المنتخب السوري لا بديل للمركز الأخير

روناهي / قامشلو ـ احتل المنتخب السوري لكرة القدم للرجال المركز الرابع والأخير في البطولة الدوليّة الرباعيّة الوديّة والتي أُقيمت في الأردن، وشارك فيها كلاً من منتخبات العراق وسوريا وعمان.

التخبّط وتغيير المدربين والإدارات والاتحادات بات من اختصاص الكرة السوريّة التابعة لحكومة دمشق، والتي أصبحت محلاً للسخرية لدى المتابعين في الداخل والخارج بسوريا، ولكن يبدو أنه بات المركز الأخير مطوّباً باسم المنتخب السوري الذي تذيّل الترتيب في التصفيات المؤهلة لكأس العالم في قطر 2022.

وشارك المنتخب السوري في البطولة الدولية الرباعية الودية والتي أُقيمت في الأردن من تاريخ 23 أيلول ولغاية 26 أيلول الجاري.

المنتخب السوري خسر المباراة الأولى بهدفين دون رد من المنتخب الأردني صاحب الأرض والضيافة في مباراة كانت الأداء فيها باهتاً، بهذا الفوز تأهّل المنتخب الأردني للمباراة النهائية لملاقاة المنتخب العماني الذي فاز بدوره على المنتخب العراقي بفارق ركلات الترجيح بنتيجة (4×3)، بعد التعادل في الوقت الأصلي بهدف لهدف.

ولعب المنتخب السوري المباراة الثانية والأخيرة في البطولة على المركزين الثالث والرابع مع المنتخب العراقي، ولكن كما جرت العادة لا يجوز أن يكون أي منتخب في المرتبة الأخيرة غير المنتخب السوري، والذي خسر من المنتخب العراقي بهدف دون رد، واحتل بذلك المركز الرابع والأخير في البطولة.

المنتخب السوري حتى لو قدّم عرض مقبول قليلاً ولكنه في النهاية يخسر كنتيجة؛ وكرة القدم لا تعترف إلا بلغة الأهداف.

تفاصيل المباراة

ساد الحذر على الأداء في بداية اللقاء بين المنتخب السوري والعراق، مع انحصار اللعب في منتصف الميدان.

وأول المحاولات العراقية جاءت عن طريق أمجد عطوان، الذي سدد كرة من مسافة بعيدة مرت بالقرب من مرمى الحارس السوري أحمد مدنية.

وعاد عطوان لتهديد المرمى السوري بمحاولة ثانية أبعدها الحارس ببراعة.

ولكن نجح أيمن حسين في وضع المنتخب العراقي بالمقدمة، بعد أن سجل الهدف الأول بطريقة جميلة على يسار الحارس.

وكاد عمر السومة أن يدرك التعادل لسوريا، عبر رأسية مُتقنة، أبعدها ببراعة الحارس العراقي جلال حسن.

وسنحت للسومة محاولة جديدة، لكن تصويبته علت العارضة بقليل.

وأضاع هيران أحمد فرصة محققة للعراق، بعد أن تلاعب بأكثر من مدافع سوري، ولم ينجح في وضع الكرة بالمرمى بعد تأخره بالتسديد.

وقبل نهاية أحداث الشوط الأول بدقيقة واحدة، أهدر السومة فرصة سهلة بعد أن سدد كرة ارتطمت بدفاعات المنتخب العراقي.

الشوط الثاني

المنتخب السوري لعب في الشوط الثاني بشكلٍ مختلف، وأعد ضغطاً لا بأس به على الدفاعات العراقية.

وأشرك المدرب العراقي راضي شنيشل، صانع الألعاب حسن عبد الكريم، فيما منح المدرب السوري حسام السيد، الفرصة لمحمود المواس لتدعيم خط المقدمة السوري.

وكاد المواس أن يباغت جلال حسن بتسديدة عكسية، ألا أنها علت العارضة بقليل.

وسنحت فرصة للمهاجم أيمن حسين، لم يحسن التعامل معها، لتتجه الكرة إلى خارج المرمى.

وتوقفت المباراة لعدة دقائق بعد إصابة السومة والعماري إثر كرة مشتركة.

وتراجع الفريق العراقي إلى مناطقه الخلفية، للحفاظ على تقدمه، وسط هجمات متواصلة للمنتخب السوري الذي لم ينجح من إدراك التعادل.

وأهدر البديل آسو رستم فرصة لمضاعفة النتيجة، عبر هجمة مرتدة، ليلعب الكرة بطريقة متسرعة إلى أحضان الحارس مدنية، لتنتهي المباراة (1-0).

