No Result
View All Result
المشاهدات 1
صلاح الدين مسلم_
لقد كان الإنسان في تواؤم مع البيئة والطبيعة، فلم يكن يعتدي على الطبيعة، لقد كان يحترم الإنسان الكلّانيّ الطبيعةَ، لقد استطاع الإنسان الكلّانيّ أن يبدع في السكن والثقافة الرمزية والروحية والفلسفية التي أصبحت أساس الفكر والثقافة للمراحل اللاحقة، فقدمت الكلانيّة للبشرية المدنيةَ والأديان التوحيديّة والفلسفة والحكمة والفكر والسياسة.
انتقل المجتمع إلى حالة جديدة من الاستقرار والانتظام وفق منظومة الكومينات، فكلّما أشاهد فيلم (أفاتار) أتخيّل ذاك المجتمع الكومينالي الذي يرتبط بالأرض ويرى جذوره فيها، والعلاقة بينه وبين مادة جوهريّة تحت الأرض تمثّل العلاقة الاتّحادية بينه وبين الأرض، ولا ينظر إليها كمادّة صناعويّة ليبتزّ بها طبيعة الأرض، ويسيّرها وفق هواه ومشيئته وسلطويّته واحتكاريّته، فلا يعتدي على الحيوانات المتوحّشة إلّا في حالات الدفاع، ولا يصطاد هوايةً، بل عندما يكون في حاجة إلى الطعام، ولا يزرع إلّا ما يحتاجه، بقيادة المرأة الأمّ التي ترعى نواميس الطبيعة، واقتصادها.
كان من إيجابيات الأسلوب الميثولوجي الانسجام مع الطبيعة، والحرّيّة البعيدة عن القدريّة، وإن كان عمر الإنسان العاقل 25 ألف عام، فقد ظلّ الأسلوب الميثولوجي منهجاً، وأسلوباً اتّبعه الإنسان قرابة 22 ألف عام، وحتّى الآن نرى الأسلوب الميثولوجي ماثلاً لدى الكثير من الأقوام والشعوب، حتّى لدى تصرّفات الإنسان العلماني المتعصّب للعلمانيّة، مثلاً عندما يرى الشرقيّ قطعة خبز مرماة على الأرض يلتقطها، ولا يدوس عليها، وهذه تابع لقدسية القمح لدى شعوب الشرق الأوسط، لأنّه رمز الخير. وإنّ رفض الميثولوجيا يعني رفض كلّ هذا التاريخ الإنسانيّ للوصول إلى المعرفة والحقيقة.
لكنّ المنهج العلمي الذي دعا إليه بيكون كان في سيطرة الإله الجديد (العلم) وجعل الإنسان محور العمليّة الفكريّة، وأنّ الطبيعة مسخّرة للإنسان كي تكون حقل تجارب له، وبالتالي صار الإنسان هو محور الكون، بينما كانت الطبيعة محور الكون في الأسلوب الميثولوجيّ.
وهذا ما دفع الإنسان إلى السيطرة على الطبيعة، إلى درجة أنّه انفصل عنها، وكأنّه كائن ما فوق الطبيعة، فهذه السدود العملاقة على سبيل المثال أدّت إلى هذه الزلازل المرعبة، فتصوّروا أنّ الدولة التركيّة تخزّن ٦٥١ مليار متر مكعب من المياه في أراضيها؛ أي ٦٥١.٠٠٠ مليار لتر؛ أي أكبر خزان مياه غير طبيعي في العالم؛ أي ٦٥١ مليار خزان؛ أي ٣٢٥٥ مليار برميل من الماء؛ أي ما يكفي إرواء سكان العالم من الماء لستة أشهر، فتصوروا هذه السرقة من الله.
تظنّ الدولة التركية أنّها تستطيع أن تغيّر ناموس الطبيعة، وتظنّ أنّ الطبيعة ستقف مكتوفةَ الأيدي.
إنّ أسوأ حروب الكون اخترعتها الدول، وأقذر تلك الحروب هي حروب الدولة التركية عبر تاريخها الوحشي، ولن تسعنا هذه المقالة في سرد قذارة هذه الحروب.
الحمد لله أنّ الطبيعة لا تمتلك ذهنية الدولة التركية الفاشية.
No Result
View All Result