زينب مراد: على أسس حرب الشعب الثورية نتصدى للمخططات الاحتلالية

روناهي/ الدرباسية –

أشارت عضوة المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي زينب مراد، إلى أن العالم أجمع وشمال وشرق سوريا بخاصة، يمر بمرحلة انعطاف تاريخية على الصعد السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية، ولفتت إلى أنه على شعوب شمال وشرق سوريا، الحذر واليقظة، كي لا يكونا ضحايا للألاعيب الدولية.

لم يعد العالم قادرا على الوقوف في وجه العاصفة، التي تأتيه من كل مكان، فراح يتمايل يمينا ويسارا دون أن يعلم أين سينتهي به المطاف، ذلك كله يأتي على وقع تسارع الأحداث السياسية حول العالم، والتي تلقي بتأثيرها على مناحي الحياة، الاقتصادية، والاجتماعية، والعسكرية، الأمر الذي بات يفرض على الجميع، دولاً كانوا، أم تيارات وكيانات، وحتى أشخاصا، أن يظهروا استراتيجية تجعلهم أكثر قدرة على التكيف، مع المتغيرات الجارية، وإلا فإن رياح التغيير ستبتلع الجميع.

في ظل المتغيرات الجارية، تسعى كل دولة للحصول على أكبر قدر ممكن من الكعكة في مناطق الصراعات، متناسين كل ما يتعلق بحقوق الشعوب، لا سيما الشعوب المضطهدة، ولعل أكبر مثال على هذا هي دولة الاحتلال التركي، التي ما زالت تحاول قلب الطاولة، وتغيير خطوط الاشتباك في المنطقة، لا سيما في حربها ضد شعوب شمال وشرق سوريا، ما دفعها إلى تصعيد حدة هجماتها على شعوب المنطقة، ملوحةً بعمليات احتلالية جديدة، مستفيدة من انشغال العالم كله بالمتغيرات الجارية، ولا سيما في أوكرانيا.

تركيا تستغل الظروف لاحتلال أرضنا

وللحديث أكثر عن المتغيرات، وكيفية التصدي لمحاولات دولة الاحتلال التركي لتوسيع رقعة الأراضي التي تحتلها، التقت صحيفتنا عضوة المجلس العام لحزب الاتحاد الديمقراطي زينب مراد حيث قالت: “إن ما يجري حول العالم اليوم حرب عالمية ثالثة، لكنها تجري بالوكالة، حيث أن العالم أجمع بات يتأثر بها، ونتائج الحرب الأوكرانية الروسية تأثر بها الجميع، على غرار الحربين العالميتين الأولى والثانية، فإن المتضرر الوحيد من هذه الحروب هي شعوب العالم قاطبة،  قد تختلف تأثيراتها من شعب إلى آخر، لا سيما الشعوب، التي تدور الحرب على أراضيها، ولكن بالرغم من ذلك لا يمكن لنا أن نقول بأن الشعب معين بمنأى عما يجري الآن، لذلك على الشعوب أن تكون يقظة لما يُحاك ضدها”.

وتابعت زينب: “إن الدول الاستعمارية رأت في هذه الظروف فرصتها التاريخية لتوسيع مخططاتها الاستعمارية، وباتت كل دولة تحاول الاعتداء على دولة أخرى أضعف منها، كما يحدث الآن بين صربيا وكوسوفو، وكذلك المشاكل، التي تجددت في الآونة الأخيرة بين أذربيجان وأرمينيا، فكل هذه الحروب والمناوشات هي محاولات من قبل تلك الدول للاستفادة من الواقع العالمي المعاش حاليا”.

وأضافت زينب قائلة: “قبل هذا وذاك يأتي تصعيد دولة الاحتلال التركي لهجماتها العدائية على شعوب شمال وشرق سوريا، بغرض توسيع رقعة احتلالها وهي تحاول الاستفادة قدر الإمكان من الأحداث الجارية في العالم، فقد قُدمت لدولة الاحتلال التركي فرصة تاريخية لتحقيق مآربها الاستعمارية، لا سيما وإن هذه المتغيرات تترافق مع الذكرى المئوية لاتفاقية لوزان، التي قسمت دول المنطقة ومن ضمنها كردستان حيث يجري الحديث عن الذكرى المئوية لهذه الاتفاقية ستكون نهايتها”.

هدفنا تصعيد المقاومة الشعبية

وأوضحت زينب: “باعتقادي في ذكرى الاتفاقية المئوية سترسم للمنطقة حدود جديدة ستؤدي حكما إلى بروز دول واضمحلال أخرى، لذلك تسعى دولة الاحتلال التركي، لأن تكون أحد الفاعلين في رسم الحدود الجديدة، كي تبقي على عدائيتها تجاه شعوب المنطقة عامة والشعب الكردي على وجه الخصوص، ليس فقط ضمن جغرافيا وطنه، إنما في كامل أماكن تواجد الكرد، من خلال استهداف وجودهم وبقائهم، تماما كما حدث في مجزرتي باريس الأولى والثانية، من هنا يمكننا فهم ما تصبو إليه دولة الاحتلال التركي من خلال هجماتها على شمال وشرق سوريا”.

وبينت زينب: “في ظل المتغيرات الجارية ينبغي علينا أن نصعد من مقاومتنا، كي نستطيع الوقوف في وجه ما يحاك ضدنا، وفي هذا الإطار لا بد لنا أن نعطي حرب الشعب الثورية أهمية كبرى، فمن خلال هذا الشكل من المقاومة نستطيع ردع دولة الاحتلال التركي وعدوانها، التي تسعى جاهدة إلى ضرب الأمن والاستقرار السائدين في المنطقة، سواء من خلالها هجماتها الوحشية المباشرة، أو من خلال أذرعها في المنطقة والعالم، كخلايا مرتزقة داعش، وأيضا عملاؤها المنتشرون في العالم، كالذين ارتكبوا مجزرتي باريس بحق الكرد”.

 واختتمت عضوة المجلس العام في حزب الاتحاد الديمقراطي زينب مراد، حديثها قائلة: “لا سبيل أمامنا سوى المقاومة، لذلك فإننا ماضون في درب المقاومة، التي نستمدها من فكر، وفلسفة القائد عبد الله أوجلان”.