بانوراما 2022: الكرة الأنثوية في الجزيرة.. بطولات لأوّل مرّة وأخرى غائبة وإنجازات على صعيد سوريا

روناهي/ قامشلو ـ

---

شهد عام 2022، بطولات تُقام لأوّل مرّة في إقليم الجزيرة للكرة الأنثوية، بالمقابل غابت بطولات أساسية مثل دوري وكأس السيدات بسبب تخبّط الاتحاد الرياضي في روزنامته الموسمية، بينما حققت الأندية التي تقع مقراتها في إقليم الجزيرة وجلُّ اللاعبات فيها من أندية الإقليم إنجازات كبيرة على صعيد البطولات في سوريا.

تخبّط وتأجيلات؟

الاتحاد الرياضي غرِق هذا العام في التأجيلات وعدم القدرة على ضبط روزنامة بطولاته الأنثوية، ومنها كرة القدم، فمن شهر رمضان إلى امتحانات الإعدادية والثانوية والجامعات وصولاً إلى الالتزام ببطولات كرة القدم التابعة لحكومة دمشق، والانضمام لمعسكرات المنتخب السوري للسيدات والشابات، ضاعت وغابت بطولة الدوري والكأس لسيدات كرة القدم للموسم 2021 ـ 2022، ولم يكتمل الإنجاز الذي بدأ في الموسم 2020 ـ 2021، بإقامة أول دوري وكأس لسيدات كرة القدم في إقليم الجزيرة على الملاعب المكشوفة واللعب بـ 11 لاعبة بدلاً من السداسيات والملاعب المغطاة الصغيرة.

بينما بتاريخ 5/2/2022ا انطلقت منافسات أول دوري للناشئات “سداسيات” بمشاركة ستة نوادي وهي: سردم ـ أهلي عامودا ـ بيمان ـ قنديل ـ فدنك ـ الأسايش، وكانت لمواليد 2005 وما فوق، وعلى نظام الذهاب والإياب، والمباريات أُقيمت في عدة ملاعب “سداسيات” في إقليم الجزيرة.

وبتاريخ 4/3/2022، اختُتمت منافسات أول دوري للناشئات بكرة القدم في إقليم الجزيرة بتتويج ناشئات الأسايش كبطلات للدوري، بعد أن كان الترتيب النهائي على الشكل التالي:

1ـ الأسايش 30 نقطة + 48.

2ـ فدنك 22 نقطة + 12.

 3ـ أهلي عامودا 15 نقطة + 4.

4- سردم 9 نقاط – 12.

5ـ بيمان 8 نقاط – 17.

6ـ قنديل 3 نقاط  – 35.

مراسم التتويج

ـ أفضل لاعبة: آهين محمد من نادي الأسايش.

ـ أفضل حارسة مرمى: بيلين مصطفى الأحمد من نادي الأسايش.

ـ هدافة الدوري: آية محمد من نادي الأسايش برصيد 19 نقطة.

ـ اللعب النظيف: نادي بيمان.

تكريم المدربات

– رهف حسين – نادي الأسايش.

– نجمة عمر – نادي فدنك.

– سمر شيخ بكر – أهلي عامودا.

– وفاء خضر – سردم.

– مايا علي – بيمان.

تكريم المراقبات

(هلز حاجي- راما طاهر- ساندي حسين- كيفارا عبد المجيد – أفين لقمان – نوال سليمان).

كما كُرِّمت الأندية التي شاركت وحضرت اليوم الختامية بمستلزمات رياضية ودعم مادي. وبتاريخ 6/6/2022، عقد اجتماع لممثلي أندية السيدات لكرة القدم، وأهم النقاط التي تم الاتفاق عليها كانت تحديد انطلاق الدوري بتاريخ 29/7/2022، كما يُسمح لكل نادي التعاقد مع خمس لاعبات من خارج إقليم الجزيرة على أن تكون داخل الملعب أربع لاعبات فقط، بالإضافة إلى تكفّل الاتحاد الرياضي بكافة مصاريف الدوري مع تقديم تجهيزات لكل الأندية المُشاركة، مع تكريم اللاعبات المميزات بعد نهاية كل مباراة.

