بشائر خير لموسم مطري ينتظرها مربو الثروة الحيوانية جنوب الحسكة

الشدادي / حسام الدخيل –

مع بدء الهطولات المطرية، يتأمل مربو الثروة الحيوانية في جنوب الحسكة خيراً بعد سنين عجاف، أرهقت المربين والمواشي على حدٍ سواء، متأملين استمرار الفعاليات الماطرة لإنبات النباتات الرعوية، التي من شأنها تغذية مواشيهم وخصوصاً في ظل موجة الغلاء التي طالت الأعلاف.

وتسببت موجة الجفاف التي طالت المنطقة، إلى انحسار المساحات الرعوية بشكل كبير؛ ما اضطر غالبية المربين إلى التخلص من جزء من مواشيهم، لسد متطلبات ما تبقى لديهم من ماشية.

وفي هذا السياق بين لصحيفتنا “روناهي” المربي “إبراهيم المحمد” المنحدر من بلدة الحدادية جنوب الحسكة: “منذ قرابة عامين خسرت أكثر من ثلاثة أرباع المواشي، التي كنت أقوم بتربيتها، حيث لم يبقَ لدي الآن إلا خمسون رأساً من الغنم فقط، وتعاني معظمها من الجوع المفرط، حتى لم تعد تقوى على التحرك”.

“ارتفاع سعر العلف”

ويضيف: “قمت بالتخلي عن جزء كبير من الماشية، لأني لم أعد أقوى على تربيتها بسبب الجفاف، الذي طال المنطقة، وانعدام المساحات الرعوية من جهة، ومن أجل تأمين ثمن العلف لما تبقى لدي من رؤوس ماشية من جهة أخرى، وخصوصاً مع الارتفاع الكبير في ثمن الأعلاف”.

ويبلغ سعر الكيلوغرام من النخالة في السوق السوداء 1400 ليرة سورية، فيما يباع الكيلوغرام من الشعير بـ 2800 ليرة، بينما الكيلوغرام من التبن يتراوح بين الـ 400 والـ 500 ليرة.

ويتابع: “هذا العام لم نتمكن أيضاً من زراعة أي جزء من الأرض الواقعة على نهر الخابور، بسبب جفاف نهر الخابور بشكل كلي، وانخفاض كميات المياه في سد الحسكة الجنوبي المغذي للنهر”.

ويعتاد مربو الثروة الحيوانية، ممن يمتلكون أراضي زراعية، في كل وقت من هذا العام بزراعة جزء من أراضيهم بمحصول الشعير، والذي يطلق عليه محلياً اسم “الچاير”، والذي يعتمدون عليه في تغذية مواشيهم في هذا الوقت.

مطالب لجهات المعنية بدعم مربي الثروة الحيوانية

وزاد المحمد في حديثه: “علاوة على ذلك لم يستلم غالبية مربي المواشي الأعلاف من لجنة الثروة الحيوانية، وسط غلاء ثمنها في السوق السوداء، وعجز المربين عن تأمينها، وطالب الجهات المعنية، بضرورة دعم المربين، وخصوصاً بعد فقدان المنطقة لجزء كبير من الثروة الحيوانية”.

وتأمل المحمد في ختام حديثه، أن تستمر الفعاليات الماطرة هذا الموسم، على أمل أن يتحسن حال الماشية، التي أضناها الجوع على مدار عامين من الزمن.

عملية التوزيع تتم حسب الإمكانات

ومن جهته، قال الإداري في لجنة الثروة الحيوانية بالشدادي “محمد الجمعة”: إن عملية توزيع الأعلاف لمربي الماشية تكون حسب الإمكانات المتاحة وأكد على ذلك بقوله: “حيث يتم التوزيع على الأرياف، والقرى حسب الترتيب الأبجدي للقرى، وسيتم استهداف المناطق كافة”.

وتخصص الإدارة الذاتية عشرة كيلو غرامات لكل رأس من الغنم بسعر 750 ليرة، بعد أن قامت برفع سعرة، حيث كان يوزع بـ 450 ليرة سورية.