سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

سرُّ الخلود

مي رضوان السلوم /كاتبة سورية/.

د: محمد فتحي عبد العال /كاتب وباحث مصري/

عمر: غلامٌ، يافعٌ، فضولي، يهوى المعرفة، وقراءة القصص، ففي إحدى المرات، ذهب لمكتبة والده “محمد”، العامرة بالكتب، وإذا الجد “فتحي”، جالس صباحاً،  معه كلبه الصغير، يسمع صوت سقوط رف كامل من الكتب، وهمسات أنين، ووجع صادر من مكتبة ولده، فتعجب الجد واستغرب!، فليس من عادة ولده الاستيقاظ في هذه الساعة المبكرة، والمكوث بالمكتبة، فدلف إلى داخل المكتبة ليجد حفيده “عمر” ملقى على الأرض، والكتب مبعثرة، وأثار الفوضى تشيع  بالمكان، ومن ثم جاءت الأم (مي) مسرعة، وقد بدت علامات الغضب على محياها، وراحت تعنّف ابنها عمر قائلة: أخبرني أيها المشاغب، ماذا تفعل بمكتب والدك؟ فسيغضب منك عندما يعود؟!

رد عمر خائفاً: احتاج لمعرفة صدق قصة رواها لي صديقي (حجاج) بالمدرسة يا أمي، فقد روى لي أن رجلاً من أولياء الله، ذكره الله لا يموت أبداً، وأنا أريد أن أحيا مثله، حينها، ضحك الجد وقال: تعال يا عمر أروي لك قصته.

فرح عمر، وغادر مع جده المكتبة، فيما بقيت الأم، ترتب الفوضى، وهي ترمقهما بمحبة وسرور، حيث كان عمر يسرع الخطا بجوار جده العجوز، وهو يحمل شوق الفضول بين جوانحه، فلقد صار على بعد خطوات قليلة من معرفة قصة الولي الخارق.

بدأ الجد حديثه: ما قصده زميلك يا بني، هو “سيدنا الخضر”، وقد جاء ذكره في جميع الديانات السماوية، والحضارات الإنسانية، وإن اختلفت المسميات والأدوار أيضاً، فمن الرواة من قال: إنه نبي، ومنهم من زعم، أنه ولي من أولياء الله في الأرض، ومنهم من قال: إنه يملك السر الإلهي لإنقاذ الناس، ومنهم من قال: إنه حارس البحر.

سأل عمر: من يكن والده، ومتى ولد يا جدي؟

أجاب الجد: وفي هذا اختلاف أيضاً، فبعضهم قالوا: إنه من صلب آدم، وآخرون قالوا: إنه “قابيل” ابن آدم عليه السلام، وآخرون قالوا: إنه سيدنا “اليسوع” نبي الله عليه السلام، ومنهم من قال: إنه من سبط هارون، وقيل: إنه ابن بنت فرعون، وقيل ابن فرعون من صلبه، وقيل: إنه الرجل الذي ذكره الله تعالى في سورة البقرة، بأن الله أماته مائة عام، ثم أحياه، وكثيراً من الأقاويل الأخرى، والعلم في حقيقة قصته، عند الله.

وسأل عمر: يا للعجب! وهل اسمه “الخضر” حقاً؟

أجاب الجد: قيل إن اسمه الخضر، لإشراقة وجهه، وقيل: إنه تسميةٌ، وقد لحق به من فرط كرمه، فما جلس على فروة بيضاء، إلا وصارت خضراء، وهذا حسب ما قيل عنه أيضاً.

قال عمر: لقد حدثني صديقي، إن له قصة مع سيدنا “موسى”، لكن انقضى الدوام الدراسي، ولم يكمل لي قصته، فهل بإمكانك أن تقصها علي؟

رد الجد: بالتأكيد يا بني، على الرحب والسعة، ففي زمن بعيد، وقف سيدنا “موسى” عليه السلام خطيباً بالناس، فسألوه من أعلم الناس؟، فرد سيدنا موسى بثقة: أنا أعلم الناس، فعتب عليه الله، وأوحى إليه، أن هناك رجلاً في مجمع البحرين أعلم منه، فسأل موسى الله، وقد كان كليمه، عن كيفية ملاقاة الخضر: فأوحى إليه، أن يأخذ معه حوتاً عند مجمع البحرين، وحيث يفقد الحوت يكون الخضر هناك.

حيث انطلق سيدنا موسى عليه السلام، وبصحبته فتاه (يوشع بن نون)، إلى مجمع البحرين يحملان الحوت، فأدركهما سبات نوم عميق، وإذا بالحوت يضطرب ويعود سابحاً، حياً في البحر، وقد رآه “يوشع”، ولكنه نسي إخبار موسى عليه السلام الأمر، حتى ابتعدا عن المكان فترة، فطفقا يبحثان عنه، متبعين الأثر، حتى عادا مرة أخرى إلى الصخرة التي ناما عليها، فإذا برجل مسجى بثوب، فقال سيدنا موسى معرفاً نفسه: أنا موسى، وهنا رد الرجل: موسى بني إسرائيل؟، فأجاب موسى، وقد أدرك أنه أمام الخضر: نعم، وجئت إليك لتعلمني مما عُلِّمت رشدا.

