No Result
View All Result
المشاهدات 0
صلاح الدين مسلم_
من خلال ما حلّله إيمانويل والرشتاين الذي يشغل منصب كبير الباحثين في جامعة ييل الأميركية وهو صاحب نظرية النظام الدولي، في أبحاث مختلفة (السياسة والاقتصاد في ظلِّ المتغيرات الإقليمية والدولية) (تداعيات انحدار القوة الأميركية وأثرها في منطقة الخليج) (اللعب بالنار: الولايات المتحدة والعراق وإيران) (تصور والرشتاين لفترة النمو (2000 –2025) قد أكّد والرشتاين في كتبه ومحاضراته على نتائج مهمّة، فقد رأى أنّ الحرب العراقيّة الإيرانيّة كانت بافتعال أميركيّ بمشاركة من ريغان ورامسفيلد، لإنهاك الطرفين القويين، وكذلك غزو الكويت، وخذلان الأميركان للكرد، ثم جاء بوش وفتح ملفّ (محور الشر)؛ العراق وإيران وكوريا الشمالية، ودفاع كونداليزا رايس عن حزب البعث الذي هدمته من قبل، وإفساح المجال للسنّة بعد التوغل الشيعيّ في العراق، ثمّ الفشل الأميركيّ العلميّ الوضعيّ في العراق.
كما يصور والرشتاين، في قسمة محدودة أيضاً لفائض القيمة الاقتصادي بنسب لا يمكنها أن تهدّد إطلاقاً العملية المتواصلة لتراكم رأس المال ولا المنظومة الدولية الضامنة لذلك، وإنّ تراجع النزعة الليبرالية مع انتشار الديمقراطية التي تناهض السيطرة والتسلط، والتي تطالب بالمساواة بين الأفراد في التطور السياسي ونظام المكافئات الاقتصادية والاجتماعية يؤدي إلى ازدياد خطورة الطبقات الاجتماعية حسب تصوّره، ويصبح النظام العالمي في موقف لا يُحسد عليه، ويرى والرشتاين أن تراجع الليبرالية مقابل انتشار الديمقراطية هو سمة بارزة في بداية طور النمو، إذْ يرى والرشتاين أنّ ما سيحدث في البداية هو عجز النظام العالمي عن حلّ مشكلاته وعجزه عن العودة إلى شكلٍ جديد من التوازن.
يرى والرشتاين أن حدود هذا العجز تتمحور حول ضعف الدولة من ضبط النظام على المستوى الداخلي، وهو يستبعد فكرة تفكك الدولة في مناطق الأطراف، ويرى أنّ عجز الدولة عن ضبط نظامها الداخلي سيؤدي إلى التوتر في سير عمل المنظومة القائمة بين الدول، وضعف الدولة في دول المركز وهو الذي يحمل خطر التهديد الأكثر عنفواناً، وفقدان الثقة بإمكانية تسوية مؤسساتية ليبرالية.
ويرى أنّ فقدان الدول والعلاقات بين الدول لحالة التوازن وانعدام الفاعلية سيدفع الناس إلى البحث عن الحماية في ظل جماعات أثنية – دينية – لغوية…، وستكون هذه الجماعات كخيارات بديلة عن المواطنة والمشاركة في الدولة، وبما أنّها أي؛ الجماعات لم تكن من نتاج الدمقرطة والإحساس بفشل الدول بالإصلاح، ونتيجة الخوف المتزايد فحسب، بل من نتاج وعيها بحقها في المساواة أيضاً، فهذا ما يجعل منها قوة معبئة ومؤثرة للغاية.
فالفوضى التي تصورها والرشتاين لن تدوم، حيث يتم الاتجاه نحو الخلاص والحلّ وإيجاد نظام جديد، ويرى أنّ هناك فئتين سوف تقودان هذا الاتجاه وهو جوهر كلام والرشتاين: فئة الحالمين بترسيخ عملية التدرج الطبقي والامتيازات، وهي تقود الاتجاه نحو نظام يضمن لها الامتيازات، وقوى الديمقراطية وهي التي ظهرت سابقاً كحركات مناوئة للنظام وقد قدّر لها تاريخها أن تكون تاريخ انتصارات وتاريخ إخفاقات.
No Result
View All Result