عين عيسى/ حسام إسماعيل ـ
دعماً وتمكيناً لمُهجّري كري سبي اقتصادياً، أطلقت لجنة الاقتصاد بمجلس مقاطعة كري سبي مشروعاً كومينالياً ثانياً للمُهجّرين، لتحفيزهم على الزراعة وتحقيقاً للاكتفاء الذاتي، وتحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية في ظل الظروف الاستثنائية التي يعيشونها.
وكانت اللجنة المذكورة قد بادرت بإطلاق مشروع زراعي كومينالي (تعاوني) في بداية الموسم الشتوي الحالي في بلدة الهيشة التابعة لناحية عين عيسى، تضمّن زراعة مساحة 250 دونم بمشاركة 26 أسرة تقطن مخيم مهجري كري سبي، حيث قدمت لهم اللجنة كافة المستلزمات الزراعية الضرورية لإنجاح مشروعهم من تأمين (الأرض ـ بذور ـ أسمدة ـ محروقات ـ محركات ديزل) لسقاية المشروع، على أن يتم تسديد ما يترتب عليهم بعد جني المحصول.
مشروع كومينالي جديد
وفي إطار تشجيع المشاريع الكومينالية أطلقت اللجنة مشروعها الثاني الخميس 2/3/2023 لزراعة الخضروات الصيفية، حيث تم تجهيز بئر ارتوازي لهذا الغرض وتأمين المتطلبات الأساسية للمشروع الزراعي الذي يستفيد منه العشرات من الأهالي المهجّرين، الذين هجرهم المحتل التركي ومرتزقته من أراضيهم وأفقدهم مصادر أرزاقهم بعد العدوان الذي شنه على مناطق شمال وشرق سوريا في الـ 9من تشرين الأول من عام 2019.
وتبلغ مساحة المشروع الزراعي الذي يتم العمل عليه في أراضي قرية الثامرية “12 كيلو متر غربي عين عيسى” 300 دونم، سيتم زراعتها بالخضروات الصيفية.
خطوة جديدة للتمكين الاقتصادي للمُهجّرين
وبهذا الصدد أجرت صحيفتنا لقاءً مع المُشرف على المشروع محمود الهوشان عضو إدارة الجمعيات بالمقاطعة، حيث قال: “يستفيد من المشروع 80 أسرة مُهجّرة من القاطنين في المخيم، ويتم تقديم كافة المستلزمات الزراعية اللازمة للمضي قُدماً في إنجاح المشروع كـ (البذور- السماد- الحراثة – المبيدات.. إلخ)، إلى جانب تجهيز محركات الديزل لضخ المياه إلى المشروع من البئر الارتوازي الذي قمنا بتجهيزه”.
وأضاف: “المشروع هو خطوة في تحقيق التمكين الاقتصادي للمهجرين على أساس الفكر الكومينالي والجمعيات التعاونية، في ظل الأوضاع الإنسانية والاقتصادية الصعبة التي يعيشونها، حيث يتم دعم المزارعين المهجرين المستهدفين لهذا المشروع بكافة السبل والإمكانيات المتاحة، من بذور وأسمدة، إلى جانب تأمين الأرض والمستلزمات الأخرى”.
فيما أشاد المُهجّر عناد الظاهر بالمشاريع الكومينالية، التي أطلقتها لجنة الاقتصاد في المقاطعة لهم كمُهجرين اضطروا لترك أراضيهم الزراعية ومصادر دخلهم بسبب المحتل التركي، مبيناً بأن هذه المشاريع فرصة لإعادة إنعاش المنطقة اقتصادياً، وتوفير دخل دون انتظار المعونات الإغاثية من قِبل المنظمات العاملة في المخيم.
وطالب المهجر في نهاية حديثه بتطوير العمل الزراعي الكومينالي، ليشمل مساحات واسعة تستفيد منها أكبر شريحة من العوائل المُهجّرة مادياً، ورفد الأسواق المحلية بالمنتوجات مما يساهم في رفع كفاءة الاقتصاد المحلي.
