No Result
View All Result
المشاهدات 3
على صخرة عالية برونزية اللون في الصحراء الجنوبية لتونس، يسكن حوالي 500 مزارع وراعٍ أمازيغي في كهوف محفورة في الصخر عمرها ألف عام، لكن المكان الذي شهد تصوير أحداث “حرب النجوم” يواجه خطر الاندثار.
عبر قرون عدة، كانت المنازل المحفورة في الجرف الصحراوي تحمي مزارعي أشجار الزيتون ورعاة الأغنام من حرارة الصيف وبرودة الشتاء، لكن هجرة جماعية تهدد مستقبل منطقة شنني، كما نبهت صحيفة نيويورك تايمز. وعدد قليل من الأحفاد اليوم لا يزالون يعيشون في كهوف تم تحديثها إلى حدٍ ما، إذ ينامون في الداخل ويطبخون ويعتنون بالماشية في الخارج، أما الباقون فقد رحلوا.
وتكيّف السكان مع الظروف الصحراوية القاسية، واعتمدوا على حصاد الزيتون لصنع الزيت وتخزين الطعام في مواجهة الجفاف.
ومن المقهى الوحيد لشنني، يمكن للقرويين رؤية المجموعة الخرسانية “شنني الجديدة”، وهي مستوطنة بَنَتها الحكومة بعد استقلال تونس عام 1956 لجذب سكان المنطقة من قمم الجبال إلى الحياة العصرية. في شنني الجديدة، كانت هناك مياه جارية وكهرباء، ووسائل راحة كانت غائبة عن قرية الجبل القديمة. ويمكن للعائلات البالغ عددها 120 عائلة التي تعيش في المستوطنة، القدوم والذهاب عبر طريق معبدة، بينما لا يزال أقاربهم في منطقة شنني الأصلية ينقلون كل شيء في الجزء العلوي من الجبل باليد أو على الحمير.

خلال المواسم
يوفر الجبل هواءً نقياً ومناظر خلابةً ونوماً عميقاً. من المسجد المطلي باللون الأبيض على قمة سلسلة من التلال، يتردد صدى أذان الصلاة عبر النتوءات الصخرية المحيطة. وفي أواخر الربيع، يحصد القرويون القمح والشعير والعدس. في ذروة الصيف، يغامرون بالذهاب إلى الصحراء لجمع التين والكمثرى. في تشرين الأول، يقطفون التمر من أشجار النخيل في واحة قريبة. وفي كانون الأول، يبدأ موسم قطف الزيتون. وابتداءً من شباط، ينقلون زيتونهم إلى معصرة تقليدية. المعصرة مربوطة بجمل يمشي في دوائر لساعات، ويدير حجراً عملاقاً ينتج عشرات الليترات من زيت الزيتون، وهي مكافأة يمكن أن تُدفع مقابل تعليم أي طفل من تلك الأسر.
خلال موسم الزفاف في الصيف، تخرج القرية بأكملها للاحتفال بكل زوجين، وذلك بأكل الكسكس ولحم الضأن وقرع الطبول والموسيقى من مزواد يشبه مزمار القربة، بالإضافة إلى “دي جيه” في السنوات الأخيرة، وإذا لم يكن لدى أي عائلة ما يكفي من الطعام والمال، يقوم القرويون بتشارك محتويات مخزنهم للتأكد من إطعام الجميع. وكانت العائلات تنام في سلسلة من التجاويف التي أضاءتها مصابيح الكيروسين، وتَحفَظ ممتلكاتها على رفوف منحوتة في الصخر. ولكن مع ظهور التلفزيون والإنترنت والمزيد من الاتصال ببقية العالم، بدأت بعض التقاليد في التراجع.
في هذه الأيام، لم يعد أحد يصنع الكسكس الخاص به بعد الآن. ويقوم حفارا الكهوف الوحيدان المتبقيان في المدينة ببناء منازل جديدة بزوايا قائمة وألواح أرضية وبلاط كما يتطلّب الذوق الحديث، بدلاً من الأقبية القديمة المطلية بالجير بأرضياتها الرملية وجدرانها المتعرجة. ولدى السكان الآن طموحات مختلفة، إذ يريدون إجازات وسيارات ومنزل. والزوجة صارت بحاجة إلى منزل منفصل عن أهل الزوج.
وكالات
No Result
View All Result