روناهي/ منبج ـ
تمتزج أعياد المرأة بمناطق شمال وشرق سوريا عامة وبمنبج خاصة، بالثورة التي أوصلت النساء عموما إلى القيادات العسكرية والسياسية، وكانت المرأة العامل المشترك الأكبر لشعار «المرأة… الحياة… الحرية». فهو الذي أعطاها رؤية واضحة لدورها في الحياة الحرة، التي تؤمن لها حقوقها الديمقراطية.
وتحتفل نساء العالم ومنبج خاصة باليوم العالمي للمرأة المصادف الثامن من آذار/ مارس لما له من رمزية في نضال المرأة، هذا اليوم الذي خلق لها فرصة التعرف إلى منهاج حياتها التشاركية ضمن ثورة روج آفا التي حققت له الانتماء إلى شخصيتها القيمة.
في هذا السياق، التقت صحيفتنا «روناهي» نائبة مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل، “بثينة حسن“، للحديث حول واقع المرأة التي وصلت إليه في مناطق شمال وشرق سوريا عامةً.
اختلاف في تناول قضايا الفكر
وعن مكتسبات المرأة في منبج، تقول نائبة مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل:” المرأة بمنبج خلال الاثني عشر عاماً الماضية، ثارت على واقعها المظلم، لا سيما مع انطلاق ثورة المرأة بروج آفا، وتكريس فكر الأمة الديمقراطية نهجاً ومنهجاً وأساساً لحياتها النظرية والعملية”.
وتضيف: “اختلفت المرأة جذرياً في تناولها لقضايا وعيها، وحقوقها المسلوبة على يد الرجل أولاً والدولة القومية ثانياً، هنالك محظورات ليس بوسع المرأة في السابق الاقتراب منها مثل المشاركة السياسية والعسكرية والاقتصادية، وغيرها من المجالات التي هي بالأصل حكراً على الرجل”.
من فراغ الذات إلى نهضة
وتصف بثينة: “تاريخ سوريا القديم كانت المرأة فيه بعيدة كل البعد عن أي حراك ثوري خاصةً السياسي، باعتبار أن المشاركة مخصصة لرموز معينة تخضع للرجل وحده”.
وعن موقع المرأة في الحراك الثوري، ذكرت: “الأحداث السورية والمراحل، التي مرت بها المرأة بشكل عام سواء كانت خلال مرحلة ما يسمى بالجيش الحر، أو مرتزقة داعش، والأحداث التالية المليئة بالانتهاكات بحق المرأة بشكل خاص، الأمر الذي أدى لتحفيز المرأة العربية على النهوض، والثورة، والاستفادة من تجربة المرأة الكردية، ما شجعها على الخوض بالمجال السياسي، والإداري، والعسكري، وأحياناً كثيرة بأماكن صنع القرار”. وأردفت: “المرأة السورية تركت بصمتها بالثورة السورية ولهذا لا يزال بعضهن بسجون نظام الأسد لأنهن يرفضن الواقع السياسي والأنظمة الحاكمة في الوقت الحاضر، تصحيح المسار الثوري حققته ثورة روج آفا بشمال وشرق سوريا، التي هيأت الفرصة للمرأة العربية لكسر النمطية، والعادات والتقاليد والعرف العشائري، والمجتمع يعلم الآن أن لا نهضة دون امرأة حرة ذات كيان منظم، وكيان له أهمية في المجتمع”.
ومن مقام البيادق إلى طليعة الخنادق
وتابعت: “ثورة المرأة صرخة شديدة بوجه الظلم والعنف، الذي لحق بالمرأة طيلة قرون، وأصبحت المرأة مع مرور الوقت قيادية، ورمزاً من رموز هذه الثورة المباركة، ومن مقام البيادق إلى طليعة الخنادق مع الرجل جنباً إلى جنب”.
وتؤكد: “إن واقع المرأة بمنبج وباقي مناطق شمال وشرق سوريا بخلاف مناطق حكومة دمشق أو مناطق الخاضعة لسيطرة الاحتلال التركي، أفضل حالاً وبطور مستمر بالصعود نحو التحرر وقد تخطت الدرجة الأولى، لكنها لا زالت تتطلع بالحرية التامة”.
وفي نهاية حديثها، قالت نائبة مجلس المرأة في حزب سوريا المستقبل، بثينة حسن: “بالرغم من كثرة التحديات تجاه المرأة، التي تتطلب منها تجاوز المرحلة الحرجة إلى شط الأمان من خلال الوقوف على أخطائنا، وتطوير ذاتنا، وتحقيق أهدافنا”.
