مزارعو منبج: قرار السماح بتصدير الذرة لا ينسجم مع جهودنا

منبج/ آزاد كردي –

حذّر مزارعون في منبج، من أن قرار الإدارة الذاتية المتضمن السماح بتصدير محصول الذرة الصفراء من المعابر كافة، سيكون له انعكاسات سلبية؛ بسبب وقوعهم عرضة لاستغلال التجار، والامتناع عن شراء المحصول بالسعر المناسب، الذي يعادل أتعابهم ومجهودهم.

وأصدرت الإدارة الذاتية قرارها القاضي، بالسماح بتصدير محصول الذرة الصفراء من المعابر كافة، وتركت للمزارعين حرية التوريد لمجففات الذرة في مناطقها، وبررت الإدارة الذاتية، هذا القرار لعدم إمكانية شرائها، ودون أن تحدد تسعيرة رسمية.

وتبلغ مساحة الأراضي الزراعية لشمال وشرقي سوريا، ما يقارب 400 ألف طن من محصول الذرة الصفراء، يتوقع إنتاجها لأكثر من 200 ألف طن، وفق المركز الإعلامي لهيئة الزراعة والري في الإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا.

خطوة غير مدروسة

وفي هذا الصدد، التقت صحيفتنا “روناهي” المزارع “عبد الحميد الحسين” ليحدثنا عن رأيه بقرار السماح بتصدير محصول الذرة الصفراء حيث قال: “يعدّ محصول الذرة الصفراء من المحاصيل التكثيفية الاستراتيجية، وكنا متفائلين على أساس، أن المحصول ليس له تكلفة، لكن هذه الرؤية خاطئة، على اعتبار أن المحصول كلف الكثير من بذار، وأدوية، وأجور عمال وخدمة، وغيرها شأنه شن محصول القطن أيضاً”.

“المزارع أصيب بالإحباط، خاصةً أنه يتم تداول أقاويل في الوقت الراهن، بأن هناك مقترحاً لرفع سعر المحروقات المدعومة للمزارعين، بالإضافة أن قرار امتناع استلام الإدارة الذاتية يمكن اعتباره بمثابة الضربة القاضية، وما يزيد الطين بلة أمام آمال المزارعين في الموسم الحالي، عينهم على نوائب الدهر”، حسب قول الحسين.

وعدّ الحسين أن: “هذه الخطوة غير متوقعة، وغير مدروسة، وسيتسبب هذا القرار بهدر تعب المزارع، على الرغم من أن لجنة الزراعة والري في البداية، شجعت على الزراعات التكثيفية، مثل محصول الذرة الصفراء، وشجع المزارعون على خوض غمار الزراعة، ليتفاجأ مؤخراً بقرار تعسفي، وغير صائب خيب آمال المزارعين”.

وكانت الإدارة الذاتية افتتحت في مطلع العام الفائت، معمل الوردة الذهبية لإنتاج الزيوت النباتية، بطاقة إنتاجية تصل إلى 300 طن يومياً، وفقاً لمسؤولين في الإدارة الذاتية.

الجهود لا تضاهي كلفة الإنتاج

وبدوره، قال المزارع “حسن أبو عامود” حول ذلك القرار: “إن ردود أفعال المزارعين، وسكان أرياف منبج على وجه الخصوص بشكل عام، لاقت استياءً شعبياً بما يخص القرار الأخير المتضمن عدم شراء محصول الذرة، وعدم تحديد تسعيرة محصول الذرة الصفراء”.

وأوضح ذلك: “إن المزارعين يخشون من استغلال التجار، وعدم شراء المحصول بالسعر المناسب الذي يعادل أتعاب ومجهود الفلاحين؛ ما يخلف نتائجَ كارثية، وبالأخص كون تكاليف زراعة محصول الذرة باهظة، وتحتاج إلى ري لأكثر من اثنتي عشرة مرة إلى موسم حصاده، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار مواد السماد والمحروقات”.

ووصف: “أن القرار بغير الدقيق، ويفترض بهيئة الاقتصاد والزراعة مراجعته، وشراؤه من المزارعين، كما فعلت خلال الموسم الماضي حين اشترت كامل محصول الذرة، نظراً للاستفادة منه في معمل الزيوت النباتية التابعة لـ الإدارة الذاتية”.

وتجدر الإشارة: إلى أن محصول الذرة الصفراء، يعد ثالث أهم المحاصيل الزراعية الاستراتيجية في شمال وشرقي سوريا، بعد القمح والقطن، ويستفاد منه في صناعة الزيوت النباتية وصناعة المعجنات، والصناعات الغذائية.