في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة… مناشدات برفع وتيرة النضال

كوباني/ سلافا أحمد–

حيّت عضوة منسقية مؤتمر ستار في إقليم الفرات “أمينة بكر” مقاومة المرأة الحرة والمناضلة في العالم، وشددت على ضرورة أهمية هذا اليوم لديهنَّ، الذي تعده النساء يوماً لتتكاتف المرأة فيها ضد أنواع الظلم والعنف ضدها، مؤكدة ضرورة الرفع من وتيرة نضالهن ومقاومتهن بوجه الفاشية حتى تحرير نساء العالم كافة.

يحتفل العالم في 25 تشرين الثاني من كل عام باليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، ويعود اختيار هذا اليوم؛ ليكون يوماً لإعادة الحياة والروح للمرأة بعد مقتل الأخوات ميرابال الثلاثة وهن (باتريسيا، وماريا، وأنطونيا) الناشطات السياسيات والنسويات في جمهورية الدومينيكان وكان ذلك عام 1960.

في عام 1999، صدر قرار من الجمعية العامة للأمم المتحدة باعتبار 25 تشرين الثاني من كل عام يوماً للتوعية بأشكال العنف جميعها ضد المرأة، المتمثل بالاغتصاب، والعنف أسري، والزواج القسري، وأي شكل من أشكال العنف الجسدي، أو النفسي، الذي يقع على المرأة، كما يشمل ذلك أشكال الإكراه والإجبار والمراقبة كلها، سواء داخل الأسرة، أو خارجها.

وتعدّ نساء شمال وشرق سوريا هذا اليوم يوماً مميزاً لهن، بالتصعيد من نضالهن ومقاومتهن الباسلة فيها، ويعتبرنه بأنه يوم للمقاومة ونضال بوجه الطغاة والفاشية.

وحول أهمية هذا اليوم المميز لدى نساء شمال وشرق سوريا؛ التقت صحيفتنا مع عضوة منسقية مؤتمر ستار في إقليم الفرات أمينة بكر، التي حيّت بداية حديثها مقاومة المرأة الحرة في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، وقالت ليوم الخامس والعشرين من تشرين الثاني أهمية كبيرة لنا نحن نساء المنطقة، كوننا نعدّه يوماً لتكاتف المرأة فيه ضد أنواع العنف والظلم.

وقالت: “السلطات الدكتاتورية مع تطور المجتمع أرادت بناء نظام فاشي جديد لهم، لذا حاولوا التحكم بالمجتمع عبر سلب المرأة دورها الريادي في الحياة وسرقوا منها حقوقها، كونها هي التي كانت العقل المدبر الحقيقي للمجتمعات حينها، لكن مع الأسف بمخططاتهم وأنظمتهم الفاشية تمكنوا من تجريد المرأة من حقوقها وأبعادها عن حقيقتها الحرة وتحويلها لسعلة لتلبية احتياجاتهم”.

وأضافت “لقد تمكنت تلك السلطات والقوى المهيمنة في العالم بعد خضوع المرأة لعبوديتهم من فرض العبودية الكاملة على المجتمع في شخصية المرأة، كون المرأة هي من تلد نصف المجتمع وتربي النصف الآخر، فإذا كانت المرأة عبدة لهم فلا محال بإن يكون المجتمع أيضا عبدا لسلطاتهم”.

وأشارت قائلة: “إن راجعنا التاريخ سنرى بأن هنالك الآلاف من النساء اللواتي ناضلت وسعت جاهدة لكسر تلك القوقعة الفاشية عليها، وأصبحت نلك النساء بنضالهن الأيقونة الحرة لمسيرة المرأة المناضلة، وكان من ضمنهم المرأة الكردية التي كانت بفكر القائد عبد الله أوجلان المرأة الحرة الريادية في المجالات الحياتية، وأصبحت بتلك المقاومة العظيمة المثال الأعظم الذي تحتذي بها نساء العالم أجمع”.

واستكملت حديثها قائلة: “ولكن مع الأسف تلك الانتصارات التي حققتها المرأة في شمال وشرق سوريا سواء في المجال الأيديولوجي أو العسكري، لم تكن تروق للسطات الحاكمة والمستبدة على المنطقة، لذا أرادوا عبر مرتزقة داعش النيل من تلك الانتصارات وسحقها، وكان الشاهد الأعظم على ذلك نساء شنكال اللواتي أصبحن الطعم لمرتزقة داعش حينها، لكن مقاومة ونضال النساء كانا لهم بالمرصاد، وتمكنت المرأة من إفشال مخططاتهم ومساعيهم الرامية للقضاء على نضال وثورة المرأة في المنطقة، واستطاعت تلك النساء المقاومات بالفعل من إفشال مخططاتهم الذي أرادوا تنفيذها عبر مرتزقتها الإرهابية، وإخماد ثورة المرأة”.

أمينة بكر أضافت: “الحقيقة التي نعيشها في يومنا الحالي، ونراها بأن ثورة روج آفا، التي عرفت بثورة المرأة الحرة، كان لها صدى كبير وقوي في الأوسط العالمية؛ ما أجبر العالم على الاعتراف بنضالها، وكان لها صداها الكبير في العالم أجمع وخاصة لدى نساء العالم، التي أكدت لهم مقاومة المرأة ونضالها المقدس بأن مقاومة المرأة، لن يستطيع أحد الحد منها، وإن تلك الروح الفدائية والمقاومة لن تستطيع أي قوة إخمادها، وكانت تلك الثورة والمقاومة مثالاً ورمزاً لنساء العالم”.

وأكملت أمينة “لكن ما نراه حالياً من الهجمات والمخططات المكثفة، التي تستهدف ثورة ونضال المرأة في شمال وشرق سوريا، من قبل دولة الاحتلال التركي، التي لا تروق لها هذه الانتصارات العظيمة التي أحرزتها المرأة على مر التاريخ ضمن ثورة روج أفا، ولذلك أغلب هجمات تركيا الأخيرة عملت على استهداف المرأة المناضلة في شمال وشرق سوريا، وكانت رسالة تلك الهجمات، أنهم لن يقبلوا بأي شكل كان فكرة تحرر المرأة، وإنهم سعوا لإخماد ثورتهم مهما كلفهم الأمر، كون حرية المرأة تعتبر حرية المجتمعات بأكملها، وإن تحررت المجتمعات من قوقعة ذهنيتهم الذكورية والفاشية والدكتاتورية لن يبقى مجال لسلطاتهم على الحكم”.

 وأكدت أمينة “مع أي استهداف أو شن هجوم تركي على مناطقنا فإن عزيمتنا وإصرارنا على المقاومة والنضال يزيدان، وكانت مقاومة روجهلات كردستان مثالا على ذلك، فباستشهاد المناضلة جينا أميني ثارت المرأة في أرجاء روجهلات كردستان وإيران، وكانت لهم بمثابة شرارة لثورة ومقاومة لتحرير المرأة من قيود العبودية في روجهلات”.

واختتمت أمينة بكر حديثها بالقول: “في اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة نحن كنساء شمال وشرق سوريا نناشد النسوة بالانتفاضة أمام ممارسات المحتلين والدكتاتوريين وعدم التكتم على ممارساته، وأن نعلن في 25 تشرين الثاني لهذا العام يوما لانتفاض والحرية والمقاومة لنساء العالم كافة، ونصعد فيها مقاومتنا ونضالنا بوجه المستبدين حتى تحرير آخر امرأة في العالم من الظلم والعنف والعبودية والدكتاتورية، وأن تكون المرأة بتلك الروح الحرة الحقيقية”.