الحد من العنف الممارس ضد المرأة… مفتاح التغيير وحل القضايا العالمية 

روناهي/ قامشلو-

أكدت نساء قامشلو أن العنف الممارس ضد المرأة، هو من أهم العوائق والحواجز التي تعترض مسيرة المرأة نحو العيش بمجتمع واعٍ لقيم وكرامة المرأة، فيجب على النساء عامة مناهضة هذا العنف؛ لترسيخ دورها الفاعل في تجسيدها لمبادئ وقيم المجتمع، ومشاركاتها في مجالات العمل كافةً.

إنَّ العنف ضدَّ المرأة له تاريخ طويل للغاية، ويُعَد أحد أكثر انتهاكات حقوق الإنسان انتشاراً واستمراراً، وعلى الرغم من أن حوادث، وشدّة هذا العنف قد تباينت مع مرور الوقت، لكنها تختلف بين المجتمعات، وغالباً ما يُنظَر إلى هذا العنف، على أنَّه آليّة لإخضاع النساء، سواءً في المجتمع بشكل عام، أو في العلاقات الشخصية، وقد ينشأ العنف من الشعور بالاستحقاق، أو التفوق أو كره النساء.

فيما تؤثِّر العواقب السّلبيّة المترتبة عن العنف ضد المرأة، على صحّة النساء النفسيّة والجنسيّة والإنجابية في مراحل حياتهنّ بشكل عام، على سبيل المثال، لا تمثل سلبيات انعدام التعليم المبكر العائق الرئيسي لحق الفتيات في التعليم، وتعميمه فقط، بل في النهاية تقيّد الوصول إلى التعليم العالي، وتؤدِّي إلى محدوديَّة خلق فرص الشغل للمرأة داخل سوق العمل.

دور المرأة الفعال في المجتمع

وكما نرى اليوم في مجتمعنا أيضاً الانتشار الكبير لهذه الظاهرة، التي تعيق مشاركة المرأة وممارسة دورها الفعّال في المجتمع، سواءً في العمل، أو التعليم، أو في أخذ حقها من الميراث مثلاً، أو حتى في بيتها، وذلك بسبب العادات والتقاليد البالية، التي يعاني منها مجتمعنا، ما نلاحظ اليوم أن الكثير أيضاً من النساء، تُعامَل في بيتها باستخدام أسلوب متخلّف، فمثلاً تُعامَل، وكأنّها خادمةً، أو جاريةً عند ملك.

لقد انتهى ذلك الزمان، الذي كانت تجبر فيه المرأة على قيامها بأعمال لا تتماشى مع رغبتها وعقليتها، وإرغامها على العيش في ظلّ استغلالها، وتطبيقه اليوم على أرض الواقع في مناطق شمال وشرق سوريا، فمشاركة المرأة في تنمية وتطوير المجتمعات، ودورها الراسخ في المشاركة حتى في الحروب، وقد أثبتت للعالم أجمع قوّتها وجبروتها الصارم.

وقد أفادت “غزالة المضحي” لصحيفتنا “روناهي” برأيها عن هذا الشيء قائلة: “إنَّ من أهم أشكال إزالة العوائق والحواجز عند المرأة، هو مناهضة العنف ضدّها، فلم نر في نساء مجتمعنا سوى الدّور الفاعل، والرّاسخ في تجسيدها لمبادئ وقيم المجتمع، ونلاحظ أيضاً مشاركاتها في مجالات العمل كافةً، تقوم بمهام وواجبات عدّة، وقد اثبتت جدارتها وإرادتها القوية، التي لا تلين على الأصعدة كلها”.

تحرير المرأة من مبادئ العبودية والاستغلال

وتابعت: “فمثلاً المرأة، التي تعمل بوظيفة في أي دائرة كانت، تقوم بإدارة عملها، ومن ثمَّ ترجع إلى البيت، وتدير بيتها وتدير شؤون أولادها وزوجها عل أكمل وجه، أي إنها تستطيع العمل داخل وخارج المنزل معاً وتنظم بينهما، فالمرأة إرادتها عظيمة صامدة، وحازمة في تدبير الكثير من الأمور، التي يعجز الرجل عن القيام بها وتنظيمها”.

وأشارت غزالة إلى: “أنه يجب أن تتحرر المرأة من مبادئ العبوديّة والاستغلال، ومن الذهنية السلطويّة الذكوريّة، فالمرأة حرّة تعيش في زمن حر، في زمن انتهى فيه التخلّف، وكُسِرَت فيه قيود العبوديّة والاستغلال، فالمرأة تعمل، وتنجب، وتربي، وتدير بيتها، واجباتها”.

وأبدت رئيسة هيئة المرأة بإقليم الجزيرة “أفين باشو” رأيها بهذا الصدد قائلةً: “باعتبار أزمة المرأة هي محور أزمات الشرق الأوسطية، والأزمات العالمية، فأيُّ حلٍّ جذريٍّ للأزمات الموجودة في الشرق الأوسط، والأزمات العالمية، يجب أن تمر من حلِّ أزمة المرأة”.

تحقيق المساواة…

وأضافت على ذلك: “انطلاقاً من هذا المبدأ، وكون أزمة المرأة هي المحور، وبحلها تتمكن مجتمعاتنا من أن تعيش بحياة سليمة، وذلك أثبت مع انطلاق ثورة 19 تموز، والتي عُرِفت بثورة المرأة، قامت مؤسسات وتنظيمات نسائية بتنظيم أنفسهنَّ لتحقيق المساواة الحقيقية بين الجنسين، ولتجسيد مبدأ العدالة ضمن المجتمع للوصول إلى مجتمع ديمقراطي حر يسوده العدل والمساواة”.

واستكملت أفين: “من إحدى المحطات المهمّة في تاريخ المرأة، هو مناهضة العنف ضد المرأة، والذي يعدّ حدثاً تستذكره المؤسسات والتنظيمات النسائية العالمية المنادية بتحرر المرأة، ونيلها لحقوقها، ونحن النساء موجودات في شمال وشرق سوريا بكافة مؤسساتنا نستذكر هذا اليوم، تحت شعار jin jiyan Azadî-المرأة حياة حريّة) وضدّ كافة أشكال عنف الدولة وذهنية الرجل”.

وزادت: “تمَّ التركيز على هذا الشعار انطلاقاً من الاستهداف الممنهج، الذي تتعرض له النساء في شمال وشرق سوريا على وجه الخصوص، والنساء الرياديات على مستوى العالم بشكلٍ عام، وقد أصبح هذا الشعار عالمياً، وتردده النساء في جهات العالم، وتردده أيضاً التنظيمات المنادية بالعدالة والمساواة”.

لا يزال العنف ضد المرأة يشكل حاجزاً في سبيل تحقيق المساواة والتّنمية والسلام، وكذلك استيفاء الحقوق الإنسانية للمرأة والفتاة، على الأصعدة كافة.