في الذكرى الخامسة لاحتلال مدينتهم مُهجرو عفرين يؤكدون على مواصلة النضال حتى التحرير والعودة

روناهي/ الشهباء –

خرج الآلاف من مهجري عفرين، تنديداً بالذكرى السنوية الخامسة لاحتلال مدينتهم من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، مجددين العهد على مواصلة المقاومة حتى تحرير أرضهم.

تظاهر الآلاف من مهجري عفرين السبت في الثامن عشر من آذار الجاري تنديداً بالذكرى السنوية الخامسة لاحتلال مدينتهم من قبل المحتل التركي ومرتزقته، والذي يصادف الثامن عشر من آذار، وانضم إلى التظاهرة أهالي الشهباء مؤسسات الإدارة الذاتية والأحزاب السياسية كافة.

وتُجمع المتظاهرون في مفرق الطريق الواصل بين قرية أم حوش والمؤدي إلى ناحية أحرص التابعة لمقاطعة الشهباء، حاملين صور الشهداء وصور مجزرة الأطفال، ويافطات كُتِب عليها” عفرين لنا وستبقى لنا، سنصعِّد من وتيرة المقاومة وندحر الاحتلال، أردوغان يقتل أطفالنا، التغيير الديمغرافي وبناء المستوطنات جريمة بحق شعوب المنطقة وتاريخها، لا للصمت الدولي على جرائم المحتل التركي ومرتزقته”، وحمل أغصان الزيتون التي ترمز لمدينة عفرين وتمسك أهلها بالأرض والزيتون.

واستمرت التظاهرة وسط ترديد المتظاهرين لشعارات تُحيي مقاومة العصر، وتطالب بإنهاء الاحتلال، إلى أن أن وصلت إلى مزار شهداء مقاومة العصر الواقعة في ناحية أحرص.

بعد الوقوف دقيقة صمت، أُلقيت كلمة باسم الإدارة الذاتية لمقاطعة عفرين والشهباء، من قبل سليمان جعفر، حيث استذكر في بداية حديثه شهداء مقاومة العصر وجميع شهداء درب الحرية.

وحول مرور العام الخامس لاحتلال عفرين، واستمرار الجرائم في المنطقة، قال جعفر: “يمر العام الخامس على احتلال مدينة الزيتون والسلام، وما زال المحتل التركي يرتكب فيها وبشكلٍ يومي أفظع الجرائم، من قتل وخطف وتدمير لمعالم المنطقة وآثارها، ويستمر في تغيير سياسة المنطقة في خطوة ممنهجة لتغيير ديمغرافي شامل لهوية المنطقة وجغرافيتها، احتلال عفرين لم يكن عملية عسكرية، إنما إبادة لوجودنا وكل ما يمت للعفريين وثقافتهم وهويتهم”.

واستنكر جعفر الصمت الدولي الداعم للاحتلال التركي ومرتزقته، قائلاً: “المجتمع الدولي مسؤول أمام ما يحدث في عفرين وجميع المناطق المحتلة، احتلال عفرين جاء بضوء أخضر من روسيا، وعدة دول أخرى، وهم المسؤولون عن إراقة دماء الآلاف من أبناء عفرين وشعوب المنطقة، وصمتهم دليل أكبر على مشاركتهم مع تركيا، الخزي والعار لمن يُسمون أنفسهم منظمات إنسانية يدافعون عن الحقوق، فكلُ منهم يقف وراء مصلحته على حساب دماء وأرواح الأبرياء”.

وفي نهاية حديثه، حيّا سليمان جعفر المقاومة البطولية لمهجري عفرين، وقال: “إنَنا ندرك سبب بقائنا في مناطق الشهباء، وتحملنا جميع الظروف الصعبة التي نمر بها، فهجمات المحتل التركي لم تتوقف مع احتلال عفرين، فهي كل يوم تستهدف مناطق الشهباء، ومن جانب آخر حكومة دمشق تحاصرنا، في سبيل أن نرضخ لسياساتهم، وهي وسيلة لإفراغ مقاومتنا وكسر إرادتنا، لكن هذه المقاومة وحدها قادرة لأن تُفشِل جميع هذه المخططات، فلن نقبل الذل والخنوع، وستستمر مقاومتنا حتى تحرير أرضنا من رجس المرتزقة، الخزي والعار لهم، وتحيا مقاومة العصر”.

فيما أُلقيت كلمة باسم مجلس عوائل الشهداء لمقاطعة عفرين والشهباء، من قبل فاطمة جمو، والتي تحدثت قائلةً: “إنَ مدينة عفرين، كانت نموذجاً للتعايش المشترك، وحضنت الآلاف من الفارين من الصراع والحرب من كامل المدن السوريّة، واستطاعت أن تكون الملاذ الآمن لهم، وكانت مدينة الأمن والأمان، وباستهداف المحتل لها، أراد استهداف المشروع الديمقراطي وأخوّة الشعوب”.

واختتمت فاطمة جمو حديثها بقولها: “التلاحم وتوحيد الصف بين جميع الشعوب سيكون الرد الأقوى على الاحتلال، بات التلاحم الكردي والعربي والتركماني والسرياني، مثالاً يُحتذى به، والمشروع الديمقراطي الذي طرحه القائد العظيم القائد أوجلان، هو الرد الأقوى في وجه العدو وجميع الأنظمة الاستبدادية والفاشية، عاشت الديمقراطية، والعار للخيانة والاحتلال”.

وانتهت التظاهرة بترديد الشعارات التي تُحيّي مقاومة العصر وتؤكد على استمرار المقاومة حتى التحرير.