للحد من ظاهرة التسول قوى الأمن الداخلي ـ المرأة بالرقة تطلق حملتها التوعوية

قامشلو/ روناهي ـ

تحت شعار “عدم التفاعل مع المتسول” ولدحر الظاهرة المتخلفة؛ التسول، التي تشوه حضارة وثقافة البلد، أطلقت قوى الأمن الداخلي ـ المرأة في الرقة حملة توعية بعدم التفاعل مع المتسول، لكيلا يتخذها مهنة تؤدي إلى الضرر بثقافة المجتمع، وحثه على العمل والانخراط في الحياة المجتمعية.

تُشكّل ظاهرة التسول خطراً حقيقياً على المجتمع، حيث تؤخر إعاقة مسيرة الحياة من خلال تعطّل العمل، وانتشار الأشخاص غير المنتجين، الذين يعجزون عن العمل وتحمل المسؤوليات، فيعتمدون على غيرهم في تأمين احتياجاتهم، لذلك لا بدّ من الكشف عن الآثار السلبية المترتبة عن ظاهرة التسوّل، ومحاولة معرفة الأبعاد الاقتصادية، والاجتماعية، والنفسية، والأمنية لهذه الظاهرة؛ والتي دفعت الحكومات لمحاولة اجتثاثها، وتقديم الحلول الجذرية للسيطرة عليها.

وعلى الأساس أطلقت قوى الأمن الداخلي ـ المرأة حملة بهذا الشأن بتوزيع البروشورات التي تتضمن شعارات توعوية للحد من هذه الظاهرة ومنها “اعمل وابني مجتمعك ولا تكن عبء عليه… لا للتسول… التسول مفهوم خاطئ للتراحم ساعدنا في إرشاد المحتاجين… امنح مساعدتك لمستحقيها عبر الجهات المختصة وساهم في الحفاظ على أمن المجتمع….تعاون معنا لحماية ثقافة مجتمعك أن تفاعلك مع متسول هو يعني أنك تهدم ثقافة مجتمعك”.

ولمعرفة التفاصيل عن هذه الحملة التقت صحيفتنا مع الإدارية المشتركة لمكتب الإعلام بقوى الأمن الداخلي ـ المرأة بالرقة عزيزة محمد.

بداية الحملة وأسبابها

تقول “عزيزة” بأن الحملة انطلقت في السادس من تشرين الثاني، واستهدفت نواحي ومناطق المقاطعة كافة وتابعت: “وأكثر الأماكن التي ذهبنا إليها دوار النعيم ودوار الدلة، وعند دوار الساعة، ولم تتوقف الحملة على توزيع بروشورات فقط، ولكن قمنا بتوزيعها بشكل مبدئي، وكمرحلة أولية ريثما نستكمل المراحل الأخرى”.

وعن سبب قيامهم بهذه الخطوة أفادت عزيزة: “الانتشار الكبير لظاهرة التسول بالرقة كان سبباً للقيام بهذه الحملة، فالتسول بشكل عام هدم لثقافة البلد، وحضارة المجتمع، بالإضافة لتسببها بالخلل في الوضع الأمني”.

وعن المسؤولية الواقعة على عاتقهم كقوى الأمن الداخلي ـ المرأة لمنع انتشار هذه الظاهرة ذكرت “من واجبنا كقوى أمن داخلي، أن نحارب هذه الظاهرة”.

وطالبت عزيز “نطالب الأهالي بمساعدتنا والتفاعل معنا للقضاء على هذه الظاهرة” مبينة “لقد تفاعل الكثير من الأهالي، وأصحاب المحال التجارية مع هذه الفكرة، سواء بمساعدتنا بالتوزيع أو تعليق البرشورات على واجهات محالهم”.

الحلول المقترحة

المتسول عندما لا يجد من يعطيه “مالا” وحده يرتدع عن هذه الظاهرة، والمحتاج الحقيقي لا يمد يده لطلب الصدقة، هكذا تقول “عزيزة محمد”.

ومن خلال البحث مع المتسولين تبين أن هناك من يدعي الحاجة والبعض الآخر يجدها مهنة لكسب المال دون بذل أي جهد هذا ما كشفته الإدارية في قوى الأمن الداخلي ـ المرأة بالرقة: “التقينا العديد من المتسولين، ولدى سؤالنا عن سبب تسولهم وعن هذه العادة السيئة، كانت الإجابات متفاوتة فمنهم من يقول: أنه لا يوجد عمل يعمله، ومنهم يقول: لا يستطيع العمل بسبب مشكلة صحية، ومنهم من يراها الطريقة الأقصر لجمع المال، ولا يقتصر التسول على فئة عمرية معينة، بل نشاهد متسولين من الأعمار كافة، ولكن فئة الأطفال، هي الأكثر، وغالباً ما يرتبطون بشبكة تديرهم، وقسم آخر أخذ التسول عادة وعملاً، ولدى إجرائنا مقابلات مع المتسولين وحسب ما صرحوا لنا فهم يكسبون بين  60 و70 ألف يومياً”.

ودعت الجهات المعنية للقيام بمسؤولياتها تجاه هذه الفئة التي تساهم في تفكك المجتمع وإعطاء صورة غير حضارية واقترحت “افتتاح مشاريع صغيرة لهم وتدريبهم على العمل وزرع ثقافة العمل في أفكارهم، لأنهم إذا استمروا على هذه الحال قد يشكلون خطراً على المجتمع، لأن بعضهم يصبح عدائياً جداً عندما لا تعطيه وقد يسرقك، أو يشتمك هذا ما صرح به أحد أصحاب المحال التجارية”.

آفة مضّرة بثقافة المجتمع

المجتمع هو اللبنة الأولى في بناء الوطن، وإذا لم نجد تشييد هذه اللبنة سنتحول إلى مجتمع تسوده الآفات والأمراض الخُلقية، وعندها لن نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام، هذا مضر بسمعة البلد، هذا ما لمحت إليه عزيزة.

ومن خلال التحري بهذا الموضوع تبين بتأكيد من الإدارية عزيزة بأن “يعمل المتسولون كشبكة على شكل مجموعات تتألف من خمسة أو ستة أشخاص لها قائد، ، ينتشرون حسب أوامره في مناطق معينة وفي نهاية اليوم يأخذ المال ليعطي حصة كل منهم”.

وعن عدد المستولين في المنطقة ذكرت عزيزة: “لا توجد إحصائية تقريبية لعدد المتسولين”، منوهة بأن هذه الظاهرة سلبية تؤثر على ثقافة المجتمع سمعة البلد بالدرجة الأولى.

واختتمت عزيزة محمد حديثها: “هذه الحملة الأولى من نوعها، ولن تكون الأخيرة، الحملة أطلقت باسم أسايش المرأة، وشاركت فيها قوات النجدة بشكل مباشر وكذلك الترافيك، كونهم قوى داعمة للوضع الإنساني”.