No Result
View All Result
المشاهدات 1
الشهباء/ فريدة عمر ـ
ما تعرّضت له النساء عموما في عفرين يندى له جبين الإنسانية، والعالم المتحضر، فقد مورست عليهن أساليب القمع، والعنف، والجبروت الإرهابي في مختلف مناطق عفرين، ومن ذلك قصة ميديا وهي إحدى النساء العفرينيات، التي كانت شاهدة على تلك الجرائم، وخاصة ما يُسمى بمرتزقة السلطان مراد فقد اعتقلتها مرتين، لتنجو هاربة منهم إلى الشهباء حيث الأمن والأمان.
في الثامن عشر من آذار/ مارس تصادف الذكرى السنوية الخامسة لاحتلال مقاطعة عفرين من المحتل التركي ومرتزقة، وهم ما يسمون بـ “الجيش الوطني السوري”، الذين ارتكبوا فيها أبشع الجرائم، والانتهاكات، ومازالت هذه الجرائم تتكرر بشكل يومي أمام أنظار العالم أجمع.
وتزداد الروايات، والأحاديث، والشهادات المختلفة بلسان النساء، والأهالي في مقاطعة عفرين المحتلة يومًا بعد آخر، جميعها تروي وحشية الاحتلال التركي، ومرتزقته، والجرائم، التي ترتكب بحق أهالي عفرين.
ميديا عيسى، إحدى النساء الناجيات من العنف والظلم الممارسين في عفرين المحتلة، أمٌ لطفلتين، ومن قرية جقماقة التابعة لناحية راجو. اعتقلت ميديا مرتين، على يد مرتزقة السلطان مراد، وبقيت في التحقيق لساعات طويلة، بحجة أن زوجها يمتلك سلاحاً.

كل امرأة لاقت صنوفًا من التعذيب
وتروي ميديا تفاصيل ما تمر به النساء هنالك من ظلم وقهر وامتهان: “إنَ اللحظات، التي عشتها هنالك كانت دائما مبنية على الخوف والقلق، فلا يوجد هنالك امرأة، ولم تتعرض للعنف، فقد تعرضت العشرات من النساء لحالات القتل، والاغتصاب، والسجن والابتزاز، فكل امرأة لاقت صنوفا من التعذيب على يد المرتزقة هنالك، لا يمر يوم دون أن تعتقل، أو تُغتصب امرأة”.
وتابعت ميديا حديثها، في سرد تفاصيل معاناتها أكثر، على يد زوجها، الذي انضم للمرتزقة: “زوجي لا يفرق كثيرا عنهم، فانضم إلى المرتزقة، وتزوج امرأة من عوائل المرتزقة، كان يضربني بشكل يومي، كان كل يومٍ بالنسبة لي كابوساً مرعباً، صدقا لا أستطيع ببضع كلمات أن أعبر عن مدى بشاعة ما عشته هنالك”.
من بين فكي الموت نحو الأمان
و”استطعت أخيرا الوصول إلى حيث يوجد الأمان”، هكذا قالت ميديا حينما وصفت لحظة وصولها إلى مقاطعة الشهباء: “لم أستطع تحمل ما يحدث، استطعت أخيرا التخلص من الموت والذل، والوصول إلى حيث الأمن والأمان، والآن أقطن في مخيم برخدان، نجوت من يد هؤلاء الأوغاد، ومن بشاعة جرائمهم”.
فيما عبَّرت ميديا، في ختام حديثها، عن مدى حزنها لترك طفلتيها هناك، لأن والدهما لم يسمح أن تأخذهما معها: “صحيح أنني نجوت، لكني لم أستطع أن أنقذ طفلتيّ، سيكبرنّ مع تلك الجرائم، محرومات من طفولتهما، ومن أبسط حقوقهما في العيش بأمان وسلام، كما هو حال آلاف الأطفال والنساء وكل عفرينيٍ، يعيش كل يومٍ بين جرائم الإبادة، والأفعال اللاإنسانية للمحتل التركي، أتمنى أن تنتصر إرادتنا، ونحقق النصر، وأن تتخلص عفرين، وأهلها من ظلم أولئك المغتصبين، وأن نرجع بكرامة إلى أرضنا ووطننا”.
ويشار إلى أنَ، إحصائيات جرائم الاحتلال التركي في عفرين تزيد عن 8376 حالة خطف، وتم توثيق 670 حالة استشهاد مواطنين في عفرين، قُتل بينهم 93 تحت التعذيب، وقتل أكثر من 95 طفلا، و86 امرأة، وسبع حالات انتحار، و71 حالة اعتداء جنسي.

No Result
View All Result