No Result
View All Result
المشاهدات 0
صلاح الدين مسلم_
تعتمد النيوليبراليّة على تقسيم المجتمع إلى ثلاث طبقات؛ الطبقة العُليا التي تعيش على هامش المجتمع وهي العالة عليه، وهي التي تكدّس المال، وتحتكر كلّ شيء، وتمثّل 5% من المجتمع، والطبقة الوسطى التي تعتبر جنود الدولة في الدفاع عن ماهيّتها والتسويق لها على أنّها الحلّ النهائيّ، والطبقة الدنيا التي تشكّل غالبيّة المجتمع والتي تُخدَّر بمعيّة الطبقة الوسطى المُخدَّرة بالأساس، وما المثقّفون إلّا أداة بيدهم، فهم يناضلون بأقلامهم في سبيل ترسيخ هذا الجوّ الذي يُعدّ الملاذ الذي لا ملاذ سواه، أمّا الطبقة الدُنيا التي خرجوا من رحمها، فلا يهتمّون بها البتّة؛ من خلال الحريّة الفرديّة التي يسعَون إليها.
إنّ طرح البديل لهذه الليبراليّة السلطويّة الطبقيّة بشكلٍ واضح من مهام المجتمع المتحرّر، فهذه المصطلحات حول السلطة والإدارة والديمقراطيّة والدولة والمجتمع ورأس المال والاقتصاد بحاجة إلى توضيح وبذل الجهود في المحاورات بين أفراد المجتمع ليتضح أي مفهوم جديد تخلقه الرأسماليّة.
ما يزال المجتمع الغربيّ والشرقيّ عن طريق المستشرقين يعيشون تحت نير المعلوماتيّة الليبراليّة، وينظرون إليها على أنّها الفردوس المفقود، حيث يرون السعادة في ناطحات السحاب التي تجنّد المجتمع في خدمة طبقة قليلة جدّاً، تريد أن تعيش عالة على كدح المجتمع، وتريد أن تسيطر على فائض الإنتاج، على حساب الكادح الذي لولاه لما شُيدتْ أسوار هذه المدن الطفيليّة التي تقتات على القرى الإيكولوجيّة.
إنّ لبرلة الذهنيّة الشرقيّة وفق منهجيّة واضحة؛ يكمن في تذئيب أيّة عملية نهضويّة إصلاحية كانت أم ثوريّة وتحويلها إلى سلطة، وتحويل المجتمع من جديد إلى خرفان يُساقون إلى حتفهم، فهدف الليبراليّة يكمن في جعل 1% من المجتمع إلى ذئاب، وتحويل المجتمع إلى قطيع يساق نحو هاوية الانقياد، فالليبراليّة دين من لا دين له، وعقيدة من لا عقيدة له، ومنهج من لا منهج له.
لم تتوقّف أذرع الليبراليّة عن التسلّل إلى الذهنيّة المجتمعيّة، من خلال الإعلام، والثقافة والفنّ والرياضة وكلّ ما لا يخطر ببال الفرد، مهما تعلّم في جامعات هذا النظام العالمي الجديد أو ما يعدّ (النسق العالمي الحديث) فلا بديل إلّا السلطة والدولة في مخيّلتهم. “فالنسق العالمي الحديث القائم، في جزء من هذا الكوكب على الأقلّ منذ القرن السادس عشر الطويل، هو اقتصاد عالميّ رأسماليّ، ويعني ذلك عدّة أمور، فالنظام يكون رأسماليّاً إذا كانت الدينامية الأساسيّة للنشاط الاجتماعيّ قائمة على التراكم اللامتناهي لرأس المال. “أي شيء يزحزح هذا النظام وروّاده عن مكانه، فروح الربح المضاعف واللانهائيّ جعل هذا النظام مجنوناً، وبات الربح قيمة، بل إلهاً يُعبَد.
لقد كانت سياسة اللا حلّ تُجدي نفعاً في هذا النظام الماليّ فائق الليبراليّة، ويبدو أنّها تستفيد من هذه السياسة، فلقد ظلّت هذه السياسة موجودة منذ نشوء الرأسماليّة أي في القرنين السابقَين، فعندما تكون الحروب يكون الاحتكار، والنظام الرأسماليّ يرى الاحتكار مبرّراً لوجوده، وبالتالي باتت لغة “اهرُبْ يا أرنب، أمسِكْ به يا كلب الصيد” هي اللغة الوحيدة في التعامل مع دول الشرق الأوسط، لذلك اضطرّ قادة النظام الرأسماليّ إلى إعادة إنتاج نظام الفوضى واللا حلّ.
No Result
View All Result