No Result
View All Result
المشاهدات 11
روناهي/ قامشلو ـ
كما هي العادة في ليلة رأس السنة يأتي بابا نويل ويدق الأبواب ليُعطي الأطفال الهدايا، لزرع بعضاً من الفرحة في قلوبهم، ولكنه تلقى الصدمة من الوهلة الأولى، حيث بمجرد وصوله للحي الذي أسكن فيه قام بدق جرس بيتنا، وكل فكره بأن الكهرباء متواصلة لـ 24 ساعة مثل أغلب مدن العالم، ولكن بعد التمعّن والنظر وجد بأن المنازل كلها دون أضواء؟ فقد كان ظنه بأننا أطفئنا الأنوار لكي ننام دون إزعاج، بعد قضاء السهرة بمناسبة الدخول للعام الجديد، ولكن هو لا يعلم بأن أكبر فرحة لدينا هي عند قدومها؟ وأقصد الكهرباء، وكما يتكرّم علينا السادة المعنيين في بعض الأحيان، بأنها تأتي في منتصف الليل ساعة واحدة فقط، مثل الهِبة المالية والتي هي 100 ألف ل.س ولمرة واحدة فقط، وما كانت إلا ولحظات وأتت الكهرباء، ولكن بابا نويل انصدم من جديد، فوجد بأن البشر كلهم كانوا على أهبة الاستعداد للقيام من النوم والتوجه لرياضة شحن الهواتف والبطاريات وإلخ، وتعبئة المياه في حال وجودها، ووجد بأن الأصوات تعلو مع قدوم الكهرباء، (كهرباء هات ـ إجت الكهرباء)، مع صيحات الأطفال ولولا العيب لكانت النساء تُزغرد لهذا الحدث العظيم، ومن جديد بابا نويل قام بدق جرس بيتنا، ونحن مشغولين بشواحن الهواتف والبطاريات، فذهبت لفتح الباب له، وقبلها سألتُ مَنْ؟ قال بابا نويل! فقد ظننت بأنه جارنا يمازحنا ويلزمه جهاز ريسيفر، كما فعلها في المرة السابقة، فقد دق في منتصف الليل بابنا؟ وطلب مني جهاز الريمونت كونترول للريسيفر!، وحتى ظننت بأنه من الشباب الطيبة يمازحنا كما كانت العادة سابقاً، ولكن بالفعل كان بابا نويل؟، فقال كل عام وأنتم بخير، فجاوبته كل عام ونقول ليتنا بالعام الذي مضى؟ وتتوالى الصدمات، للعمو بابا نويل، فرد أعلم أنكم في سوريا تعيشون حياة صعبة، والتمست ذلك عندما اشتريت الهدايا لأنه بظرف عدة دقائق تغيّر السعر وارتفع عدة مرات وصاحب المحل كان يجلس وبيده آلة حاسبة ويحسبُ الدولار مقابل “ليرتنا عزتنا”؟، فقلت له، ولكن مهما كان نشكرك على هذه المبادرة الطيبة، وسألته؟ هل يلزم أن تتصور معنا صورة سيلفي لأنك سوف تهدينا هدية بمناسبة السنة الجديدة؟ حيث يفعل ذلك أصحاب بعض الجمعيات والمنظمات الخيرية، فقال لا أنا لا أتصور مع أحد! إلا أن طلبوا هم ذلك مني؟، فذكرني بابا نويل هنا بقصتي مع فنان كبير كان يتهافت إليه الجميع للتصوير معه، وعندما انتهى الجميع نظروا إلي وقالوا ألا تتصور؟ قلت: لا أنا من يتصور الآخرون معي!. بالعودة للحديث مع البابا نويل، فقال: بحوزتي الكثير من الألعاب والهدايا، قلت له: أرجوك نحن نخاف من الهدايا كثيراً وخاصةً في منتصف الليل، حيث أن الكثير من القرارات تتم المصادقة عليها في هذه الأوقات، وكانت تلك الهدايا مميزة، ومنها رفع أسعار المحروقات وإنقاص كمية مخصصات المواطنين من المازوت، قال: ضاحكاً لا أبداً أنا هديتي مجانية؟ فأزال المخاوف من قلبي، وختم حديثه معي قائلاً: لو قام هؤلاء الذين يحتفلون بتلك الطرق الشنيعة بالدخول للعام الجديد بإطلاق الرصاص، بصرف تلك الأموال على العوائل الفقيرة في مدينتكم صدقني لما وجدتَ بيوتاً تتحسر على لقمة عيشها، ومعها الجهات المعنية لو قامت بخفض الجمرك وإيقاف إخراج الدولار للمناطق الأخرى، لكنتم الآن بأحسن حال، وأكملَ عمو بابا نويل المسير وهو مصدوم مما عايشه بيننا، وخاصةً الجملة الأخيرة فهي كافية ووافية للكثير من الأمور.
No Result
View All Result