ومن المفترض أن يقام اجتماع آخر لتثبت فيه مشاركة كافة الأندية والاتفاق على مدة الأشواط وتوقيت بدء المباريات وأمور أخرى تتعلق بالدوري. ولكن هذا الاجتماع لم يُعقد ولم يُقام الدوري ولا الكأس للأسباب الذي ذكرناها في بداية التقرير.

وبتاريخ 28/6/2022، انطلقت منافسات أول بطولة للمدارس الكروية الأنثوية في إقليم الجزيرة بمشاركة ثلاث مدارس، لمواليد 2008 وما فوق.

وكانت المدارس لأندية الأسايش وأهلي عامودا وبيمان، وأُقيمت منافسات الذهاب على أرضية ملعب روهلات المُعشّب في حي قناة السويس بقامشلو. البطولة كانت للسداسيات واعتمدت على نظام الذهاب والإياب، ولعِب أصحاب المركزين الأول والثاني المباراة النهائية للبطولة.

وتفوقت مدرسة الأسايش في مرحلة الذهاب وتصدرت بعد فوزها الأول على أهلي عامودا بأربعة أهداف دون رد والثاني على بيمان بهدفين دون رد، بينما فازت مدرسة أهلي عامودا على مدرسة بيمان بهدف دون رد.

وبتاريخ 5/7/2022، انتهت منافسات مرحلة الإياب من بطولة المدارس الكروية الأنثوية بتأهل مدرسة الأسايش ومدرسة بيمان إلى المباراة النهائية، بعد سيطرة التعادل الإيجابي بهدفين لهدفين على لقائهما على أرضية ملعب روهلات المغطى بحي قناة السويس في مدينة قامشلو، وذلك في المباراة الختامية من مرحلة الإياب، وبحسب نظام البطولة سيلعب أصحاب المركزين الأول والثاني مباراة نهائية لتحديد البطل، وكانت مدرسة بيمان قد فازت على مدرسة أهلي عامودا بهدف دون رد، كما فازت مدرسة الأسايش على مدرسة أهلي عامودا بخمسة أهداف مقابل هدف واحد، وكان الترتيب النهائي للمدارس على الشكل التالي:

1ـ الأسايش 10 نقاط +10.

2ـ بيمان 4 نقاط -2.

3ـ أهلي عامودا 3 نقاط -8.

وبتاريخ 21/7/2022، أقيمت المباراة النهائية لبطولة المدارس الكروية الأنثوية وجمعت بين الأسايش وبيمان وانتهت بفوز الأسايش بخمسة أهداف دون رد، وذلك على أرضية ملعب روهلات بحي قناة السويس في مدينة قامشلو.

الجوائز الفردية

ـ “جلنار المصطفى” هدافة البطولة برصيد ٨ أهداف.

ـ “دلناي اسماعيل” أفضل لاعبة بالبطولة.

ـ  “هيفي دلي” أفضل حارس بالبطولة.

إنجاز كبير

وعلى صعيد سوريا؛ حققت ناشئات الهلال لقب الدوري السوري للناشئات التابع لحكومة دمشق، وجاءت ناشئات عامودا في المركز الثاني وناشئات الجهاد في المركز الثالث، وجل لاعبات هذه النوادي كنَّ من لاعبات أندية إقليم الجزيرة، ومقرات النوادي المذكورة تقع أيضاً بالإقليم.