فأجابه الخضر: لن تستطيع معي صبرا، وكيف تصبر على أمورٍ أنا أعلم غيبها، والغاية منها، وقد أطلعني الله عليها، وأنت لا تعلم، ولم تحط بها خبرا، لكن موسى وعده بأن يصحبه صابراً، دون أن يلاحقه بكثرة السؤال، وبدأ سيدنا موسى رحلته مع الخضر، ومشيا حتى الشاطئ،  فإذا بسفينةٍ مارة، فأخذوا الخضر، وكانوا يعرفونه، وبصحبته موسى، ورفضوا تقاضي أي أجرٍ منهما، وبينما كانا على السفينة، فوجيء سيدنا موسى بالخضر يقتلع أحد ألواح السفينة مخرباً إياها، فتعجب لفعله، فقد أظهر أصحاب السفينة من الكرم والإحسان والحفاوة، ما يتنافى مع ردة فعل الخضر مقابل هذا الإحسان،  وبادر موسى لسؤاله عن السبب فقال الخضر: ألم أقل لك: إنك لن تستطيع معي صبرا.

 قال عمر: غريب حقاً فعله يا جدي، فلمَ يخرب السفينة؟

أجاب الجد ضاحكاً: هذا طبع الإنسان، عجول بالفطرة يا عمر، تمهل يا بني، فالخضر رجل صالح، وبالتأكيد فعله لن يكون إلا لمغزى ذي شأن وحكمة.

فضحك عمر، وقال: أتجدني لن أستطيع صبراً أنا أيضاً؟

رد الجد وقال: هكذا نظرة الإنسان قاصرة، ليس لها سوى الأسباب الظاهرة، أما لطف الله، وآياته الباطنة، وتدبيره المحكم، فهي أمور غيبية، لا يراها الجميع إلا من يخصه الله بعلمه، كما علم الخضر.

ثم سأل عمر: وماذا حدث بعد ذلك ؟!

الجد: طلب سيدنا موسى من الخضر أن يسامحه على عدم صبره، عندما وعده بعدم السؤال مرة أخرى، وعندما نزلا من السفينة، وبينما كانا يمشيان، رأى الخضر غلاماً يلعب، وإذ به يقترب منه، ويقتله، فعاد موسى لدهشته مما يجري، وقتل الخضر لنفس زكية دون جريرة، فكرر الخضر قوله: ألم أقل لك: إنك لن تستطيع معي صبرا، فكرر موسى اعتذاره مرة أخرى، واعداً الخضر أن تكون المرة الأخيرة، ولكن نفسه ظلت تواقة لمعرفة السر فيما يجري، وقد  أصابت نفسه مشاعر متباينة، من الفضول والغضب والاستغراب، ولكنه يجب أن يتحلى بالصبر حتى تنجلّى أمامه حقائق الأمور.

واستمر الرجلان في رحلتهما، حتى وصلا إلى قريةٍ، حيث طلب الخضر من أهلها طعاماً وماء، فرفضوا إعطاءهم أي شيء، فجلسا عند جدار مائل، على وشك التداعي والانهيار، حيث شمّر الخضر عن ساعديه وأعاد بنيانه.

قال عمر: غريب أمر الخضر!، فقد أتلف السفينة لمن أسدوا إليه معروفاً، بينما يقيم بنيان من رفضوا مساعدته.

قال الجد: ألم أقل لك مهلاً يا بني، هذا أثار شعور موسى، فنسي وعده وبادر لسؤال الخضر: لما فعله، وهم لم يعطونا أجراً؟

سأل عمر: وماذا كانت ردة فعل الخضر يا جدي؟

قال الجد: لقد أماط الخضر اللثام عن حقيقة المشاهد، التي أثارت استغراب موسى، ودهشته، وقد جاء ذكر ذلك في سورة الكهف في قوله تعالى: “أَمَّا السَّفِينَةُ، فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ، فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا، وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا، وَأَمَّا الْغُلَامُ، فَكَانَ أَبَوَاهُ مُؤْمِنَيْنِ، فَخَشِينَا أَنْ يُرْهِقَهُمَا طُغْيَانًا وَكُفْرًا،  فَأَرَدْنَا أَنْ يُبْدِلَهُمَا رَبُّهُمَا خَيْرًا مِنْهُ زَكَاةً، وَأَقْرَبَ رُحْمًا، وَأَمَّا الْجِدَارُ، فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ، وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا، وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا، فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا، وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا، رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ، وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي، ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرًا”.

فهل فهمت يا بني العبرة، فالإنسان الذي لا يملك العلم بالشيء، قد يستغرب وقوع بعض الأذى الظاهر ببعض الناس، بينما في باطنه الرحمة، وفي حقيقته لطف الله، ومحبته لعباده، وهذا ما أصاب سيدنا موسى، وشرحه له الخضر.

