سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أنقرة… مزاعم بإنجازات أمنيّة في الزمن الانتخابيّ

رامان آزاد_

تسعى حكومة العدالة والتنمية في هذا الوقت من الزمن الانتخابيّ العصيبِ إلى مراكمةِ الإنجازاتِ الأمنيّةِ الوهميّةِ، لتقول للناخبِ التركيّ إننا نستحقُّ البقاءَ لأنّنا الأفضل في المحافظةِ على أمنكم، ولذلك يتمُّ ربط كلّ الأحداث حتى المفتعلة بالأمن القوميّ، ولكن بمرور الوقت يُكشفُ زيفُ الادعاءِ التركيّ، وتثبتُ الصورةُ العكسيّة، ومفادها أنّها الملاذُ الآمن لمرتزقة “داعش”، بعدما كانت معبر أكثر من 40 ألف من مرتزقته قَدِموا من مختلفِ أنحاءِ العالم.
إبطال نسختين من الرواية التركيّة
أكدّت القيادة المركزيّة الأمريكيّة، مساء الأربعاء 30/11/2022، مقتل زعيم “داعش” أبو الحسن الهاشميّ القرشيّ، وقالت في بيانٍ مقتضب، إنّه “قُتل في منتصف تشرين الأول الماضي، في درعا جنوب سوريا، وذكرت أنّ مسلحي المعارضة قاموا بالعملية.
وقال المتحدث باسم القيادة المركزية (سنتكوم)، جو بوتشينو، إن “مقتل أبو الحسن الهاشمي القرشي هو ضربةٌ أخرى لداعش”، غيّر أنّه لفت إلى أنّ “التنظيم” لا يزال يُشكل خطراً على المنطقة.
وفي السياق نفسه، نشرت معرفات مقربة من “داعش” تسجيلاً صوتياً نُسِب إلى المتحدث باسمه المدعو “أبو عمر المهاجر” أعلن فيه مقتل “أبو الحسن الهاشمي القرشي”، دون تحديد مكان وزمان مقتله. كما أعلن تعيين المدعو “أبو الحسين الحسينيّ القرشيّ” متزعماً جديداً خلفاً للمقتول. وحثَّ المتحدث عناصر “داعش” في جميع الدول على مبايعة المتزعم الجديد، الذي لم ترد في التسجيل الصوتيّ تفاصيل عنه.
ويرجّح مراقبون أنّ إعلان الجيش الأمريكيّ يقصد به القياديّ المعروف باسم “عبد الرحمن العراقي” الذي قُتل على يد مسلحي مدينة جاسم، منتصف شهر تشرين الأول الماضي، وكان معروفاً باعتباره أمير خلايا “داعش” جنوب سوريا، وتبين حالياً أنّه “خليفة داعش” وكان يستخدم ذلك اللقب للتمويه.
وكان مسلحو مدينة جاسم قد شنّوا حملة على منازل تحصّن داخلها خلايا من “داعش”، في 14/10/2022، واستمرتِ الاشتباكاتُ حتى تفجير أحد المنازل، ومقتل المتحصنين داخله وكان من بينهم المدعو “عبد الرحمن العراقيّ”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القوميّ الأمريكيّ، جون كيربي، إنّ البيت الأبيض يرحّب بنبأ مقتل “زعيم الدولة”، وأضاف رداً على سؤال عن تقارير الوفاة “نرحّب بإعلان أن زعيماً آخر لتنظيم الدولة لم يعد يمشي على وجه الأرض”.
