الانتفاضة الإيرانية وسياسة قمع الحريات إلى أين؟

أمل محمد_

وُصِف بالنظام الإرهابي الذي يختص في قمع الحريات بأكثر الطرق تنكيلاً، لا فرق بين امرأة أو رجل أو مسن أمام جبروته، ولا مكان لكلمة الحق في ظل سيادته، إنه النظام الإيراني الذي احتل قائمة أكثر الأنظمة استبداداً وقمعاً لشعبه.

على خلفية الانتفاضة الشعبية الإيرانية أصدرت السلطات تنفيذ حكم الإعدام بحق عدد من المواطنين، والذين شاركوا في الثورة الشعبية والتي تُعرف بثورة جدائل السلام، المتظاهرون والذين نزلوا إلى الشوارع استنكاراً على قمع الحريات وعقب مقتل المواطنة جينا أميني واجهوا نظاماً ارهابياً بحتاً، وكان للنظام رأي آخر وبدلاً من احتواء الثورة والنزول لرغبات المنتفضين أصدرت حكم إعدام بحق عدد من المنتفضين ومن بينهم المواطن “محسن شاكري” والذي فجّر الحكم غضباً عارماً وسخطا من قبل الأوساط الدولية.

العشرات من الأشخاص سيواجهون نفس مصير “محسن شاكري “بعد صدور حكم الإعدام ضدهم، والتهمة مشاركتهم في الانتفاضة الحالية، حكم الإعدام ينافي حقوق الإنسان وحول ذلك استنكرت منظمة العفو الدولية التجاوزات التعسفية ضد المواطنين العزّل المشاركين في الثورة، ووصفت حكم الإعدام ضد شاكري بأنه حكم زائف وغير عادل وطالبت السلطات بوقف كافة أحكام الإعدام المخطط لها بحق المتهمين ومحاكمتهم بشكلٍ عادل.

وإثر هذا شهد الشارع حالة غليان غير مسبوقة وذلك نتيجة استهتار السلطات بجدية الثورة من جهة وقمعها للحريات والأصوات المطالبة بالحرية بوحشية من جهة أخرى، لجأت السلطات الإيرانية لاستخدام الإعدام كوسيلة لقمع المتظاهرين وللحد من انتشار الثورة والسيطرة عليها، ولكن النتائج لم تأتِ كما ظنت السلطات بل تفاقمت الانتفاضة وزادت من حدتها.

وبالرغم من التحذيرات الدولية لإيقاف الإعدامات إلا أن النظام لم يتوقف عن ذلك ويرفض التخلي عن موقفه ومعاقبة المنتفضين على جرائمهم على حد قولهم، وبحسب “المنظمة الإيرانية لحقوق الإنسان” فقد وصل عدد المحكوم عليهم بالإعدام من المواطنين الذين اعتُقِلوا خلال الانتفاضة إلى أحد عشر شخصاً، على الأقل، عدا عن الحجج الزائفة التي نُسبت للمعتقلين والتي نفوها بشكلٍ قاطع؛ فإن المحاكمة التي وصفها الكثيرون بالزائفة، جردت المعتقلين من أبسط حقوقهم مثل الاستعانة بالمحاميين للدفاع عن أنفسهم، فتتم المحاكمة للمعتقلين شكلياً وبفترة زمنية قصيرة.

السجن لعشرات السنوات هي عقوبة أخرى وسلاح ضد المنتفضين في إيران وروجهلات، السياسة التعسفية هذه هي وسيلة لكبت الانتفاضة والحد منها بشكلٍ جذري، سياسة الإبادة التي تنتهجها السلطات القضائية الإيرانية تسير في مجرى واحد وهو قمع صوت الحرية التي ينادي بها المتظاهرون، ولكن الاضطهاد الذي ولدت من رحمه الثورة والتي جابت إيران وروجهلات كاملةً ووحدت الشعب وجعلته أكثر تماسكاً من ذي قبل لن تتوقف حتى بلوغ الثورة أهدافها كما يبدو، والسياسة المُتبعة من قبل السلطات ستجعل الأمور أكثر تعقيداً مما هي عليه الآن.