعوب، والانبعاث، والوقوف ضدَّ الظلم، لأنَّ هدف الأنظمة الظالمة المستبدة هو إبعاد الشعوب عن أهدافهم في التآخي، والسلام فيما بينهم، وهدف النوروز هو محاربة هذه الأنظمة وسياساتها الاستبدادية، والقمعية، والمفرِّقة بين أخوَّة الشعوب”.
رسالة النوروز هذا العام
وأوضح منذر: “فكر القائد عبد الله أوجلان يعطي المعنى الحقيقي لعيد النوروز، وبالتالي النوروز عيد الثَّقافات، والأمم بالعيش المشترك، ونحن على ثقة بأن النوروز هذا العام سيكون متميزاً في كردستان، والشرق الأوسط، وفي كل مكان، والكل ينادي بحرية القائد عبد الله أوجلان، لأن حريته تساهم في السلام، والديمقراطية في الشرق الأوسط، وإنهاء الظلم، وإنهاء ظلم ضحَّاك العصر أردوغان، الذي أصبح بلاءً على الشعوب والأمم، وحتَّى على الشعب التركي، فعلى هذا الأساس نطالب شعوبنا وكل المجتمعات، التي تحتفل بعيد النوروز، أن يطالبوا بحرية القائد أوجلان، التي تؤدي بدورها الى تحقيق الحرية والديمقراطية في الشرق الأوسط، وإنهاء استبداد الأنظمة في المنطقة عامة”.
واختتم فرزندا منذر حديثه: “ندعو، ونناشد الشعوب في شمال وشرق سوريا، أن يكون شعارها هو “النوروز حرية القائد عبد الله أوجلان”، ليسمع الكل، وليدرك أنَّ القادة العظماء، والذين يناضلون من أجل شعوبهم، من واجب تلك الشعوب أن تناضل من أجل تحقيق حريتهم، ونحن في المبادرة السورية نبذل قصارى جهدنا، وبفعاليات مختلفة لأنهاء العزلة على القائد، فالظروف التي يعيشها القائد أوجلان في السجن، ظروف قاسية للغاية، لأنه منذ 25عاماً وهو محروم من أبسط حقوقه، التي نصَّ عليها ميثاق الأمم المتحدة، وجنيف، وقواعد نيلسون مانديلا، التي أصبحت قواعد للأمم المتحدة، حيث يتم تطبيق عزلة مطلقة عليه، ولهذا نقول لشعوبنا: أن يرفعوا أصواتهم لأجل حرية القائد عبد الله أوجلان الجسدية”.
