جوان محمد_
عُقِد مؤخراً اجتماعاً في مدينة الرقة بين هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا وممثلين عن الهيئات واللجان الشبابية والرياضية والاتحادات الرياضية بهدف وضع روزنامة للبطولات الرياضية للعام 2023، ولكن شاهدنا حدوث الكثير من الأخطاء في بطولات 2022، فهل ستتكرر نفسها مجدداً؟.
لا اختلاف كبير
ويبدو أن البطولات للعام الجديد 2023 لن تختلف كثيراً عن بطولات العام الحالي 2022، بحسب المعلومات التي وصلتنا من ضمن الاجتماع، حيث ستقام كما تقرر بطولات كرة القدم للأشبال والناشئين والرجال والسيدات وستضاف إلى البطولات القادمة بطولة لفئة الشباب، كما ستقام بطولات الشطرنج وكرة الطاولة وألعاب القوى، وكرة السلة للرجال والتي لم تُقَم في عام 2022 رغم التحضير لها من قبل الأندية! كما ستقام بطولات للكرة الطائرة للرجال وسيضاف إليها بطولة السيدات ضمن بطولات العام 2023، وستقام بطولة للتايكواندو بعد مطالب كبيرة من فرق إقليم الجزيرة ومنبج بإقامتها، وستكون بطولات الألعاب الجماعية للأندية أما الفردية فستكون بأسماء المنتخبات.
ومن المفترض أن يشارك في البطولات القادمة أندية ومنتخبات من: إقليم الفرات ـ إقليم الجزيرة ـ إقليم عفرين ـ الرقة ـ الطبقة ـ منبج ـ دير الزور.
وستمثل الأندية والمنتخبات إقليم الفرات ويتم الاعتماد على مقاطعتي كوباني، وكري سبي، وإقليم الجزيرة والاعتماد على مقاطعتي قامشلو والحسكة، وإقليم عفرين يمثله الرياضيون المهجرون قسراً من عفرين إلى مناطق مقاطعة الشهباء، بينما يمثل مدينة دير الزور الرياضيون في الريف المحرر من المدينة، بالإضافة إلى منتخبات وأندية من مدن: الرقة، ومنبج، والطبقة.
عوامل النجاح
هناك الكثير من الخطوات الواجب القيام بها في البطولات القادمة لعام 2023 بشكلٍ عام، حتى تصل لنسب عالية من النجاح، وبكل تأكيد المهمة ليست بسهلة، وخاصةً إننا ندرك تماماً بأن البطولات، التي أُقيمت في السابق وخاصةً بطولات عام 2022، قد شهدت سوء تنظيمي كبير، وعمّت الفوضى في الكثير منها، وحصلت خلافات ومشاكل عديدة وعلى وجه الخصوص في بطولات كرة القدم، حيث أصدرت عقوبات مختلفة بهذا الصدد، عدا أنها لم تكون ناجحة بالشكل المطلوب.
علاوةً على أن هناك محاولات من قبل حكومة دمشق، للتشويش على هذه البطولات، والسعي لإفشالها عبر بعض الشخصيات الرياضية، التي تعمل مع الاتحادات العاملة في شمال وشرق سوريا، يجب الانتباه إلى ذلك، فليس كل من ضمن هذه الاتحادات يعمل بنية صافية، ويريد الخير لرياضة شمال وشرق سوريا، وهذه حقائق يدركها المعنيون تماماً.
لا بد من أخذ الحذر، والعمل بجدية على الخروج ببطولات ناجحة في العام القادم، وأولها تخصيص لجنة إعلامية خاصة لتغطية البطولات، ونشرها بشكلٍ يومي مع الإحصائيات، والمعلومات المطلوبة، فبدون التركيز الإعلامي والتغطية المستمرة للنشاطات، التي ستقام لن تصل البطولات لمرادها.
وقد نوهنا قبل البطولات للعام 2022، على نفس الكلام، ولكن لا حياة لمن تُنادي؟ بحيث افتقرت البطولات لمُنسق إعلامي وبات كل اتحاد رياضي ينشر نتائجه، أما النتائج كافة وعبر صفحة من المفترض إنها مخصصة لبطولات شمال وشرق سوريا فقد كانت تُدرَج متأخرة جداً وحتى بعضها كانت تنشر في اليوم التالي!.
القضية الأهم على الإطلاق هي اللجان المنظمة، واللجان الفنية والتحكيمية، والتي من المفترض أن تتصف بالحيادية، وحتى إذا كان لديها انتماء للهيئات، وللجان وللاتحادات، التي تشارك المنتخبات بأسمائها والأندية، يتطلب منها تغليب لغة الضمير والمصلحة العامة على المصلحة الشخصية، بالإضافة إلى الاعتماد على القوانين المعمول بها دولياً، وبهذه الطريقة سوف نتخطى الكثير من المشاكل، والأخطاء، ولا يجوز التجاوز على النظام الداخلي لكل بطولة، ولا يجوز تدخّل أي طرف مهما كان مقامه ومهامه، ويتطلب إرساء القانون والأنظمة المتفقة عليها قبل البطولة على الجميع، وألا تكن مجرد حبرٍ على ورق مثلما حصل في البطولات السابقة من خلال تزوير أعمار اللاعبين في بطولات الفئات العمرية لكرة القدم عام 2022.
ونقطة مهمة أخرى يُتطلب التنويه لها وهي بأن الاتحادات الرياضية تشتكي من قلة الإمكانات المتوفرة، لذلك يُتطلب من هيئة الشباب والرياضة في شمال وشرق سوريا، مد هذه الاتحادات بالميزانية المطلوبة، وأقلها أن نشهد ألبسة منتخبات موحدة، وخاصةً في البطولات الفردية، وتأمين وسائط نقل مناسبة للاعبات واللاعبين، الذين يمثلون المنتخبات القادمة من خارج المدن المقامة فيها البطولات، بالإضافة لتوفير مكان مريح للمنامة، إلى جانب إبعاد لغة المناطقية في التعامل في هذه البطولات، لأن نجاح أي بطولة، لن يُمثل شعباً معيناً أو اتحاداً رياضياً معيناً، بل يُمثل كافة الشعوب والاتحادات الرياضية المتواجدة في شمال وشرق سوريا.