بينما ظفر المنتخب الأردني بلقب البطولة الودية الرباعية بكرة القدم، بعدما فاز في المباراة النهائية على عمان بهدف دون رد والتي جرت مساء الاثنين الماضي على استاد عمان الدولي.

وأحرز هدف الفوز الثمين للأردن إحسان حداد من ضربة جزاء حصل عليها البديل حمزة الدردور بالدقيقة (64).

ووجد المنتخبان صعوبات في صياغة مشاهد التهديد الفعلي، في ظل الحذر الدفاعي من استقبال هدف قد يُربِك المخططات.

وتقاسم المنتخبان السيطرة في منتصف الملعب، لكنهما افتقدا للحلول الهجومية الناجحة، فبقيت الشباك بعيدة عن أي خطر.

هذه البطولة تأمل البعض منها أن تكون فاتحة خير للمدرب الجديد حسام السيد، وقد لا يجوز الحكم عليه لأنه لم يدم وقت طويل لتسلم المهام، ولكن رغم ذلك فقد ضجت مثل كل مرة وسائل التواصل الاجتماعي بالسخرية من المنتخب السوري وخاصةً تزين اسمه مثل كل مرة في المرتبة الأخيرة في البطولة، وطالبوا بوقف المهزلة الحاصلة في الكرة السوريّة منذ عقود، عبر منتخبات تسيطر عليها الواسطة والمحسوبيات والفساد.

المدرب السوري كان أعلن عن تشكيل لاقى أيضاً انتقادات واسعة وغاب عنها الحارس إلياس هدايا وإياز عثمان وعمر خريبين للإصابة، بينما اعتذر محمد عثمان عن الحضور بسبب ظروف خاصة.

وضمت القائمة كلاً من:

“أحمد مدنية، شاهر الشاكر، طه موسى، سعد أحمد، ثائر كروما، عمر ميداني، بلال حلبوني، عبدالرحمن ويس، حسين جويد، خالد كرداوغلي، أحمد الدالي، كامل حميشة، محمد المرمور، محمد عنز، ماهر دعبول، عمرو جنيات، محمود المواس، حسام عايش، عمار رمضان، محمد ريحانية، عمر السومة، محمود البحر، علاء الدين دالي”.

وفي 23 من شهر آب الماضي أعلن الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم عن تعاقده مع المدرب المحلي حسام السيد لقيادة المنتخب السوري الأول خلفًا لغسان معتوق.

وجاء في بيان للاتحاد عبر صفحته على فيسبوك “تعاقد الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم مع المدرب الوطني حسام السيد لقيادة المنتخب الأول”.

وسبق للسيد قيادة منتخب سوريا للقب بطولة غرب آسيا 2012، وقاد منتخب سوريا الأولمبي ومنتخب الشباب للتأهل إلى النهائيات الآسيوية.

وفي سجله العديد من الألقاب أبرزها الفوز بلقب بطولة كأس الاتحاد الآسيوي مرتين مع نادي القوة الجوية العراقي ولقب بطولة العالم العسكرية.

كما درّب أندية الكويت والعربي الكويتي وظفار العماني والفيصلي الأردني والميناء العراقي والوحدة السوري.

وكان معتوق انتقل لتدريب نادي الرفاع الشرقي البحريني.

تخبّط وتغيّرات باستمرار

وفي ظرف سنة حصلت عدة تغيرات على اتحاد الكرة التابع لحكومة دمشق، ففي 14 آب من عام 2021، أعلن رئيس الاتحاد “العربي” السوري لكرة القدم حاتم الغائب استقالة اتحاد الكرة بعد نتائج المنتخب في التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2022.

في 18 من شهر أيلول من عام 2021، كلفت لجنة مؤقتة لتسيير أعمال الاتحاد السوري بتعيين توفيق سرحان رئيساً لها وكلاً من: نبيل السباعي، عبد الحميد الخطيب، أحمد قوطرش، ياسر لبابيدي كأعضاء.

وفي عام 2022، تدخّل الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” وأمهل الاتحاد السوري عدة أشهر لإجراء انتخابات لوضع رئيساً لاتحاد كرة القدم، مما أجبر الاتحاد “العربي” السوري لإجراء انتخابات وفاز فيها صلاح رمضان وأصبح رئيساً للاتحاد للسنوات الأربع المقبلة.

وحصل رمضان على 38 صوتاً من أصل 67، مقابل 29 صوتاً لمنافسه فادي دباس.

ولكن هذه الانتخابات شكك فيها الكثيرون أن تكون نزيهة وخاصةً بعودة رجل لرئاسة الاتحاد عُرف بفساده بحيث سبق لرمضان أن ترأس اتحاد الكرة السوري عام 2012 قبل أن يستقيل من منصبه عام 2018.