قامشلو/ سيدار رشيد ـ
أصبحت حياة الأطفال في شمال وشرق سوريا أكثر عرضةً للخطر في الفترة الأخيرة، إذ تصاعدت الهجمات الشديدة والقصف التركي في كافة أنحاء المنطقة، وفي الوقت الذي بات فيه الأطفال مهددين بأخطار أكبر من جراء القصف والقتال، أصبح التعليم ضحية أخرى من ضحايا النزاع، حيث تعرضت العديد من المدارس في شمال وشرق سوريا لهجمات المحتل التركي فبات بعضها متضررةً وبعضها الآخر مدمرةً بشكلٍ كامل.
لم تكتفِ دولة المحتل التركي بإغلاق المدارس فحسب، بل دمرت العديد منها بشكل كامل من خلال الهجمات الهمجية التي تشنها على مناطق شمال وشرق سوريا بشكل عام، وخاصة المدارس الواقعة على الخط الحدودي الواقع من الشهباء حتى مدينة ديريك.
إغلاق المدارس
وبهذا الصدد التقت صحيفتنا “روناهي” الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا “سميرة حج علي” والتي حدثتنا عن وضع المدارس والطلاب بشكل عام بعد الهجمات الأخيرة قائلة: ” بسبب الهجمات الهمجية وقصف المحتل التركي لمناطقنا في روج آفا، قاموا بتدمير العديد من المدارس بشكل كامل وإلحاق الضرر ببعضها الآخر، ما أدى إلى حرمان أطفالنا من حقهم في التعليم”.
وأضافت سميرة: “منذ فترة وجيزة تم إغلاق المدارس بشكل عام في مناطقنا بسبب الهجمات التركية، وهذا أثر بشكل سلبي على التعليم بشكل عام والطلاب بشكل خاص، فبالرغم من بعض النواقص التي لم نستطع تأمينها لطلابنا في المدارس، إلا إنهم كانوا يعيشون بأمان، ولكن بسبب الهجمات منذ عدة سنوات ماضية، ليس فقط في الفترة الأخيرة، لقد انحرم أطفالنا من التعليم في المدارس الحدودية، لأنها لا تستطيع فتح أبوابها أمام الطلاب حفاظاً على سلامتهم، وبدورهم الطلاب أيضاً لا يستطيعون الذهاب إليها خوفاً من همجية المحتل وقصفه العشوائي على كافة مناطقنا، وكان لهذا تأثير كبير على نفسية أطفالنا.
وأردفت سميرة قائلة: “مدارسنا الحدودية قد أغلقت بشكل كامل كمدارس كوباني مثلاً، ومدارسنا في الجزيرة أيضاً تم إغلاقها لمدة ثلاثةُ أيامٍ على التوالي، بسبب القصف الأخير عليها، لكنها فتحت أبوابها لطلابها من جديد، لكن لا يزال الخوف موجوداً، لأن الوضع الأمني لازال غير مستقرٍ حتى اللحظة، بل هناك نيةٌ للمحتل بالقصف مرةً أخرى، وهذا كله يلعب دوراً سلبياً على نفسية الطالب، وعلى دراسته، وعلى المنهاج بشكل عام، فالمنهاج له نظام محدد ويجب العمل ضمن هذا النظام تماماً، وفي وقتٍ محدد، فتأخير المنهاج يؤثر على التدريس، وعلى المدرسين والطلاب ككل”.