No Result
View All Result
المشاهدات 1
صلاح الدين مسلم_
أضحى الحديث عن القتلى في الحرب السوريّة حديثاً عابراً، وصار الخبر روتينيّاً، وكأنّك تتحدّث عن حريق في قطعة أرض، وما عاد هناك موسم، لقد بات قصف أردوغان لشعبه حدثاً اعتياديّاً، فهناك من قام بجرائم أفظع، وكأنّ القتل والدمار في سوريا مبرّرٌ ليفعل أيّ حاكم ما يريده، لقد استطاع أردوغان أن يعطي دليلاً حيّاً على أنّ أيّة ديمقراطيّة دولتيّة في الشرق الأوسط مآلها السقوط، وهذا ما جعل الأمر أكثر تعقيداً لدى منظّري الدولة القوميّة، فعن أيّ استقرار للديمقراطيّة تحدّث عنه فوكوياما؟ وهل استطاعت هذه الدولة القوميّة أن تؤمّن النظام في المجتمعات كما صوّرْتَ يا هنتغتون الذي جعلتَ الدولة إلهاً؟ لقد جعلتْ هذه الوضعيّة الممقتة الشرق الأوسط يعيش حالةَ الفوضى العمياء، لقد جعلت بعض مردّدي الشعارات يرفعون لافتات تقول فيها: سنبذل دماءنا من أجل وقف الفيدراليّة، وكأنّه يمضي في مجهول لا يعرف ماذا يريد من كم هذه الشعارات التي تعصف به؟ ويريد أن يعيش مع الذي ينهبه ويقتات عليه دون أن يدرك مصلحته في العيش المشترك واللامركزيّة، ذاك المركز الذي جعله عاطلاً عن العمل، جعله لا يعرف ما له وما عليه.
يقول المفكّر عبد الله أوجلان في هذا السياق: (لَم أَكتفِ بقولِ الصحِّ مثلما نيتشه، ولَم أَرضَ بإعلانِ موتي على صعيدِ الإنسانيةِ كما ميشيل فوكو، ولَم أَقُل “علينا تحمُّلُ ما يَحُلُّ بنا” بنحوٍ قَدَرِيٍّ وكإنسان مُستاءٍ مثلما أدورنو، ولَم أَجِد اللَّوذَ إلى شعارِ البحثِ عن “الوحدة ضمن الاختلاف” كافياً كما آندريه غوندر فرانك، بل على عكسِ إيمانويل والرشتاين، لَم أؤمنْ بكفايةِ الإشارةِ إلى أهميةِ المهامِّ الفكريةِ والأخلاقية والسياسية، لا ريب أنّ المفكرين وأصحابَ الفضيلةِ هؤلاء كانت لهم مساهماتٌ هامةٌ في خوضِ تجربتي هذه، وأنهم مَدّوني بالجرأةِ اللازمةِ لخوضِها. لكنّ مقولةَ “الحياةُ الخاطئةُ لا تُعاش بصواب” المصيريةَ لا تَحتملُ الجدلَ أو السجالَ بالنسبة لي، ذلك أنه لَم تَكُ لي أيةُ حياةٍ حسبَ هذه المقولة، لقد جَرَيتُ كثيراً، لكن لا قوتي، ولا إيماني كانا كافيَين لبلوغِ الحياةِ الرأسماليةِ العصرية، والأمرُ الأشدّ حرجاً كان نداءَ الإنسان المتمردِ الذي في داخلي، وقوله “لا تَبِعْنا أو تُفَرِّطْ بنا، بل جِدْ ضالّتَك في نفسك”. إني أُدَوِّنُ تمرداتي.
No Result
View All Result