ويعتبر هذا الأمر إنجازاً كبيراً للكرة الأنثوية بشكلٍ عام في إقليم الجزيرة، ودلالة واضحة لمدى اهتمام الأندية بالكرة الأنثوية والتي بدأت بتشكيل الفرق الأنثوية في عام 2016، ورغم قلة الدعم المُقدم سابقاً، والذي تحسّن مؤخراً، ولكن يبقى الفضل الأكبر للأندية ومدربيها والذين قاوموا الظروف كافة، لحين الوصول للألقاب على مستوى سوريا.

المنتخب السوري والخيبات والواسطات؟

بينما لم تصدق التمنيات، ولا تغيير في العقليات! وكما بات شائعاً لمنتخب، أقل ما يمكن وصفه، بمنتخب “الواسطات” نعم، لا جديد، فقد منتخب سوريا عاد خالي الوفاض من بطولة اتحاد غرب آسيا للسيدات!!! والتي أُقيمت هذا العام في الأردن.

واستبشرنا خيراً، في استدعاء مجموعة من لاعبات أندية إقليم الجزيرة لمعسكر المنتخب السوري للسيدات، وبعد معسكر امتدَّ ما يقرب من شهر من الزمن، وفي الختام، ثبت تواجد ثلاث لاعبات كرديات من إقليم الجزيرة في القائمة النهائية للمنتخب السوري للسيدات، وهن: الشقيقتان آية وآهين محمد، وهلز حاجي، اللواتي يلعبن مع نادي الهلال السوري من قامشلو، وبالمقابل ظهرت أصوات انتقدت التشكيلة الأخيرة، التي اعتمدها مدرب المنتخب السوري سليم جبلاوي؛ للمشاركة في بطولة اتحاد غرب آسيا للسيدات، والتي اختُتمت في الأردن، وفوجِئ الجميع باستبعاد بعض اللاعبات، ومنهن منال حاجي من إقليم الجزيرة، والتي تُعدُّ من نجمات الكرة في سوريا، ومن أفضلهن.

المنتخب السوري للسيدات لم يحقق الطموحات، ولم يكن أفضل حالاً من منتخبات الناشئين والشباب، والرجال، وكعادة هذه المنتخبات، تعود إلى أرض الوطن خالية الوفاض من أي بطولة تشارك بها، أما المنتخب الأول، أي الرجال، فلم يستطع التأهل، ولو لمرة واحدة لكأس العالم، وآخر الخيبات كانت مهزلة مونديال “قطر 2022″، بحيث كان المنتخب السوري متذيّل الترتيب.

وتفاجأ الجميع بإبعاد المدرب السوري، النجمة آية محمد من التشكيلة الأساسية للمنتخب السوري في مباراته مع لبنان، وتعد آية محمد من أفضل اللاعبات على مستوى سوريا، وحققت لقبين على صعيد دوري السيدات، ولقبين على صعيد الناشئات على مستوى سوريا، هذا غير ألقابها الجماعية، والفردية، في بطولات إقليم الجزيرة وسوريا.

وتوجهت الكثير من الانتقادات للمدرب، باستبعاد اللاعبة آية محمد من مباراة لبنان، والتي كانت الأخيرة للمنتخب السوري في البطولة، وخسرها بخمسة أهداف مقابل هدفين.

آية كانت في التشكيلة الأساسية في المباراتين السابقتين لهذه المباراة، وأغلب مباريات المعسكرين الخارجين قبل البطولة في لبنان، والإمارات، وقدمت عرضاً جيداً، وتميزت في المعسكرين الخارجين، وفي المباراتين السابقتين في البطولة، ولكن كما تعودنا على ذلك، وفي الفعاليات الرياضية كلّها، حضور الواسطة، والمحسوبيات، واقعاً قوياً، ومرضاً ينخر جسم المنتخبات السورية، وعقول مدربيها.

آية محمد تُلقنهم درساً

اللاعبة آية محمد، أشركها المدرب الفذّ للمنتخب السوري في الخمس دقائق الأخيرة من المباراة، وفي الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع، استطاعت آية محمد تسجيل هدف المنتخب السوري الثاني، من متابعة ذكية لكرة رُدّت من حارسة المنتخب اللبناني.

وكان الهدف هو خير جواب، ودليل على أنها تستحق أن تلعب في التشكيلة الأساسية، لا أن تكون على دكة الاحتياط، ولكن يكفي بأنها نزلت للميدان، ووضعت بصمتها وسجلت هدفاً جميلاً ذكياً، وكان ردًّا حاسما لذهنية الاستبعاد، وتأكيداً على مهارتها، وليس كل لاعبة قادرة للاستفادة من الكرات المرتدة من حارسات المرمى، وخلال خمس دقائق فقط.

مشاركة مُخيّبة للآمال

أما في البطولة، فقد كانت النتائج مخيبة للآمال للمنتخب السوري للسيدات، ففي مباراة الافتتاح خسرت سيدات سوريا أمام سيدات الأردن برباعية نظيفة، بينما حققن التعادل في المباراة الثانية مع سيدات فلسطين، بهدف لهدف، وكانت مباراة لبنان هي الختامية في البطولة للمنتخب السوري، والتي خسرها بخمسة أهداف مقابل هدفين.

أما لقب البطولة، فقد ذهب لسيدات الأردن بجدارة، واللواتي حققن العلامة الكاملة بعد فوزهن على سوريا بأربعة أهداف دون رد، وفوزهن على سيدات لبنان بهدفين مقابل هدف واحد، وفي المباراة الختامية فزن على سيدات فلسطين برباعية نظيفة.

واستضاف الاتحاد الأردني لكرة القدم النسخة السابعة من البطولة، التي بدأت بتاريخ 29 من آب الماضي، وانتهت بتاريخ الرابع من أيلول المنصرم، واعتمدت على نظام الدوري من مرحلة واحدة، والفريق الحاصل على المركز الأول، أي أكثر عدد من النقاط في المجموعة سيتوّج باللقب، وكان المنتخب الأردني.

وفي بطولة غرب آسيا للشابات، والتي أُقيمت في لبنان ما بين 15 وحتى 25 تشرين أول الماضي من عام 2022، فقد مثلن المنتخب السوري للشابات من روج آفا كلاً من آية محمد وشقيقتها آهين محمد ودلناي إسماعيل، وهن يلعبن حالياً في صفوف نادي الأسايش في بطولات إقليم الجزيرة، ونادي الهلال الذي ينشط في الدوري السوري للسيدات، وحقق الهلال المركز الثالث في مرحلة الذهاب من نسخته الرابعة، بينما تصدرت سيدات عامودا المرحلة والدوري بفارق اللعب المثالي عن سيدات فيروزة من حمص.

وتوّج المنتخب اللبناني (أ) بلقب النسخة الثالثة لبطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم للشابات تحت 18 عاماً بعد فوزه على نظيره السوري بنتيجة (5 -1) في المباراة النهائية التي أُقيمت في لبنان.

فيما احتل المنتخب الأردني المركز الثالث للبطولة بفوزه على منتخب لبنان (ب) بهدفين لهدف.

وعلينا ألّا ننسى بأن الواسطة والمحسوبيات، مازالتا تطغيان على عملية انتقاء قائمة المنتخبات الوطنية السوريّة، لمختلف الألعاب، وخاصةً في لعبة كرة القدم، ولكن دائماً كان لاعبو روج آفا يفرضون أنفسهم رغم سياسة التهميش والعنصرية لرياضة المنطقة حتى الآن، واليوم على المنوال نفسه؛ فقد فرضت لاعبات كرة القدم بنجوميتهن أنفسهن على قائمة المنتخب السوري لكرة القدم للسيدات، والأهم فقد كسبت اللاعبات خبرة أكثر في المشاركة الدولية، ومع منتخبات لهن تجربة سابقة، وخاصةً المنتخب السوري، فهو لم يشارك بهذه البطولة بأكثر من عقد من الزمن.