الشهباء/ فريدة عمر ـ
مع توافد عشرات الآلاف، بفعل الزلزال إلى مقاطعة الشهباء، ووسط استمرار سياسة حكومتي دمشق، وأنقرة، الرامية لكسر الإرادة، وفي ظل تقاعس عمل المنظمات الإنسانية، والذي يفاقم المعاناة، تتضاعف جهود الإدارة، رغم إمكاناتها المحدودة في تقديم المساعدة.
بفعل الزلزال المدمر، الذي ضرب مناطق من تركيا وسوريا، في السادس من شباط المنصرم، كان لمقاطعة الشهباء ولحيي الشيخ مقصود، والأشرفية في حلب، النصيب الأكبر من الأضرار، ومن الضحايا والمصابين، والذي زاد من معاناة مهجري عفرين والشهباء، الموجودين في مناطق الشهباء، وناحية شيراوا، باعتبارهم مهجرين قسراً من مناطقهم المحتلة، من جور الدولة التركية، ومرتزقتها، والمستمرين بالاعتداء عليهم، إضافةً إلى الحصار المفروض، من حكومة دمشق على مقاطعة الشهباء، والتي تضم الآلاف من الأهالي ومهجري عفرين.
حصيلة أضرار الزلزال
وشهدت مناطق الشهباء صراعات كبيرة، بفعل الزلزال المدمر، والذي تسبب بتدمير البنية التحتية والمنازل، حيث قامت إدارة مقاطعة عفرين والشهباء، بمؤسساتها كافة، وخاصةً الكومينات، والمجالس، والبلديات، وهيئة الشؤون الاجتماعية، بالتواصل مع الشعب، وإبعادهم عن الأماكن التي تشكل خطراً عليهم، كما وشكلت لجنة فنية، بالتنسيق والاستعانة، بمهندسين فنيين من حلب، للكشف عن المنازل والمدارس المتضررة، وكشفت إدارة مقاطعة عفرين والشهباء، عن حصيلة أضرار الزلزال، عبر مؤتمرٍ صحفي لها، بتاريخ الأول من آذار من الشهر الجاري، والتي نصت على ما يلي:
ـ فقدان ستة أشخاص حياتهم، وإصابة 38 بجروح متفاوتة، في كل من مقاطعة الشهباء، وحي الشيخ مقصود.
ـ تضرُّر ما يقرب من 1000 منزل، وباتت منازل غير صالحة للسكن.
تضرر 25 مدرسة، منها ثلاث مدارس كبيرة، وحرمان ما يقرب من 6000 طالب وطالبة من تلك المدارس من التعليم.
جهود الإدارة لاستقبال المتضررين
وقامت إدارة مقاطعة عفرين والشهباء، بتوجيه نداء للأهالي المتضررين في حلب بمكوناتها كافة، وأماكن إقامتهم، للتوجه إلى مقاطعة الشهباء بشكل فوري، وانطلاقاً من مبدئها الإنساني والأخلاقي بالاستنفار، إدارةً وشعباً، لاستقبال المتضررين، وتقاسم الإمكانات المحدودة معهم، حيث توافد ما يقرب من عشرين ألف شخصٍ إلى مقاطعة الشهباء، ولإيواء النازحين من هول الكارثة والنزوح الكبير، قامت الإدارة بتوزيع 53 خيمة، على هيئة التربية والتعليم، كبديل إسعافي عن المدارس المتضررة، و400 خيمة على المجالس، لإيواء العائلات التي تضررت منازلها بشكل كلي، كما وزعت الإدارة 25 لتراً من المازوت بشكل إسعافي على 25 ألف عائلة.
ولمساعدة الأهالي الوافدين من حلب، والأهالي الموجودين في الشهباء، والذين أصبحت منازلهم غير صالحة للسكن، نتيجة الزلزال المدمر، تم التخطيط والبدء بتنفيذ تأمين 350 خيمة لمخيم سردم، و50 خيمة لمخيم العودة، و20 خيمة لمخيم برخدان.
دمشق وأنقرة لا يكترثان للكارثة
وبالرغم من الكارثة الإنسانية، التي حلت بالآلاف من الأرواح، إلَا أنَّ حكومتي دمشق وأنقرة ماضيتان في سياستهما، وهي سياسة الموت البطيء، فتحاصر الأولى الآلاف من الأهالي السوريين في بلدهم سوريا، والثانية دائمة القصف والاستهداف معرضة حياة عشرات الآلاف للخطر والموت، مثل تلك العائلة التي نجت من الزلزال، ونزحت إلى مقاطعة الشهباء، ليكون حليفها الموت مرة أخرى، بقذائف المحتل التركي.
فمقاطعة الشهباء، تواجه منذ أعوامٍ، حصاراً حكومياً خانقاً، يمنع دخول المستلزمات، والمواد إلى المنطقة، وإذا سمحت بالدخول تلتهم الحيتان (عناصر حكومة دمشق)، والتي وضعت في كل بضع كيلو مترات حاجزاً لها، مبالغ مالية ضخمة منهم، ناهيك عن عرقلة الدخول، وذرائع، وحجج واهية، والتي تهدف بوسائلها كلها إلى كسر إرادة الشعب، والاستسلام والخنوع لسياستها.