الرواية التركيّة الأولى جاءت بتاريخ 26/5/2022، وتفيدُ بإلقاء القبض على متزعم “داعش” الجديد، زيد العراقيّ؛ المكنى “أبو الحسن الهاشمي القرشيّ”، بعمليةٍ أمنيّة نفذت في إسطنبول منذ أيام. وأكّد موقع “أوضه تي في” التركيّ أن المعتقل هو “أبو الحسن القرشيّ”، دون توضيح كيفية حصوله على المعلومات، لافتاً إلى أنّ أردوغان سيعلن بنفسه خبر القبض عليه. وذكر الموقع أنَّ الشرطة لم تطلق النار خلال مداهمة المنزل الذي كان يقيم فيه.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” الأمريكيّة عن مسؤولين أتراك، وصفتهم بأنّهم “رفيعي المستوى”، أنّه جرى إلقاء القبض على الزعيم الجديد لـ”داعش”، خلال مداهمة جرت مؤخراً في إسطنبول. وذكر المسؤولون، الذين قالت الوكالة إنّهم طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم، إنّ عناصر من شرطة مكافحة الإرهاب وشعبة استخبارات الأمن ألقوا القبض على رجلٍ يعتقدون أنّه هو الذي يقود “داعش” بعد مقتل متزعمهم السابق بعمليةٍ أمريكيّةٍ في سوريا خلال شباط الماضي، وذلك بعد مراقبة مطوّلة قامت بها الشرطة لمنزل كان يقيم فيه بإسطنبول.
ويلقب “أبو الحسن الهاشميّ”، أو “زيد العراقيّ”، أيضاً بـ”أستاذ داعش”، وكان يتولى إمارة ديوان التعليم في “داعش” في فترة تمدده وسيطرته على مناطق واسعة من سوريا والعراق.
الرواية الثانية كانت بإعلان الرئيس التركيّ أردوغان الخميس 8/9/2022 أنّ القوات التركية ألقت القبض على “قيادي كبير” فيما كان يسمى “تنظيم الدولة الإسلاميّة”. وقال أردوغان للصحافة على متن الطائرة خلال عودته لتركيا من جولة في منطقة البلقان إنّ القياديّ الملقب بـ”أبو زيد” واسمه الحقيقيّ “بشار خطاب غزال الصميدعي”. وأضاف أردوغان أنّ تقريراً للأمم المتحدة نُشِر في تموز أفاد بأنّ “الصميدعي” أحد كبار القياديين في “التنظيم الإرهابي”.
وذكرت وسائل إعلام تركيّة أنَّ عدداً من الأدلة يشير الى أنّ “الصميدعي” قد يكون في الواقع الرجل المعروف باسم “أبو الحسن الهاشميّ القرشيّ” وهو عراقيّ يُعتقد أنّه خليفة “داعش” الجديد.
وتابع أردوغان “جرت منذ زمن طويلٍ متابعة ارتباطات هذا الإرهابيّ في سوريا واسطنبول، وحصلت أجهزة الاستخبارات على معلومات حول نيته دخول تركيا بطرق غير شرعية”. وأردف “تم اعتقاله خلال عملية نفذها جهاز الأمن التابع لجهاز المخابرات التركيّة وشرطة إسطنبول”، دون أن يحدد تاريخ هذا الاعتقال.
وفق الرواية التركيّة يُفترضُ أّنّ من يشغل منصب “خليفة داعش” معتقلٌ لدى تركيا منذ أيار أو أيلول الماضي، فيما تعيين إعلان نعي “الخليفة” من قبل “داعش” وتعيين خليفته، وكذلك تأكيد القيادة المركزيّة الأمريكيّة ينسفُ الرواية التركيّة بالكامل.
تحاول الحكومة التركيّة زوراً أن تظهر نفسها شريكاً فاعلاً، في محاربةِ “الإرهاب” وتبرئة نفسها من تهمةِ دعمه، ولذلك روّجت لخبر اعتقال “الصميدعي” وأنّه الخليفة ” أبو الحسن الهاشمي القرشي”.
إنجازات أمنيّة في الزمن الانتخابيّ
في سياق ترتيب ملفات الانتخابات، أعلنت أنقرة عن إنجازات أمنيّة، وقالت إنّ الاستخبارات التركيّة ألقت القبض على خمسة عناصر من مرتزقة “داعـش” بينهم المدعو “محمد خالد علي” الملقب “أبو سيف التدمري” هو مسؤول منطقة سري كانيه.
ونقلت وكالة “الأناضول” عن مصدر أمنيّ، الخميس1/12/2022، أنّ “الاستخبارات التركية ألقت القبض على خمسة إرهابيين بينهم قيادي من داعش في شمال سوريا، بالتنسيق مع القوات المحليّة”. وأن “ذلك تم ضمن عملية خاصة شمال سوريا”، مشيراً إلى أن “من بين العناصر الإرهابيّة ما يسمى الضابط الميداني لمنطقة نبع السلام”.
كما أعلنت السلطات الأمنيّة التركيّة أنّها ألقت القبض، الخميس أيضاً، على 13 مشتبهاً في عملية ضد “داعش” في ولاية إسطنبول. وأنَّ العمليّة شملت 16 مكاناً في 10 أقضية تابعة لإسطنبول.
من الواضح أنّ الإنجازاتِ المعلنة يقصد بها الدعاية الانتخابيّة، وأنقرة تعلم مسبقاً بأماكن وجود قياديي “داعـش” على أراضيها وكذلك في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتستثمرهم في تنفيذ عمليات الاغتيال المختلفة.
عندما يتحدث مسؤولو أنقرة عن الإرهابِ فهم يقصدون الكردَ وحدهم. وقد استخدمت إرهاب “داعش” لتزوير بيئة الانتخاباتِ، لتفضيَ إلى النتائج التي تريدها. وفي إحصائيّة نشرتها وكالة الأناضول في 28/10/2022، قالت أنّ الجيش التركيّ قام بتحييد 17 ألف ممن سمّـهم “إرهابيّ” وهي تقصد حصيلة عمليات العدوان الثلاث.
ما يحدث اليوم يعيد للذاكرة الانتخابات النيابيّة التركيّة في 7/6/2015 والتي أسفرت عن نجاحٍ غير متوقعٍ لحزبِ الشعوبِ الديمقراطيّ، وتراجع العدالة والتنمية إلى 41%، ولم يكن بمقدور العدالة والتنمية تشكيل حكومة لوحده، فعطل تشكيل حكومة ائتلافيّة، فكان لابد من جولة انتخابات ثانية في 1/11/2015، وحتى ذلك الموعد وقعت في تركيا ست عمليات تفجير، كان إحداها في مدينة سروج في 20/7/2015، وأودت بحياة 32 شخصاً من النشطاء المدنيين، واستهدف تفجيرٌ تجمعاً لأنصار حزب الشعوب الديمقراطيّ في أنقرة في 10/10/2015، ما أودى بحياة 128 شخص، وتعرضت مكاتب حزب الشعوب الديمقراطيّ للاعتداء. وفي هذه البيئة جرت جولة إعادة الانتخابات. وأرادت الحكومة التركيّة إظهار نفسها ضحية للإرهاب، وأنّ البلاد في حالةِ حربٍ وتحتاج لقيادةٍ قويةٍ، وليس حكومة ائتلافيّة.
القصف التركيّ كان غطاء للهروب
في أول ليلة للتصعيد التركيّ الأخير تمّ استهداف موقعٍ قريب من مخيم “روج” في منطقة ديرك، ويوم الأربعاء 23/11/2022، قصفتِ المسيّراتُ التركيّة موقعاً لقواتِ حمايةِ مخيم الهول “قوى الأمن الداخلي”، ما أدّى لاستشهاد سبعة أعضاء، واستغلت عوائلٌ بالمخيم الظرف للهروبِ، وفي اليوم نفسه تمَّ قصفُ محيط سجن “جركين” قرب مدينة قامشلو، والذي يحتجز فيه آلاف من مرتزقة “داعش”.
وتمكنت مجموعة أفراد من عوائل “داعش” من الهرب من المخيم، الجمعة 25/11/2022، مستغلةً حالةَ اضطرابٍ فيه تزامنت مع تحليقٍ مكثفٍ للمسيّراتِ التركيّة فوق المنطقة، وهو أمرٌ شجّع بعض العوائل للاستمرارِ في الاستعصاءِ. إلا أنّ أنّه تم إلقاء القبضِ على الهاربين بعد فترة قصيرة.
ومن الواضحِ أنّ القصفَ التركيّ يستهدفُ خلقَ بيئةٍ من الفوضى والاضطراب تساعدُ على هروبِ المعتقلين أو عوائلهم في المخيمات، ويُنظر إلى كلّ محاولةٍ لتهريبِ معتقلي “داعش” أو عوائلهم، على أنّها مسعى لإحيائه ليتمكنَ من الانتقالِ من طورِ الكمونِ (الخلايا النائمة) إلى الظهور (السيطرة الجغرافيّة)، عبر إخراج آلاف المعتقلين من السجن. وتفيد اعترافاتٌ نشرتها وكالة هاوار لهاربين من مخيم الهول أنّ التنسيقَ جرى مع مهرّب، وأنّه أخبرهم عبر الهاتف الجوال، أنّ ساعات الهربِ ستكون متوافقة مع قصفِ الطيران التركيّ المسير، ووفق الخطة فالوجهةُ إلى مدينة سري كانيه الخاضعة للاحتلالِ التركيّ، ومنها إلى محافظة إدلب حيث يوجد لديهم أقرباء هناك وتم التنسيق معهم. وتسيطر على محافظة إدلب هيئة تحرير الشام/ النصرة سابقاً.
عناصر داعش أمنيون وإداريون
المعلوماتُ حول وجود مرتزقة “داعش” وانتقالهم إلى عفرين المحتلة وانضمامهم إلى صفوف الفصائل التابعة للاحتلالِ التركيّ متضافرة وثابتة، وبعضهم يشغل مواقع قياديّة.
 ففي 9/3/2022 نشرت عفرين بوست أنّ  نحو 24 مرتزقاً من داعش بينهم ست نساء معظمهم من الجنسية السوريّة، وجرى تهريبهم وتأمين وصولهم من قبل مرتزقة “الجيش الوطني” إلى داخل الأراضي التركيّة ومنها دخلوا إلى إدلب لينتهي بهم المطاف في كنف مرتزقة “جيش الشرقيّة” المسيطرة على أجزاء من مدينة جنديرس، وتم استقبالهم من قبل مرتزقة “جيش الشرقية” التي وفّرت لهم مساكن في المدينة وسط مخاوف الأهالي من تزايد مرتزقة “داعش” وبخاصةٍ في صفوف الفصائل التي ينحدر عناصرها من المنطقة الشرقيّة في سوريا، وخاصةً مرتزقة “أحرار الشرقيّة” و”جيش الشرقيّة” و”تجمع أبناء دير الزور” وغيرها.
ونشرت منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة” في 28/6/2021 تقريراً بعنوان انتهاكات بلا محاسبة: من “الدولة الإسلاميّة” إلى “الجيش الوطنيّ” تضمّن رصد 11 قياديّاً من الصف الأول والثاني في مرتزقة “الجيش الوطنيّ”، عسكريين وإداريين بشكلٍ أساسيّ، وستة مسؤولين أمنيين و10 عناصر برتب ومناصب مختلفة، قاتلوا سابقاً في صفوف “داعش” وتبوأ بعضهم مناصب في “التنظيم الإرهابيّ” المحظور دوليّاً قبل الانتقال إلى البنيةِ التي أسستها أنقرة تمهيداً لاحتلال مناطق في الشمال السوريّ عبر ثلاث عمليات عسكريّة متتابعة، بحسب التقرير.
وذكر التقرير أنّ عشائر معينة في مناطق انتشار” داعش” لعبت دوراً بارزاً في انضمام مرتزقة “داعش” إلى صفوف ما يسمّى “الجيش الوطنيّ”، وخاصةً بعد خسارة “داعش” لمناطق سيطرته، واستجاب قياديون في  “الجيش الوطني” من أمثال “أبو حاتم شقرا” و”حسين الحمادي” لمناشدات المقاتلين المحاصرين ووساطات شيوخ العشائر وبدأوا باستقبال “عناصر داعش” في صفوف فصائلهم، ليتم استغلالهم لاحقاً في العملياتِ العسكريّة التي نفذها مرتزقة “الجيش الوطني” بإمرةِ تركيا، كما يوجد العديد من عناصر “داعش” في صفوف باقي فصائل المرتزقة مثل “الحمزات” و”السلطان مراد” و”صقور الشمال” وسواها.
ملاذات داعش
تركيا ليست شريكاً موثوقاً في محاربة “داعش” وتثبتُ الوقائع أنّ المناطقَ الخاضعة لسيطرة الجيش التركيّ قد أضحت ملاذات آمنة لقادةِ “داعش” على أرفع مستوياتهم، فقد قُتل متزعم “داعش” المدعو “أبو بكر البغداديّ” في 27/10/2019 في قرية باريشا التابعة لمنطقة حارم بريف إدلب الشمالي، وفي اليوم التالي تمّت تصفية المدعو أبو الحسن المهاجر المتحدث باسم داعش في منطقة جرابلس الخاضعة لسيطرة الجيش التركيّ، وكتب حينها منسق شؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمجلس الأمن القوميّ، بريت ماكغورك، مقالاً افتتاحيّاً بصحيفة واشنطن بوست، مشيراً إلى أنَّ مخبأ البغداديّ كان قرب موقعٍ عسكريّ تركيّ كبيرٍ، وشدّد أنّ على أنقرة تفسير ذلك. “إنَّ تركيا سمحت بعبور 40 ألف مقاتل من الجهاديين من 110 دول حول العالم جاؤوا إلى سوريا. وقال: “إنَّ تركيا سمحت بعبور 40 ألف مقاتل من الجهاديين من 110 دول حول العالم جاؤوا إلى سوريا”.
 كما قتل المدعو “عبد الله قرداش” وهو المتزعم الثاني لداعش بعمليةٍ للتحالف الدوليّ في 3/2/2022 في بلدة أطمة في محافظة إدلب أيضاً القريبة من الحدود التركيّة.
وفي 12/7/2022 نفذ التحالف الدوليّ عملية في قرية خالطان بمنطقة عفرين المحتلة، تمت فيها تصفية المدعو “ماهر العكال” الذي كان يشغل منصب ما يسمى “أمير بلاد الشام”، وكان برفقته قريبه “منهل العكال” وهو أيضاً قياديٌّ في “داعش”.
تذرعت أنقرة بالتفجير الذي وقع في شارع الاستقلال بمنطقة تقسيم بمدينة إسطنبول في 13/11/2022، لشنّ العدوان على شمال وشرق سوريا، وتبين أنّ منفذته المدعوة “أحلام البشير” كانت منضوية في صفوف “داعش” وهي من عائلة “جهاديّة”، قُتل ثلاثة من أشقائها في صفوف “داعش” في الرقة ومنبج والعراق، وكان لديها شقيق رابع في ناحية شيه/ شيخ الحديد، في عفرين المحتلة وكان يحظى بحماية مرتزقة “سليمان شاه/ العمشات” وتمّ نقله من قبل الاستخبارات التركيّة بصمتٍ قبل أيام. ونفت قيادة “قسد” علاقتها بالتفجير، وأكّدت أنّ لديها الأدلة الكافية التي يمكنها عرضها على لجنة تحقيق دوليّة.
kitty core gangbang LetMeJerk tracer 3d porn jessica collins hot LetMeJerk katie cummings joi simply mindy walkthrough LetMeJerk german streets porn pornvideoshub LetMeJerk backroom casting couch lilly deutsche granny sau LetMeJerk latex lucy anal yudi pineda nackt LetMeJerk xshare con nicki minaj hentai LetMeJerk android 21 r34 hentaihaen LetMeJerk emily ratajkowski sex scene milapro1 LetMeJerk emy coligado nude isabella stuffer31 LetMeJerk widowmaker cosplay porn uncharted elena porn LetMeJerk sadkitcat nudes gay torrent ru LetMeJerk titless teen arlena afrodita LetMeJerk kether donohue nude sissy incest LetMeJerk jiggly girls league of legends leeanna vamp nude LetMeJerk fire emblem lucina nackt jessica nigri ass LetMeJerk sasha grey biqle