قامشلو / جوان محمد ـ
حققت المرأة الرياضية في إقليم الجزيرة وفي بعض المناطق بشمال وشرق سوريا الكثير من الإنجازات المحلية والدولية، واعتُبِر ذلك رسالة ودلالة واضحة بأنها استطاعت التصدي للعنف بأشكاله كافة، والذي كان يُمارس عليها منذ زمن بعيد.
وبعد انطلاق ثورة روج آفا في عام 2012، وكانت الريادة فيها للمرأة تغيرت الحالة الرياضية في المنطقة، وتحققت إنجازات كبيرة بفضل تضافر جهود النساء ومقاومتهن للعادات والتقاليد البالية التي كانت تحرمهن ممارستهن للرياضة، وأثبتن أنهن يمتلكن القدرة والإرادة لتغيير واقعهن مهما كلفهن ذلك من ثمن.
ولكن بنفس الوقت برزت لوحات جميلة في رياضة المنطقة في العديد من الألعاب من خلال تشارك المرأة والرجل لجانب بعضهم البعض في تشكيل الفرق وإدارتها، ووصل ذلك إلى حد أن يقمن الفتيات بالتحكيم في بطولات للشباب مثل التايكواندو والكيك بوكسينغ والكاراتيه والطاولة وإلخ…
ومع اقتراب اليوم الدولي لمناهضة العنف ضد المرأة والذي يصادف 25 من شهر تشرين الثاني من كل عام، نستطيع القول بأن المرأة الرياضية قامت بمواجهة الكثير من المصاعب خلال مسيرتها الرياضية، ولكن بسبب عدم الاستسلام فقد حققت الكثير من الفتيات أهدافهن واستطعن دخول المعترك الرياضي من أوسع أبوابه.
وتصدت الفتاة الرياضية لكافة أنواع العنف اللفظي والإلكتروني مع دخولها للمعترك الرياضي وخاصةً في لعبة كرة القدم، فقد تعرضت للكثير من التنمر والسخرية، ولكن الفتاة في إقليم الجزيرة حققت إنجازات كبيرة، بدأت بالمشاركة بالبطولات في عام 2017 على الملاعب المغطاة الصغيرة “سداسيات” وفي موسم 2020 ـ 2021، انتقلت للعب على الملاعب المكشوفة الكبيرة بـ 11 لاعبة وكان ذلك في الدوري الأول بإقليم الجزيرة وفي كامل شمال وشرق سوريا، وحققت سيدات الأسايش اللقب، وعلى مستوى سوريا حققت لاعبات من أندية إقليم الجزيرة باسم سيدات عامودا لقب الدوري السوري بكرة القدم لأندية السيدات للموسم 2019 ـ 2020، وباسم سيدات الخابور للموسم 2020 ـ 2021، وانضمت مؤخراً أربع لاعبات من أندية الإقليم لتمثيل المنتخب السوري دولياً في بطولة غرب آسيا لكرة القدم للشابات والتي أُقيمت في لبنان، وحققنَ المركز الثاني في البطولة واللاعبات هن: الشقيقتان آية وآهين صديق، ودلناي اسماعيل وسيانت عمر.
وتوِّجت لاعبات في لعبة التايكواندو من فرق مدرسة نمور التايكواندو الدولية في الحسكة بالميداليات الملونة في الأردن وتركيا والعديد من الدول الأخرى، وحصلن على أحزمة دولية للعبة كما حققت اللاعبة شيلان يوسف في لعبة الكيك بوكسينغ العديد من الميداليات على مستوى الوطن العربي، بينما وصل صدى فريق “بدي بسكليت” بقيادة مدربة الفريق ميديا غانم إلى الإعلام العالمي، وأطلقت ميديا غانم في يوم مناهضة العنف الدولي ضد المرأة في عام 2020 مبادرتها، وشكلت بعدها فريق للدراجات الهوائية للسيدات وكان الأول من نوعه في شمال وشرق سوريا.
الكثير من نجمات الرياضة في إقليم الجزيرة بإنجازاتهن يُعبّرن عن تصديهن للعنف ومناهضته ولكن القضية الهامة والتي لا بد ذكرها وهي غياب الدعم والاهتمام المطلوبين من قبل الاتحاد الرياضي في إقليم الجزيرة للرياضة الأنثوية، لأن هناك غياب بطولات للعديد من الألعاب مثل كرة السلة والطائرة وباقي الألعاب تُقام لها في العام بطولة واحدة فقط، وهي لا تكفي لتطوير وتنمية المواهب المتواجدة في المنطقة، لذلك ينبغي وضع خطة استراتيجية جديدة تعمل على تنمية المواهب الأنثوية والبداية من الفئات العمرية للألعاب الفردية والجماعية كافة.
