قامشلو/ دعاء يوسف –
أطلقت مجموعة من نساء مدينة قامشلو بشمال وشرق سوريا، حملة ومبادرة إنسانية، بهدف تقديم المساعدة بعدة أشكال للعوائل الفقيرة وذوي الدخل المحدود، والعوائل المُهجّرة قسراً من مناطقهم المحتلة.
![]()
مبادرة قامت بها نساء قامشلو لإدخال الفرحة إلى قلوب المحتاجين، ورسم البسمة على وجوههم، فتحولت من شخصين إلى مجموعة توزع الحب، وتنشر ثقافة المساعدة، ومد يد العون دون تفرقة بين الأديان أو الانحياز لأي طرف، وتساعد بقدر إمكاناتها المتاحة.
إن تقديم المساعدة للمحتاجين وأصحاب الدخل المحدود، ليس فضيلة بقدر ما هو واجب على أفراد المجتمع، وللمساعدة فوائد كثيرة ليس على المحتاج فقط إنما على المُتبرع، ومقدم المساعدة أيضاً، وأبرزها زيادة الوعي في المجتمعات عبر وقوف الناس مع بعضهم البعض لتحقيق التكافل الاجتماعي، بالإضافة إلى إزالة أي تفرقة على أساس طبقي أو مالي، وتنمية جيل من الأطفال واعيين يكبرون ضمن ثقافة المساعدة وتحقيق التكافل الاجتماعي ضمن المجتمع.
ولمعرفة المزيد عن هذه المبادرات السامية التي أطلقتها نساء مدينة قامشلو، التقت صحيفتنا “روناهي” مع إحدى المسؤولات عن المبادرات “سهام أحمد” والتي حدثتنا بشكل عام منذ بداية انطلاق مبادراتهن وأعمالهن الخيرية: “إننا كنساء متطوعات أردنا أن نطلق هذه الحملة، نتيجة للظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة، إذ شهدنا الظروف المعيشية المتردية للكثير من العوائل، وأردنا من خلال حملتنا أن نساعد هذه العوائل، ونخفف المعاناة، والآلام عنهم، وكانت فكرة الحملة أن نجمع الأغراض المستعملة من النساء المتطوعات لتقديمها للعوائل المحتاجة في المنطقة”.
مبادرات إنسانية
وتابعت سهام: “لقد قمنا بأكثر من مبادرة، وتزامنت أول مبادرة منا مع افتتاح المدارس، ليساعدنا زوجي “سراج حسين أحمد” برسم الفرحة على وجوه الأطفال، فقام سراج للحلاقة بقص شعر 35 طفلاً مجاناً، تحت عنوان (بسمة طفل)”.
ولم تكن هذه المبادرة الأولى لسراج حسين أحمد، فقد قام بمبادرة أخرى ليوم كامل، وحلق لـ 25 طفل مجاناً. وأردفت سهام: “وعن المبادرة الثانية التي قمنَ بها، والتي هي توزيع قرطاسية لأطفال المدارس، مع غلاء القرطاسية، ولوازم المدرسة، والظروف الاقتصادية التي يمر بها الأهالي، قررنا بدء مبادرة “فرحة طالب” التي ساعدت 150 طالباً، ومع ازدياد عدد الطلاب مددنا المبادرة لأكثر من 15 يوماً لتساعد 200 طالب، وتؤمن مستلزماتهم من حقائب وقرطاسية ليستمروا بتحصيلهم العلمي سعداء”.
![]()
إلا أن سهام ومن معها من النساء لم يتوقفنَ عند هذا الحد، لينشرنَ حب المساعدة لدى الجميع مع انطلاق مبادرتهن الجديدة، “بنقل ما لا تحتاجه لمن يحتاجه”، ففي فصل الشتاء، ومع ازدياد موجات البرد، يتجمد الكثير، ولاسيما من لا يجد ما يدفئه.
ومن هذا المنطلق بدأت سهام وصديقاتها من المتطوعات بجمع الأغراض المستعملة والملابس القديمة، والستر الشتوية، لينقلنها إلى من هو بأمسِّ الحاجة إليها، وقالت سهام عن هذه المبادرة: “نجمع الستر والملابس القديمة، لننقلها لمن يحتاجها، في قامشلو وحتى القرى نبحث عمن هم حقاً بأمسِّ الحاجة لنمد لهم يد المساعدة ولو بالقليل”.
يطمحنَ لمساعدة الجميع
وزادت سهام: “نحن لسنا جمعية خيرية، بل نحن مبادرة لنشر العطاء والبسمة على وجوه المحتاجين، يوجد الكثير من السيدات اللواتي ساهمن معنا لحبهن للمساعدة، فما زال هناك من يريد نشر الخير لكنه لا يعرف من هم بحاجة للمساعدة بصدق، فنكون نحن واسطة خير، ونطرح عليهم أسماء هذه العوائل، وأن رَغِبوا بأماكنهم أن يتواصلوا معهم مباشرةً”.
وبينت سهام أنها تشعر بالسعادة لمساعدة الغير كغيرها من المُشارِكات في هذه المبادرات، ونوهت أنها تشعر بالأسى عندما لا تستطيع تقديم يد العون لمن يحتاجها: “نساعد بقدر ما يصلنا من أهل الخير فإمكانياتنا محدودة، ونتمنى أن يصل صوتنا للمنظمات والجمعيات لتساعدنا في مساعدة الجميع”.
واختتمت “سهام أحمد” حديثها قائلةً: “نطمح إلى الاستمرارية في طريق المساعدة الذي سلكناه، والوصول إلى أكبر عدد من العوائل المحتاجة، نشكر كل امرأة متطوعة وكل العوائل التي ساهمت في مساعدتنا على تقديم المساعدة للعوائل الفقيرة والمحتاجة، وكل الجمعيات والمراكز التي حصلت على ثقتنا وعملت على مساعدتنا”.