عمر: رائعٌ حقاً، ولكن لما لا يموت سيدنا الخضر أبداً؟

الجد: أعطاه الله العلم، والقوة، والخلود، ليساعد الناس يا بني.

عمر: أتمنى يا جدي أن أكون مثل الخضر، قوياً ولا أموت أبداً، وأساعد الناس.

ثم جاء “محمد” والد عمر، ورأى ولده يلعب ويهتف: أنا مثل الخضر، قوياً لا أموت أبداً، فاستغرب من كلامه، وهو كعادته يحب لابنه معرفة الحقائق العلمية المثبتة فدعاه لمكتبته.

فلبى عمر نداء والده، وجلسا بالمكتبة يتحدثان، فقال محمد لولده عمر: لا أحد يا بني يمكنه العيش أبداً، هذا محال.

أجاب عمر: ولكن الخضر باقٍ يا أبي، كما أخبرني جدي وصديقي.

الأب: الخضر باقٍ بعمله، وأثره بين الناس يا بني، أما جسده فكلا، فبأعمالنا العظيمة يا بني، نستطيع أن نحيا دائمين في مجتمعاتنا، وأوطاننا، وفي أوساط محبينا.

حزن عمر، فقال له والده: هل تدري أننا بخطوات صحية بسيطة نستطيع أن نحيا طويلاً، وليس أبداً يا عمر؟!

عمر باستغراب: وكيف يا أبي؟!

الأب: هذا هو دور العلم، فإذا لاحظت مثلاً، نصائح الأطباء لجدك (فتحي)، في الالتزام بالحمية الغذائية، المنخفضة البروتين، والحد من السعرات الحرارية، والتقليل من تناول اللحوم، وخاصة المصنعة منها، والإكثار من الأطعمة النباتية، واتباع الصيام المتقطع، وهو الأكل المقيد بالوقت، والتوقف عن التدخين، فكلها أمور تصب في تعزيز الصحة وإطالة العمر.

سأل عمر، وقد تهلل وجهه لمعلومات والده العلمية: وماذا أيضاً يا أبي؟!

أجاب الأب: ألا تشاهد جدك حفظه الله، يتناول الجوز باعتدال، فهو مصدر للبروتين والألياف، ومضادات الأكسدة، كما إنه يمارس رياضة المشي بانتظام، بصحبة كلبه بعيداً عن التوتر والقلق، فمرافقة الحيوانات الأليفة تزيد من النشاط والحركة، وتجعل من الرياضة سلوكاً يومياً، وتمنح المرء الشعور بالسعادة؛ ما يفيد في صحة الدماغ، وإطالة العمر، فالبالغون من العمر، ممن هم في عمر الستين وما فوق، من المفيد أن يمشوا من 6000  إلى 8000 خطوة يومياً، أما من تقل أعمارهم عن الستين، فمن المفيد أن تكون خطواتهم اليومية ما بين 8000 إلى 10000 خطوة.

فحتى بعض الأدوية، التي يستعملها جدك مثل دواء “ريلمينيدين”، لعلاج ضغط الدم، فقد قرأت عنه بحثاً مؤخراً، فعلمت إنه يسهم في إبطاء الشيخوخة عند الديدان بآلية وفائدة، تشبه تلك التي يمنحها النظام الغذائي منخفض السعرات الحرارية.

أطرق عمر صامتاً ثم صاح: لقد تذكرت شيئاً يا أبي، لقد حدثنا مدرس العلوم، أن سلحفاة سيشل العملاقة المسماة (جوناثان)، أقدم حيوان بري، وقد تخطت المائة والتسعين عاماً، فكيف ذلك يا والدي؟!

سر الأب من ذكاء عمر، وقدرته على الربط بين ما يسمعه من أحاديث متفرقة، ومقارنتها ثم قال: إنها يا عمر، حيوانات تتمتع بحمايةٍ، وهبها الله لها، فالسلاحف عبر درعها الصلب، والتي يؤمن لها عيشاً هادئاً ومتقية به الافتراس، علاوة على تركيبتها الجينية، والتي  تعمل على صيانة التيلومير، والذي من المفترض أن يتناقص مع العمر، لكن هذا لا يحدث إلا ببطء مع السلاحف، علماً، أن الاستقلاب بطيء لديها، وهي العملية التي يتم فيها تحويل الطعام والشراب إلى طاقة، ويساعد على هذا الاستقلاب البطيء، قدرة السلاحف على العيش في المناطق الباردة.

أعلم أنها أمور كبيرة عليك يا ولدي، حتى تفهمها، وأنت لا زلت صغيراً، ولكني قصدت منها أن أفتح مداركك على احترام العلم، وتحكيمه في كل ما تسمع وترى وتفكر، فأنا على ثقة مع الوقت، ومع اتساع معارفك سيكون بمشيئة الله.

kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle