روناهي/ عين عيسى ـ
سخط مهجرو مخيم كري سبي من نية المحتل التركي في شن عملية عدوانية جديدة على مناطق شمال وشرق سوريا، بعد أن هجرهم من بيوتهم، ومارس بحقهم أبشع الجرائم، وبينوا: أن المحتل يُمارس حرباً جديدةً تهدف لاحتلال المزيد من الأراضي بتواطؤٍ وتآمرٍ دولي.
لقد سبّب تجدد العدوان التركي على مناطق شمال وشرق سوريا خلال السنوات، التي تلت عدوانه الأخير في (9/تشرين الأول 2019) كوارث على الأصعدة كافة، حيث أدى لتهجير آلاف السوريين من مناطقهم في (سري كانيه وكري سبي/ تل أبيض)، إلى جانب سلب ونهب وتدمير الممتلكات، وتقويض سبل العيش، وتدمير اقتصاد المناطق المحتلة، واتباع سياسة التتريك، والتغيير الديمغرافي على من تبقى من الأهالي.
كما عملت الدولة التركية المحتلة إلى سرقة مخصصات مياه نهر الفرات المتدفقة إلى الأراضي السورية؛ ما سبب تهديداً مباشراً للأمن الغذائي، وخلق كارثة إنسانية وشيكة، وتهديد الآلاف من القرى والمدن في مناطق شمال وشرق سوريا بخطر العطش، والجفاف.
وكشف المحتل التركي بشن عملية عدوانية جديدة تستهدف مناطق شمال وشرق سوريا بعد تفجير(إسطنبول) المفبرك، حيث صعّد عملياته العدوانية في عموم مناطق شمال وشرق سوريا، ما سبب استشهاد العشرات من المدنيين، وسقوط جرحى، إلى جانب أضرار جسيمة في البنى التحتية الأساسية، “كالمستشفيات والمدارس، ومصافي تكرير النفط، وصوامع القمح وغيرها من المرافق الحيوية”، تبعها تصريحات من مسؤولين أتراك، وعلى رأسهم أردوغان، بنيته في شن عملية عدوانية جديدة على مناطق شمال وشرق سوريا.
نقاوم مخططات المحتل مهما كلفنا الأمر
وبهذا الصدد استنكر مهجرو مخيم كري سبي العمليات العدوانية للمحتل التركي، وسياساته الاحتلالية، التي سببت تهجيرهم من مناطقهم، مؤكدين على خيار الصمود وتحرير الأرض بتصعيد النضال، وذلك خلال لقاءاتٍ أجرتها صحيفتنا “روناهي” مع بعض المهجرين، حيث تحدث المواطن “علي الخلف” لصحيفتنا قائلاً: “عملت الدولة التركية منذ دخول الأزمة السورية على تقويض الأمن والاستقرار، ودعم الجماعات المسلحة لتدمير البنية التحتية، التي بنيت بدماء السوريين؛ لذا فهي تسعى بشتى الطرق لإذلال وإخضاع الشعوب لتطبيق سياستها الاستعمارية والتوسعية على الأرض السورية”.
وأضاف: “نحن هنا الآن في مخيمات التهجير بسبب تلك الممارسات العدوانية والأعمال الإجرامية للدولة التركية، نقاوم رغم أننا في خيمة، ولم نقبل العيش تحت نيره، وظلمه وتسلطه، وهذا حال من بقي من أهالينا في المناطق المحتلة، فهم كل يوم على موعد مع ممارسات المرتزقة والجيش التركي المحتل، الذي يضيق عليهم، ويحاربهم بلقمة عيشهم”.
واختتم حديثه بالقول: “لا خيار أمام شعوبنا السورية إلا بالمقاومة، ومواجهة الجرائم، والمخططات التركية، ووضعها عند حدها، والعمل على تحرير الأراضي السورية كافة من المعتدي التركي، والمرتزقة التابعين له”.
أساليب جديدة لتبرير العدوان
بدوره أوضح المهجر “صالح الشواخ” قائلاً: “إن الدولة التركية تختلق الذرائع من جديد، لاقتطاع المزيد من الأراضي السورية، وهي الذرائع نفسها، التي أعلنت عنها عندما بررت عدوانها على مقاطعة كري سبي، وسري كانيه، بأكاذيب حماية أمنها القومي، وترحيل السوريين من أراضيها لتطبيق سياسة التغيير الديمغرافي على حساب أراضي وممتلكات السوريين المهجرين”.
كما وحذر الشواخ من استمرار الجرائم والممارسات العدوانية للدولة التركية المحتلة ضد الشعوب السورية، مبيناً بأنهم كـ “مهجرين” عانوا نصيباً من سياسات الدولة التركية العدوانية، وسيقاومونها بالإرادة والصبر حتى تحقيق النصر والعودة إلى بيوتهم ومناطقهم، التي هجروا منها”.
استغلال الصمت الدولي للمضي بمخططاتها الاحتلالية…!
من جانبها نددت المهجرة “مها الويس” بالأساليب الخبيثة، التي تمارسها الدولة التركية المحتلة تجاه الشعوب السورية، وتساءلت: “أين المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية من هذه الممارسات العدوانية …؟!، ولماذا يلتزمون الصمت حيال العدوان المتجدد من قبلها…؟”.
واختتمت بالقول: “إلى الآن لم نر تحركاً فعلياً أو موقفاً واضحاً من الأطراف الدولية لدعم مقاومة وصمود الشعوب السورية بوجه الآلة العسكرية التركية، لذلك تعمل هذه الدولة من خلال أساليبها إذلال وتجويع الشعوب السورية، وهم يراهنون على هذا الأمر، ولكن بالإرادة والمقاومة والصبر سنقاوم هذه الممارسات، وسوف ننتصر في النهاية”.
